بنو حشيش.. سلة العنب في اليمن
اليمن الزراعية – المهندس حازم محمد العضلي*
تشتهر مديرية بني حشيش بزراعة أجود أنواع العنب، وذلك لما تمتاز به من مناخ مناسب وتربة خصبة.
ويمتلك المزارعون في بني حشيش خبرات، ومهارات زراعية، توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل، وعلى الرغم من تقلص زراعة العنب في اليمن، وانحسار المساحات المزروعة بالعنب، إلا أن بني حشيش لا تزال المديرية الأكثر زراعة لمحصول العنب، والأكثر إنتاجاً على مستوى محافظات الجمهورية اليمنية، وهو ما جعلها بحق سلة عنب اليمن.
لكن وخلال السنوات الأخيرة واجهت زراعة العنب في بني حشيش عدة تحديات أثرت بشكل كبير على زراعة العنب، ومنها انتشار وتوسع أشجار القات على حساب أشجار العنب، وتفشي وانتشار الأمراض والآفات الزراعية التي أصابت أشجار العنب، ومنها مرض “البياض الزغبي” وهو المرض الأشد خطورة على محصول العنب، ومرض “البياض الدقيقي” والتي أثرت على نسبة الإنتاج من محصول العنب خلال السنوات الماضية، وكبدت المزارعين خسائر بمئات الملايين، وهذا ناتج عن غياب المراكز الإرشادية بالمديرية، كما واجهت زراعة العنب عدة صعوبات وعوائق تقف في وجه مزارعي العنب في بني حشيش ومنها:
- ارتفاع تكاليف المدخلات الزراعية، مبيدات، والأسمدة والتعريضات وغيرها.
- 2- ارتفاع أسعار المضخات والمشتقات النفطية، ومنظومات الطاقة الشمسية.
- 3- غياب السياسة التسويقية لمحصول العنب، والذي يتكدس بكثرة في الأسواق، ويتلف معظمه لعدم وجود ثلاجات تبريد، وغياب التسويق أثر بشكل كبير على محاصيل العنب، وهو ما جعل معظم المزارعين يتوجهون نحو زراعة القات؛ نظراً لجدواه الاقتصادية، كما يعد الزبيب المستورد أحد الأخطار التي تؤثر بشكل كبير على أسعار الزبيب المحلى.
إن زراعة العنب في بني حشيش، واليمن بشكل عام، تحتاج إلى رؤية واضحة، وتوجه حقيقي رسمي وشعبي للتوسع في زراعتها، وإيجاد استراتيجية وطنية لزراعة محصول العنب كأحد المحاصيل الزراعية الاستراتيجية التي يتوجب علينا دعمها وحمايتها والاستفادة من الميزة التي تشتهر بها، وهي جودة العنب العالية ومذاقه الفريد.