مسؤول وحدة البن باللجنة الزراعية والسمكية العليا الأستاذ محمد القاسمي في حوار خاص مع اليمن الزراعية
أكد مسؤول وحدة البن باللجنة الزراعية والسمكية العليا الأستاذ محمد القاسمي أن أسبوع القهوة اليمنية يهدف إلى خلق وعي بأهمية شجرة البن ومكانتها التاريخية، مبيناً أن كمية الإنتاج زادت بنسبة 140% عما كانت علية قبل انطلاق ثورة البن، حيث وصلت إلى 41000 طن.
وكشف القاسمي في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” أن الكميات المصدرة العام الماضي وصلت إلى 12600 طن
حاوره : مدير التحرير
المزارع اليمني يعتبر من أفضل مزارعي البن في العالم الذي يحصل على سعر مرتفع
¶ يحتفل اليمنيون بأسبوع القهوة اليمنية الذي بدأ في الأول من أكتوبر.. ما أهميته وما هي الفعاليات والأنشطة التي سيتضمنها هذا الأسبوع؟
أسبوع القهوة يأتي في إطار فعاليات الذكرى الثانية لثورة البن اليمني، وبمناسبة اليوم العالمي للقهوة الأول من أكتوبر.. هذا الأسبوع يكتسب أهميته من خلال نشر ثقافة القهوة اليمنية وزيادة الوعي بأهمية شجرة البن ومكانتها لدى الشعب اليمني وهو جزء من فعاليات وأنشطة هذا الأسبوع والذي يتضمن أيضاً إطلاق أكبر طاولة تذوق في الشرق الأوسط، بالإضافة لفعاليات أخرى، منها تعريف طلاب المدارس، وكلية الزراعة بأهمية القهوة اليمنية، وطرق صناعتها والممارسات الصحيحة، كما سيتم تنظيم فعاليات تكريمية على مستوى المحافظات في الحديدة، وريمة، و المحويت، وصعدة، وإب، وذمار، هذه الفعاليات تنظمها السلطات المحلية، واتحاد منتجي البن ووحدة البن، برعاية اللجنة الزراعية والسمكية العليا، وسيتم خلالها تكريم المزارعين المميزين في تلك المحافظات.
¶ مضى عامان من عمر ثورة البن.. ماذا تحقق من أهدافها حتى الآن؟
تحقق أكثر مما كان مخططاً له سواء في الجانب الزراعي، أو المجتمعي، أو التوعوي، ففي الجانب الزراعي تمت زراعة أكثر من 13مليون شتلة، والذي كان مخططاً له 5ملايين شتلة فقط، وفي جانب الإنتاج زادت كميات الإنتاج من 17 ألف طن، ووصل نهاية 2021م إلى أكثر من 42 ألف طن، بنسبة زيادة 140% كما تم التوسع في مناطق جديدة مثل محافظة شبوة ومديريات جديدة في محافظة إب مثل العدين والنادرة والشعر، وكذلك تمت زراعة البن في الجوف، كما زادت كميات الصادرات، وهناك تقرير سيتم استعراضه لما تم تحقيقه خلال عامين من عمر ثورة البن.
¶هل كانت ثورة البن ضرورة؟
نعم كانت ثورة البن ضرورية حتمية لإنقاذ شجرة البن، لأن شجرة البن تعاني بشكل كبير، وتعرضت للإهمال والتهميش، فشجرة القات تتوسع زراعتها يوماً بعد يوم وهذا على حساب شجرة البن، والأسعار تدنت، الخلط والغش يكثر، السوق الدولية باتت تفقد ثقتها بالبن اليمني، فكان هناك تقاسم وتنازع في الداخل المحلي والمؤسسات المحلية سواء القطاع الخاص أو العام أو المختلط، ولهذا كانت الثورة ضرورة، فإعادة الأمور إلى نصابها والمياه إلى مجاريها، بل وانطلقت للتطوير والمنافسة العالمية، وبكفاءة عالية تليق بالبن اليمني.
¶شجرة البن ترتبط ارتباطاً وثيقاً بهوية وتاريخ اليمن.. حدثنا عنها وماذا تعني هذه الشجرة بالنسبة للشعب اليمني؟
ترتبط شجرة البن بالتاريخ اليمني، ترتبط بهويته وثقافته، وتاريخه وحضارته، فالشعب اليمني هو أول من اكتشف القهوة، وأول من زرع شجرة البن زراعة منظمة، وأول من اكتشف القهوة، وأول من حمصها، وأول من سوقها
اليمن كانت تصدر 150 ألف طن في أواخر الدولة المتوكلية لكنها تدهورت بشكل كبير خلال العقود الخمسة الماضية
وأول من صدرها للخارج وصنع ثقافة من هذا المشروب وصدرها للعالم بحيث لا يخلو بيت في العالم من شرب القهوة وهذا يعود للشعب اليمني.
¶تعد اليمن الموطن الأول البن وعبرها تم تصدير القهوة للعالم وانتشرت زراعة البن عالمياً ولكنها للأسف الشديد فقدت مكانتها عالمياً.. ما هو السبب؟
اليمن هو الموطن الأول للبن، وكانت تصدر أكثر من 150 ألف طن في أواخر الدولة المتوكلية، وفي عهد الإمام أحمد صدرت 57 ألف طن، وتدهور الإنتاج بشكل كبير خلال العقود الخمسة الماضية نتيجة لبعض الاتفاقيات، أو الصراعات السياسية، أو عدم اهتمام الحكام بالزراعة؛ كل هذا أدى لتقلص المساحات المزروعة، وقلة كميات الإنتاج. وظهرت دول جديدة زرعت البن، وأصبحت تنتج كميات كبيرة تقدر بملايين الأطنان.
¶أين موقع اليمن بين دول العالم المنتجة البن؟
للأسف الشديد موقع اليمن في ذيل القائمة، وفي مؤخرة الدول المنتجة للبن، ولم تعد تذكر بين الدول المنتجة، أو المصدرة للبن، وهذا مؤسف جداً ويحز في النفس، ويؤلمنا بشكل كبير وهذا هو ما جعلنا نتحرك لإنقاذ شجرة البن ونتوسع في زراعتها وزيادة كميات الإنتاج.
¶ما هي التحديات التي تواجه شجرة البن؟
التحديات كثيرة أبرزها الجفاف، وشحة المياه التي تعد أكبر تحدياً، وهو ما يتطلب التحرك الجاد من قبل الدولة ومنظمات المجتمع المدني، والتجار لمساندة الجهود المجتمعية في إنشاء السدود والحواجز والخزانات المائية، بالإضافة للتغيرات المناخية والتي تؤثر على زراعة البن.
توجد عدة كيانات وحدة البن، واتحاد منتجي البن، والإدارة العامة لتنمية البن، والمركز الوطني لأبحاث وتطوير البن.. ما هي العلاقة فيما بينها؟
كل هذه الكيانات بالإضافة للغرفة التجارية، ولجنة مصدري البن، وبعض منظمات المجتمع المدني، وحالياً المزاد الوطني، والمختبر الوطني للقهوة، كلها تربطها بالبن الهدف والرؤية والمسؤولية والمشتركة، والكل يعمل كفريق واحد، وروحية واحدة، ووحدة البن هي تجمع كل هؤلاء في إطارها، وهي عبارة عن وحدة تنسيقية، أو كلاستر يجمع كل هؤلاء للتنسيق والعمل المشترك سواء في الخطط والرؤى في التوجهات في تبني كلما يخص قطاع البن والكل يعمل بهدف تنمية وتطوير زراعة البن.
¶ يحظى البن اليمني بسمعة وشهرة عالمية نظراً لجودته الفريدة.. ما هي الآلية المتبعة في تصدير البن اليمني، وهل لديكم إحصائية عن الكمية التي تم تصديرها العام الماضي؟
تم تنظيم الصادرات بشكل كبير جداً خلال الفترة السابقة، حيث يتم إصدار شهائد منشأ، وشهائد صحية، كما تم إعفاء العينات من شهائد المنشأ، وهذا ساهم بشكل كبير في زيادة التصدير، فمثلاً إذا أراد تاجراً إرسال خمس عينات يريد يدفع مبلغاً من 14-20 ألف ريال على كل عينة، وعندما تم إعفاء التجار ورواد الأعمال من رسوم العينات لشهائد المنشأ سهل إدخال عينات بشكل كبير إلى السوق الدولية، مما ساهم في الزيادة على الطلب، حيث وصلت الصادرات نهاية العام الماضي إلى 12600 طن مقارنة 2500طن، قبل سنتين أو ثلاث سنوات.
¶المزاد الوطني للبن.. ما أهميته وما هي الآلية المتبعة فيه؟
المزاد الوطني للبن مهم جداً لتسويق البن والترويج له واستعادة ثقة الأسواق العالمية وعشاق القهوة بالبن اليمني، والمزاد يقدم أفضل أنواع البن في اليمن وتقوم آليته من خلال السماح للجميع بالمشاركة وبعدها يتم اختيار الأنواع في المرحلة الأولى وبعدها المرحلة الثانية حتى المرحلة النهائية على أيدي خبراء معتمدين دولياً بعدها تتم المزايدة على أفضل أنواع البن في اليمن وعرضها في الأسواق الدولية بأسلوب حديث جداً.
¶كم كان عدد المشاركين في المزاد الوطني الأول؟
شارك 2116 من مزارعين وجمعيات وشركات.
¶ ماذا تحقق خلال المزاد الوطني الأول العام الماضي؟
على الرغم أنه أول مزاد يتم تنظيمه في اليمن، الا أنه
تم توزيع 13 مليون شتلة كما تم توثيق 41 صنفاً من البن توثيقاً مكانياًوموفولوجياً
حقق نجاحاً كبيراً، حيث تم بيع الكيلو البن بسعر 270 دولاراً، وكان أنجح مزاد وطني في العالم، وهذه التجربة أخذناها من عدة دول.
¶ ماذا عن المزاد الوطني الثاني هذا العام.. هل هناك اختلاف في الآلية أو التنظيم عما تم العام الماضي؟
نعم هناك اختلاف كبير في الآلية أو التسويق أو الدعم، حيث كان المزاد الأول مدعوماً من احدى الجهات، لكن هذا العام المزاد يقوم على قطاع البن بدون أي دعم خارجي، أو علاقات خارجية، وهذا هو التحدي الحقيقي، والذي نأمل أن يكون النجاح كبير فيه بإذن الله تعالى، وآلية التنظيم كان الاستقبال العام الماضي للبن الجفل بقشور، لكن هذا العام لم يتم استقبال الا عينات جاهزة منقاه بشكل دقيق، وهذا ما ساهم في استقبال عينات فاخرة وذات جودة عالية.
¶موضوع تسجيل وتوصيف البن اليمني من المواضيع الهامة والذي سيعمل على تسجيل وحفظ الجينات والأصناف اليمنية.. إلى أين وصلتم في ذلك؟
هذا الموضوع مهم جداً، والأخوة في مركز دراسات وأبحاث البن يقومون بجهد كبير جداً، وقاموا بتوثيق 41 صنفاً توثيقاً مكانياً وموفولوجياً، وهناك جهود كبيرة في هذا الجانب إلا أنه تنقصنا الإمكانيات بشكل كبير جداً لتنفيذ هذا المشروع، حيث يحتاج إلى إمكانيات كبيرة، وقد تلقينا عدة وعود من بعض المنظمات ولكنها لم تصدق معنا.
¶نسمع عن ثورة البن، واليوم الوطني للبن اليمني، وأسبوع القهوة والمزاد الوطني.. ماذا قدمت للمزارع أو ماذا استفاد المزارع من هذه المسميات والفعاليات؟
كل هذه الأنشطة والفعاليات من أجل المزارع، عندما نروج أو نسوق للبن أو نوسع ثقافة المجتمع بأهمية البن ويزيد انتشار القهوة اليمنية، وعندما نوجد أسواقاً عالمية جديدة للقهوة اليمنية عندما تزداد كميات التصدير للخارج وترتفع أسعارها كل هذا يعود بالفائدة على المزارع.
ومن خلال هذه الفعاليات نسخر القطاع الخاص والعام والمختلط والمساند ومنظمات المجتمع المدني كلها لتخدم المزارع.
¶الكثير من المزارعين يشكون من غياب التسويق وتدني الأسعار.. ما حقيقة ذلك وماهي رؤيتكم لتفعيل وتنظيم تسويق البن؟
المزارع اليمني يعتبر أكثر مزارعي القهوة في العالم من يحصل على سعر، حيث يصل سعر الكيلو البن اليمني إلى 10 دولارات بينما في بقية دول العالم لا يتجاوز دولاراً واحداً، فمثلاً في أثيوبيا والتي بجوارنا لا يتجاوز سعر الكيلو نصف دولار، والقهوة المختصة دولار واحد فقط، بينما عندنا القهوة العادية تصل إلى 10دولارات، رغم أن شجرة البن لا تحتاج مدخلات زراعية كثيرة بعكس بقية المحاصيل الزراعية التي تحتاج مدخلات زراعية كثيرة مثلا الطماط والقات والبطاط والخضار، بشكل عام تحتاج جهداً ومدخلات وفي نفس الوقت أسعارها متدنية جداً.
وعلى الرغم من ذلك فنحن نسعى لتحسين وضع المزارع، وعلى المزارعين التوجه نحو التوسع في زراعة البن وزيادة كميات الإنتاج حتى يحصلوا على مرود كبير، وللعلم تحسنت أسعار البن اليمني منذ انطلاق ثورة البن، حيث وصل سعر الكيلو إلى 40 ريالاً سعودياً، بينما كانت من قبل 20ريالاً سعودياً يعني تضاعفت 100 %.
¶الإرشاد الزراعي إحدى الحلقات الضعيفة التي يفتقدها المزارع.. كيف يمكن تقويتها وإيصال الإرشادات للمزارع حتى يحصل على منتج وفير وجودة عالية؟
الارشاد الزراعي من الحلقات المهمة والتي لازالت ضعيفة رغم ما يبذله الأخوة في الإدارة العامة للإرشاد الزراعي من جهود، وكذلك نحن والأخوة في اتحاد البن نقوم بجهود، ولكنها غير كافية ونعترف بهذا القصور؛ ونحن نسعى للرقي بالإرشاد الزراعي وقيادة اللجنة الزراعية والسمكية العليا تولي هذا الجانب الاهتمام بهدف توعية المزارعين، حيث نقوم حالياً بإعداد دليل موحد للبن (دليل حقلي) يتضمن معاملات ما قبل الحصاد، وما بعد الحصاد، سيكون هذا الدليل نقلة نوعية في الارشاد، ونحن في إطار المرحلة الثانية من هذا الدليل ستكون اعداد الدليل بالشكل النهائي سواء المقروء أو المرئي أو المسموع، وسيتم تدريب المزارعين عليه من بداية العام القادم، وهذا سيحدث نقلة نوعية في التوعية والارشاد للمزارعين، ويتطلب منهم مساعدتنا والجمعيات والفرسان والمنسقين.
¶هل ستحظى شجرة البن بالاهتمام والرعاية أكثر من ذي قبل وتستعيد مكانتها؟
نعم ستحظى بالرعاية والاهتمام، وما هذا الحراك وهذه الفعاليات والمهرجانات والتفاعل الرسمي الكبير مع فعاليات البن والتي يحضرها رئيس وأعضاء المجلس السياسي الأعلى ورئيس الحكومة والوزراء الا خير دليل على الاهتمام، وكذلك التأكيد والحث من قبل قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله- في محاضراته وخطاباته على الاهتمام بشجرة البن والزراعة بشكل عام وهذا ما كنا نفتقد إليه سابقاً، ولكن الآن لدينا قيادة ربانية حكيمة تهتم بالزراعة وتحث عليها.
¶ماذا تحتاج شجرة البن حتى تستعيد أمجادها التاريخية؟
تحتاج إلى التعاون والتكاتف والتآزر والتضحية والصبر، وبإذن الله تعالى ستستعيد مكانتها وأمجادها وتاريخها العريق.
¶بماذا تعدون شجرة البن؟
نعد شجرة البن بالوفاء لها والعمل بجد وإخلاص، وإن نكن خداماً لها كما نعد كل المزارعين أن نكون عوناً وسنداً لهم، ونعد قيادتنا أن موجهاتهم وتوجيهاتهم هي الأساس الذي نستند عليه في اعداد خططنا وبرامجنا ومشاريعنا فيما يخدم ويدعم شجرة البن، ويعمل على تنميتها واستعادة أمجادها.