الدكتور ثابت: القات يستحوذ على 80% من المبيدات وعددها 105 اسماً تجارياً وتقع هذه المبيدات تحت 27مادة صنفت بأنها مسببة لأمراض السرطان
عوفان: الإدارة العامة للمبيدات تقوم ببرامج توعوية عبر وسائل الاعلام المختلفة
تفشت ظاهرة الاستخدام العشوائي للمبيدات من قبل المزارعين في اليمن، دون الالتزام باستشارة المهندسين قبل شراء واستخدام المبيدات، أو التقيد بشروط الأمن والسلامة عند الرش، وفترة الأمان المكتوبة في عبوات المبيدات قبل قطف وجني الثمار وتسويقها للأسواق المحلية، ونتيجة ذلك ظهرت عدة أمراض في المجتمع اليمني وعانى منها الكثير من المرضى في المدن والريف على حد سواء.
اليمن الزراعية- خاص
الدكتور عبدالرحمن ثابت أستاذ سمية المبيدات وتلوث البيئة في كلية الزراعة بجامعة صنعاء يشير إلى خطورة الاستخدام العشوائي للمبيدات، حيث يوضح أن المبيدات تنتج وتسوق بعدة صيغ مختلفة، وهي عبارة عن مخاليط كيميائية تستخدم لقتل أو طرد والتحكم في نوع أو أنواع مختلفة من الآفات والحشرات وغيرها، حيث يعرف ذلك المكون من تركيب المبيد المسؤول عن قتل أو طرد أو التحكم في الآفات والحشرات.
ويوضح الدكتور عبدالرحمن ثابت أن المبيد سلاح ذو حدين، فعند استعماله بطريقة صحيحة بالكميات الموصى بها يقضي على الآفة ويتحقق العائد الاقتصادي المرجو من استعماله، ولكن عند إساءة استخدامه تنتج عن ذلك عواقب وخيمة، وغالباً ما تحدث إساءة استخدام للمبيدات الكيميائية.
ويضيف أنه عندما لا يقوم المزارع بإتباع الإرشادات واتخاذ الاحتياطات اللازمة واستعمال الطرائق المناسبة في الرش، أو عدم معرفة نوعية الآفات التي يستخدم ضدها هذا المبيد ونوعية المحاصيل التي يمكن استعماله عليها وعدم التقيد بفترات التحريم المطلوبة لكل مبيد على كل منتج زراعي، والتي عادة ما تكون موجودة على هيئة نشرة ملصقة على عبوة كل مبيد.
ويذكر أن سوء استعمال المبيدات يحدث نتيجة للإسراف في استخدام مبيد ما ضد آفة معينة مما ينتج عنه ظهور سلالات جديدة لتلك الآفة تكون مقاومة لذلك المبيد، فيلجأ المزارع إما إلى زيادة الجرعة وإما الرش على فترات متقاربة أو كليهما واللجوء في النهاية إلى استعمال مبيدات أخرى أشد سميّة، وبالتالي زيادة في كميات المبيدات المرشوشة على المنتج أو المنتجات الزراعية فيقع في المحذور، لافتاً إلى أنه غالباً ما يحدث هذا مع معظم المزارعين خصوصاً في البيوت المحمية، وكذلك مع مزارعي إنتاج أوراق وأغصان القات.
ويشير إلى أن عدم مراعاة فترات التحريم المطلوبة وهي الفترة التي لا يجوز تسويق أغصان القات الذي تعرض للرش بالمبيد إلا بعد انقضائها، ويلاحظ أنها تختلف من مبيد لآخر ومن محصول لآخر للمبيد نفسه وذلك تبعاً لسميته، ويلاحظ أن هذه الفترة من أكثر الأشياء التي يجب مراعاتها، وخاصة مع المنتجات التي تؤكل طازجة مثل القات والخضار.
ويؤكد الدكتور ثابت أن القات يستحوذ على 80% من المبيدات مبيناً أن عدد المبيدات التي تستخدم للقات يبلغ105 اسما تجارياً، وتقع هذه المبيدات تحت 27مادة صنفت بأنها مسببة لأمراض السرطان، كما يؤكد أن ضعف الوعي والخبرة لدى المزارعين بالآفات الحشرية والأمراض الفطرية والبكتيرية والنيماتودية،، وطرق الاستخدام ونوعية المبيد، واعداد المبيدات المستخدمة لمكافحة آفة محددة، أغلب المزارعين يستخدمون مبيدات حشرية أكثر من الفطرية، بالإضافة لاستخدام مبيدات ممنوعة، والبعض منها لا تستخدم الا بواسطة مختصين، عدم الالتزام بفترة الأمان قبل قطف القات، قيام الاطفال برش القات من المخاطر الصحية عليهم.
ضعف الارشاد الزراعي
ويقول الدكتور عبدالرحمن ثابت إن هناك مخاطر كثيرة للاستخدام العشوائي للمبيدات وخاصة شجرة القات ومنها ما يعرف بالسمية الحادة ومن أعراضها الغثيان، المغص والقيئ والاسهال والتي تظهر بعد 48 ساعة، والأخطر منها السمية المزمنة والتي تنتج بسبب تراكمات المبيدات والتي تظهر بعد سنة أو أكثر وتظهر تشوهات في الأجنة.
ويضيف أننا بحاجة لإختصاصي وقاية نبات يبحث في الآفات الزراعية ويشخص أعراضها وأسبابها ويحدد أساليب مكافحتها وإجراءات الوقاية منها ويبحث في الآفات الزراعية والأمراض النباتية، ويحدد نوع المرض وأعراضه وأسبابه، ويقدر مدى شدتها ومستوى الضرر الاقتصادية، ويحدد أساليب وطرق مكافحتها وذلك من خلال معرفة الظروف البيئية لتكاثر الحشرات والطفيليات (التحكم في مواعيد الزراعة)، و يصف المبيدات الحشرية المناسبة ويشرف على استخدامها ويرشد المزارعين حول طرق استخدام المبيدات الحشرية وأضرارها على البيئة والإنسان، و يدرب الفنيين والمزارعين على طرق المكافحة ويجري المشاهدات العملية لهذا الغرض، كما يشارك في تنظيم وتنفيذ حملات المكافحة على مستوى البلد مثل حملات مكافحة الجراد والمن والحشرات القشرية، إضافة إلى أنه يقوم بمتابعة التطور العلمي في مجال علم الآفات الزراعية وأساليب مكافحتها ويعمل على تطبيقها، و يعزز ويراعي تأمين واستخدام وسائل الحماية والوقاية وتطبيق قواعد الصحة والسلامة المهنية ينفذ ما يكلف به في مجال العمل.
ويرى أنه لابد من إصدار تشريع يمنع استخدام المبيدات الكيميائية على أشجار القات وربط منح التراخيص بممارسة مهنة الاتجار بالمبيدات، أو تداولها للشركات التي يدير محلاتها موظفون يحملون درجة البكالوريوس في العلوم الزراعية تخصص وقاية نبات أو مبيدات بغية التأكد من أفضل المبيدات فعالية وأكثرها أماناً.
ومن الحلول أيضاً الالتزام بالخطوط الإرشادية لوكالة حماية البيئة الأمريكية (USEPA) وقوائم الوكالة الدولية لبحوث السرطان (IARC) وقوائم دول الاتحاد الأوروبي (EU) لتقدير مخاطر المبيدات السرطانية كقاعدة لتسجيل مبيدات الآفات للتداول في الجمهورية اليمنية.
ويبين أن مبيدات الآفات التي تسجل للتداول يجب أن تنتمي إلى المجموعة (D) والمجموعة (E) أي غير مصنفة على أنها مسرطنة أو محتمل تأثيرها السرطاني للإنسان، كأولوية ملحة يجب الاهتمام بحماية المستهلك من مخاطر وتبعات الاستخدام العشوائي للمبيدات على أشجار القات التي باتت تشكل مصدر قلق فعلي نظراً لما لها من آثار وأضرار بيئية واجتماعية واقتصادية علاوة على مخاطرها الصحية.
ومن الحلول كذلك – كما يقول الدكتور ثابت- تصميم وتنفيذ برامج إرشادية تتعلق بكيفية التعامل الآمن مع المبيدات الكيميائية سواء أثناء التطبيق أو التخزين أو التخلص من متبقياتها، إضافة إلى الاهتمام بالإرشاد الزراعي وزيادة فعاليته وتعزيز الثقة والاتصال بين القائمين بالعمل الإرشادي والمزارعين، وكذلك تعزيز الصلة بين مراكز البحوث الزراعية وأجهزة العمل الإرشادي بحيث يتم تحديد نوع المبيد المناسب للمكافحة لتحقيق أفضل النتائج بأقل الأضرار، وكذا تخصيص برامج دورية في وسائل الأعلام المختلفة المكتوبة والمسموعة والمرئية لتعريف المزارعين بأخطار هذه المواد وسلامة التعامل معها.
كارثة على المجتمع
من جانبه يشير رئيس قسم الرقابة والتفتيش شؤون البيئة بالإدارة العامة للمبيدات المهندس حافظ عوفان إلى أن الاستخدام العشوائي للمبيدات يعد كارثة تهدد المجتمع، مرجعاً ذلك لجهل المجتمعات بمخاطرها على التربة والإنسان.
ويضيف عوفان أن المزارعين يقومون بخلط أكثر من مبيد دون استشارة مهندسين زراعين، موضحاً أن المزارع يبحث عن سرعة الانتاج وتلوين الثمار، بهدف الربح السريع.
ويدعو حافظ عوفان المزارعين إلى ضرورة استشارة مهندسين زراعين وتجنب الاستخدام العشوائي، والالتزام بفترة الأمان.
وعن دور الإدارة العامة للمبيدات يؤكد وجود برامج توعوية تنفذها الإدارة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى التواصل المباشر مع المزارعين، وإرشادهم بالطرق الصحيحة، وأهمية استشارة المختصين قبل شراء المبيد، كما توجد برامج ارشادية ميدانية ينفذها المهندسون في الإدارة مع قنوات تلفزيونية لإرشاد المزارعين.