الجوف الأرض الموعودة
أيمن أحمد الرماح
لقد كان هنالك أياد خفية تعمل على تدمير كل شيء فيها وجعلها مناطق صراعات ونزاعات يضعفها الأمن والعدل والمساواة وتنقصها البنية التحتية كأنها معزولة عن المحافظات تتحكم بقراراتها دول إقليمية عن طريق أصحاب النفوذ والوجهات، فقد استمر الحال حتى بزوغ فجر الواحد والعشرين من سبتمبر2014، فتغير كل شيء وأصبح له عنواناً وكلمة.
إنها الجوف التي تملك مقومات زراعية كثيرة منها خصوبة تربتها ومساحتها الزراعية الواسعة وتنوع مناخها وتضاريسها هو ما أكسبها التنوع في زراعتها، مضيفاً أن العنصر البشري يعد من المقومات التي يمتلكها الجوف.
وسميت الجوف بمعنى أنها تحتوي بداخلها ثروات هائلة في باطنها وظاهرها وهذا ما جعل للجوف أهمية كبيرة في الزراعة
وتعد الجوف سلة غذائية لليمن الشرقية، وتمتاز الجوف بوفرة المياه حيث تمتلك العديد من الوديان كوادي الخارد، ووادي مذاب الذي تأتيه السيول من جبال نجران وصعدة، وصولاً إلى الجوف، ووادي الجوف العظيم الذي يجمع وديان الجوف، ووادي خب والعديد من الوديان الأخرى الرئيسية والفرعية، موضحاً أن هذه الوديان جعلت من الجوف خزاناً مائياً من أكبر الخزانات المائية على مستوى اليمن.
وكذلك المناخ المعتدل صيفاً البارد شتاء في المناطق الداخلية والمرتفعات الجبلية يسودها المناطق الصحراوية وشبة الحارة أثناء الصيف ومعتدلة شتاء في النهار، ويميل إلى البرودة في الليل، وبهذه الأسباب والمقومات أتت التوجهات من قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- بالاهتمام بالزراعة بشكل عام والقمح بشكل خاص في الجوف وكذلك توجيهات القيادة السياسية، وتم التوجه نحو زراعة القمح، وبالفعل ثبت أن محافظة الجوف من المحافظات الأصلح لزراعة القمح، نظراً للكميات التي تم حصدها والتي وصل حجم محصولها إلى ما بين 6-7 أطنان من القمح لكل هكتار واحد، وذلك بعد دعم مؤسسة البذور المحسنة بكميات من البذور المعدلة، والتي أثبتت نجاحها في إنتاج كميات وفيرة من حبوب القمح بعد زراعتها في الجوف أكثر من أي منطقة أخرى من اليمن.
لا بد من انطلاق رؤية مستقبلية لمحافظة الجوف تتضمن ترتيباً للمناطق وإيجاد بنية تحتية تحتوي على كل المجالات المتاحة في المحافظة كالقطاع الزراعي والنفطي والأثري والسياحي والخدمي، وتكون مدموجة بحلقة وصل واحدة تسير على نهج موحد تستفيد منة محافظة الجوف خصوصاً واليمن عموماً من خيرات المحافظة.