موجهات حكيمة
الدكتور : رضوان الرباعي *
21 سبتمبر.. ثورة الاكتفاء الذاتي
وشعبنا يحتفلُ بالذكرى التاسعةِ لثورةِ الحادي والعشرين من سبتمبر الخالدة والتي يأتي الاحتفالُ بها متزامناً مع ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، نرفعُ أزكى وأسمى آياتِ التهاني والتبريكاتِ لقائدِ الثورةِ السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- وإلى رئيسِ المجلسِ السياسي الأعلى المشير الركن مهدي محمد المشاط، وكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم.
هذه الثورةُ العظيمة والتي تعدُ المنقذَ للشعبِ اليمني، والتي حررته من الوصايةِ الخارجية، وحكمِ السفارات، وأنقذته من حالةِ الانهيارِ والتدهورِ العسكري و السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي والإعلامي، وكل المجالات، وخيرُ شاهدٍ على ذلك ما تحقق على المستوى العسكري والأمني.
أما على مستوى القطاعِ الزراعي، فقد جاءت ثورة 21 من سبتمبر لتعيدَ لهذا القطاع الاعتبار، وتعيد له مكانته وأهميته ودوره في تحقيقِ الاكتفاءِ الذاتي، ورفدِ الاقتصاد، بل جعلت منه العمود الفقري للاقتصاد الوطني كما أكد ذلك السيد القائد في أكثر من محاضرة وأكثر من خطاب.
فالقطاعُ الزراعيُ قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، تم تهميشه وتدميره بشكل ممنهج، وتحولت اليمن خلال العقود الماضية من بلدٍ مكتفٍ ذاتياً، إلى بلدٍ يستوردُ كل احتياجاته من الخارج، وأصبحت اليمنُ سوقاً مفتوحة للمنتجاتِ الزراعية الخارجية، وذلك بفعلِ السياسات المدمرة للحكوماتِ السابقة التي كانت تنفذُ مخططات ومشاريع وسياسات للأجندة خارجية، ولكن بعون الله وتوفيقيه، وبفضل موجهات القيادة الربانية الحكيمة التي نمتلكها جاءت ثورة 21 من سبتمبر لتولي القطاع الزراعي جلَّ اهتمامها، وتدعمه بشكلٍ كبير، فقد بدأتِ اليمنُ تشهدُ ثورةً زراعيةً وتنموية ومجتمعية كبيرة، في جميعِ محافظاتِ ومديرياتِ وعزل وقرى اليمن، وهناك حراكٌ مجتمعيٌ زراعي كبير لم تشهده اليمن منذ عقود، وهذا يحسب لهذه القيادة وللثورة المجيدة، والتي تعد ثورة الاكتفاء الذاتي.
رغم الإرث الكبير الذي خلفته الأنظمة السابقة في القطاع الزراعي من فسادٍ وإهمال وتهميش وتدمير ممنهج سواء على مستوى القوانين والأنظمة والتشريعات القانونية، أو المفاهيم والمصطلحات والدراسات والبحوث والتقارير الدولية المغلوطة، وغيرها الكثير؛ إلا أننا نمضي متوكلين على الله وعلى الموجهات الحكيمة الثورية، والدعم والتأييد الكبير من قبل القيادة السياسية، والالتفاف والتحرك والدعم المجتمعي نحو تحقيق ما تأمله القيادة، ويلبي طموحات وتضحيات أبناء شعبنا اليمني العظيم وهو تحقيقُ الاكتفاء الذاتي والتحرر من الهيمنة والاستعمار الغذائي لدول الاستكبار العالمي، وهذا هو أحد أهداف ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي يجب تحقيقها كواجب ديني تحرري وجهادي لمواجهة أعداء الأمه وتحقيق الحرية والاستقلال، ولن يتحقق ذلك الا بالإقبال الصادق لله، والعمل بروح جهادية إيمانية في الميدان العملي الزراعي والتنموي.
*نائب وزير الزراعة – نائب رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا