أيمن أحمد الرماح
يعد القطن محصولاً غير غذائي الأكثر ربحاً في العالم، ويوفر إنتاجه دخلاً لأكثر من 250 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ويعمل به ما يقارب 7 % من إجمالي العمالة في البلدان النامية، ويساهم بقوة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كمحصول نقدي رئيسي.
ويلعب القطن دوراً هاماً في حياتنا، فلا يكاد يخلو شيء من حولنا منه، فهو يدخل في صناعات النسيج المختلفة، حيث يمثل القطن ما بين 30-50 % من الألياف المستخدمة في صناعات النسيج في العالم، ويبلغ الإنتاج العالمي من القطن قرابة 20 مليون طن سنوياً، ويزرع في المناطق المدارية الدافئة في حوالي 90 دولة حول العالم.
ويحتاج القطن للكثير من العناية والرعاية، فهو يحتاج إلى أرض خصبة ووفيرة المياه، ويتأثر نبات القطن بالكثير من العوامل الطبيعية مثل المناخ والتربة.
وهناك الكثير من أنواع القطن تختلف فيما بينها في الخواص وفي الظروف الزراعية على حد سواء، ومن هنا لا بد من مراعاة زراعة الأنواع المعينة في المناطق المناسبة، وهذا يتطلب الكثير من البحوث والدراسات المحلية، وكذلك وضع الخطط الزراعية المناسبة.
وتعود زراعة القطن في اليمن إلى أواخر أربعينيات القرن الماضي إبان الاحتلال البريطاني جنوب البلاد، والذي قام باستيراد بذور صنف من أصناف القطن.
ويمكن زراعة القطن في السهول الساحلية الغربية (تهامة) والسهول الساحلية الجنوبية (أبين ولحج) والهضبة الشرقية (حضرموت) وهي أقاليم ملائمة لزراعة القطن نظراً لتوفر المناخ الخالي من الصقيع والتربة الخصبة.
ويعد القطن أحد أهم خمسة محاصيل زراعية في اليمن ويصنف بأنه محصول نقدي تصديري، يرفد الاقتصاد الوطني بالعملة الصعبة، إلا أنه في العشر السنوات الأخيرة واجه صعوبات مختلفة رغم المحاولات المتواصلة لإنعاش زراعته من جديد، فقد شهدت زراعة القطن تدهوراً متزايداً خلال سنوات الحرب الماضية، نظراً للتكاليف العالية لإنتاجه بسبب ارتفاع أسعار، الوقود والبذور، والأسمدة، إضافة إلى إهمال زراعته وتركيز المزارعين على زراعة التبغ بدلاً عن القطن.
ولكي نصل إلى إطار متكامل حول زراعة القطن من ناحية حل المشاكل التي تواجهه يجب إتباع خطوات أهما:
* إجراء البحوث المسحية والدراسات التي تحدد مكان زراعته كلا حسب الصنف.
* العمل على تطوير سلالات البذور بإجراء العديد من التجارب التي سترفع من إنتاجه.
* تكثيف الحملات والندوات الإرشادية للمزارعين عن طريقة زراعة القطن وكيفية التعامل معها.
* توفير المبيدات والأسمدة للمزارعين عن طريق الجهات المختصة وبأسعار مناسبة وكيفية استخدامها والعمل بالإجراءات الاحترازية عند الاستخدام.
* توفير بيئة مناسبة لتسويق منتج القطن داخلياً وخارجياً.
* إنشاء مصانع الغزل والنسيج بالقرب من حقول القطن ومراكز المدن الرئيسية.
* توطين زراعة القطن وفق آلية وخطط مدروسة والتي ستعمل على رفع مكانة القطن، ووصوله إلى الاكتفاء الذاتي في القطن والصناعات النسيجية بكل أنواعها.