صحافةمقالات

السوق المركزي بصنعاء يفتح أبوابه أمام المنتجات المحلية

المؤسسة الاقتصادية تتبنى تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بالأسواق الزراعية بتكلفة (10 مليار) ريال يمني

السوق المركزي بصنعاء يفتح أبوابه أمام المنتجات المحلية

الحملي: خدمات السوق مجانية.. تتمثل في ترتيب عملية البيع والشراء والتنسيق بين المزارعين والوكلاء والتجار المستوردين

عماد الفقيه

يقع السوق المركزي الزراعي الخاص بالمنتجات المحلية في شارع الستين الجنوبي الغربي للعاصمة صنعاء وعلى مساحة إجمالية تقدر بحوالي خمسة وعشرون ألف متر مربع.. كواحد من الأسواق الزراعية الهامة الذي تم إنشاؤها من قبل المؤسسة الاقتصادية اليمنية بالتعاون مع وزارة الزراعة والري.. وذلك في الربع الثاني العام المنصرم 2022م ليأتي افتتاحه ومزاولة النشاط فيه في شهر فبراير من العام الجاري 2023م وبصورة استثنائية تمحورت حول استقبال محصول الثوم المحلي قبل أن تكتمل مواصفات وأعمال السوق.

هذه الخطوة السباقة لدعم المنتجات المحلية في أهم الصعوبات التي تواجهها وهي التسويق تجعلنا نقف على الاسباب الكامنة التي جعلت من المؤسسة الاقتصادية اليمنية في الشروع إلى تنفيذ مثل هذه الاسواق المركزية رجع رئيس قطاع التسويق والخدمات الزراعية بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية الدكتور رياض المنعي ذلك إلى إرساء اركان النظام التسويقي للمحاصيل الزراعية وفق أفضل المعايير والاشتراطات الخدمية سواء من حيث عناصر ومكونات البنى التحتية أو التقنية الحديثة ورقمنة نظام التسويق الزراعي في الجمهورية اليمنية كبوابة رئيسية للنفاذ بمنتجاتنا المحلية نحو الأسواق الدولية، والسعي لإكساب منتجاتنا المحلية القدرة على منافسة المنتجات الخارجية سواء في الأسواق المحلية أو الدولية، ولتحقيق ذلك أقدم قطاع التسويق والخدمات الزراعية بالمؤسسة الاقتصادية اليمنية على الانتشار والتوسع في تنفيذ مشاريع البنى التحتية وفي فترة زمنية تتراوح اقل من عامين تم إنشاء عدد من المشاريع الخاصة بالأسواق الزراعية المركزية وبتكلفة تزيد عما يقارب 10 مليار ريال يمني في عدد من المحافظات اليمنية.

وأشار المهندس رؤوف منصور أن الأسباب الكامنة وراء إنشاء هذا السوق انطلقت بناء على دراسات علمية ومنهجية وتحليل للوضع الراهن اولا فكانت الفجوة الموجودة في البنية التحتية للأسواق المركزية على مستوى الجمهورية متدنية في الخدمات التي تقدمها للمزارعين هي الدافع الرئيسي لقيام المؤسسة الاقتصادية اليمنية ممثلة بقطاع التسويق بالمبادرة إلى ردم هذه الفجوة في البنى التسويقية داخل المحافظات اليمنية.

واضاف المنصور الأسواق بشكل عام هي النافذة للمزارع اليمني التي من خلالها يطل بمنتجاته ويلاقي نقطة بيع مشجعة لمستوى الإنتاج وفي نفس الوقت هذه الاسواق التي كانت قائمة كانت تفتقر لأبسط المعايير والمواصفات والاشتراطات الفنية التي ستقدم للمزارع خدمة تشجعه في تطوير إنتاجه، وكذا للوكلاء والتجار المستوردين وتقليل الفاقد من المنتجات الزراعية والهدر في الغذاء.

المنتجات الزراعية التي يستقبلها السوق 

إدراكا من أهمية الأهداف التي على أساسها انشاء السوق الزراعي المركزي للمنتجات الزراعية بصنعاء والعمل على خدمة المزارعين وكافة شركاء عملية الإنتاج الزراعي بادرت قيادة السوق في البدء بعملية استقبال معظم المحاصيل الزراعية التي أشار إليها المهندس أحمد الحملي بقوله في البداية استقبلنا محصول الثوم المحلي حيث تقدر الإحصائيات التي تم استقبالها من محصول الثوم بما يقارب 4 آلاف طن وذلك منذ بداية افتتاح السوق حتى الآن، إضافة إلى ذلك تم استقبال محاصيل الحبوب والبقوليات كالفاصوليا والعدس والزبيب واللوز والقمح والشعير والذرة الشامية والذرة البيضاء وغيرها من المنتجات والمحاصيل الزراعية.

 أهمية السوق   

يمثل السوق أحد المشاريع الاقتصادية العملاقة التي يشهدها القطاع الزراعي حاليا، والذي جرى تنفيذه بغية تحقيق جملة من الأهداف أبرزها، توفير بيئة تسويقية مناسبة لتسويق منتجات المزارعين، وتشجيعهم على مواصلة الإنتاج وزيادة الكمية الإنتاجية بما يضمن دعم وحماية تلك المنتجات الزراعية المحلية والتقليل من فاقد انتاجها الزراعي، إضافة إلى مساهمة مثل هذه الاسواق المركزية في تحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير الكثير من فرص العمل، إلى جانب ذلك تعمل على كسر الاحتكار وتوفير المنتجات الزراعية المحلية بجودة عالية تنافس في جودتها المنتج الخارجي، كما تعمل مثل هذه الأسواق على الحد من الهجرة من الأرياف إلى المدن وتشجيع الهجرة العكسية وتحسين جودة المنتج وتسويقه بشكل أمثل لتعظيم الإنتاج والتداول والإعداد والتغليف والتسويق بما يسهم كل ذلك في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الميزان التجاري للدولة.

وحول الدور المناط بهذا السوق المركزي في حماية المنتج المحلي وبشكل حقيقي وفاعل، اشار المهندس أحمد الحملي مدير السوق المركزي للمنتجات الزراعية بصنعاء أن السوق يسهم في حماية المنتج المحلي عن طريق الحد من فاتورة الاستيراد والعمل على ربط استيراد المنتجات الخارجية بمقدار ما يتم الشراء من المنتج المحلي في إطار التنسيق مع وزارة الزراعة والري وقطاع التسويق وبالتالي نستطيع أن نقول اننا وفرنا الحماية للمنتج المحلي.

البنية التحتية للسوق   

أما عن طبيعة البنية التحتية الحالية للسوق، وأبرز الأعمال المتبقية لاستكمال السوق، فأكد المهندس الحملي أن البنية التحتية للسوق مكونة حاليا من عدد من المحلات مكاتب شراء خاصة بالتجار والوكلاء وعدد منها قيد الانشاء، المحلات التي هي الآن موجودة في السوق والتي سبق وتم إنشاؤها تبلغ ثمانية عشر محلا تجاريا أو مكاتب خاصة بالتجار، ونحن الآن في إطار تجهيز عشرة محلات أخرى كمكاتب الوكلاء، وأيضا من مكونات السوق في إطار بنيته التحتية هناك الهناجر الخاصة بمنتجات الثوم، وهنجر البقوليات والحبوب وهنجر ثالث خاص بمعدات الفرز والتصفية، أما أبرز خطواتنا وتطلعاتنا القادمة فيما يتعلق بحفظ المنتجات الزراعية وما تتضمنه من تجهيز اماكن لها بالسوق وتوفير ثلاجات التبريد فهي في قيد الانشاء.

رؤوف منصور مدير التخطيط بقطاع التسويق والخدمات الزراعية بالمؤسسة الاقتصادية أشار ان افتتاح السوق المركزي بالستين جاء فيما لاتزال البنية التحتية له لم تكتمل ومع ذلك المنشآت قائمة في السوق هناك الحفريات هناك الأعمال، لا زلنا في توسعة مستمرة حتى تكتمل خطوط الإنتاج والتسويق، وهذا السوق يعتبر كنواة رئيسية في العاصمة صنعاء لأسواق قادمة في كل المحافظات، نرجو من الجميع تظافر الجهود لاستكمال هذا المشروع،  والمطلوب توسعة للسوق كي يكون مركزا رئيسيا للأسواق المركزية بأمانة العاصمة ومركزا للصادرات، ونهدف لأن يكون مركزا للصناعات الغذائية التحويلية التي هي العمود او شوكة الميزان فيما يخص عملية إنتاج الغذاء بالذات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى