صحافةمقالات

القطن محصول استراتيجي وقاعدة للصناعات النسيجية

الدكتور/ يوسف المخرفي *

يعد القطن محصولاً استراتيجياً هاماً تحرص جميع بلدان العالم على زراعته، أو تأمين احتياجاتها منه، كونه يشكل قاعدة أساسية للصناعات النسيجية التي تتم في مصانع الغزل والنسيج.

وينتج العالم نحو ٢٦ مليون طن سنوياً من القطن تحتل فيه الهند المرتبة الأولى عالمياً، تليها الصين في المرتبة الثانية، وتحتل مصر المرتبة الأولى عربياً، والخامسة عشرة عالمياً؛ فيما تحتل اليمن المرتبة ٥٢ عالمياً بكمية إنتاج سنوية تقدر بنحو ٥٧٠٠ طن بمساحة ٥٥٠٠ هكتار من الأراضي الزراعية.

وتحتاج زراعة القطن إلى مناخ دافئ وحار نسبياً، وإلى أراض زراعية طينية وطمييه خالية من الأملاح والحشائش؛ ولذا تجود أرض الجنتين بزراعته منذ العام ١٩٤٦م في تهامة الجنوب بمحافظة أبين- من نوع طويل التيلة، وفي محافظة لحج- من نوع متوسط التيلة.

 وفي سبعينيات القرن العشرين الماضي تمت زراعته في تهامة الغرب بمحافظة الحديدة- من نوع متوسط التيلة أيضاً؛ بالتالي نلحظ أن مناطق زراعته وإنتاجه تقع عند مصبات الأودية القادمة من السلاسل الجبلية الغربية والجنوبية والتي ترفد تلك المناطق بالتربة الطينية والطميية الملائمة لزراعته.

جدير بالذكر أنه يمكن زراعة القطن طويل التيلة- كما أشرت في مقال سابق- بمحافظة الجوف والذي سيكون الأجود عالمياً، وقد سارعت كبرى شركات صناعة البدلات الرجالية الإيطالية إلى زراعته، لتلبية احتياجها منه في صناعاتها، لكن التدخل السلبي للسفير السعودي في اليمن- آنذاك- حال دون نجاح تلك الفرصة الاستثمارية المربحة حسداً من عند نفسه الأمارة بالسوء وجوار السوء.

ويحتوي القطن على مكونات عدة منها (الشعر والزغب المزال والألياف وزيت القطن والكسبة) وجميعها تدخل في صناعة الملابس القطنية والنسيجية باستثناء الزيت الذي يستخدم كزيت نباتي وفي صناعة الصابون، والكسبة كأعلاف للحيوانات.

وتمتاز الملابس والمنسوجات القطنية بقدرتها على الامتصاص، واستجابتها للتعقيم، وخلوها من تأثيرات الحساسية التي تسببها الصناعات النسيجية المشتقة من المواد النفطية البتروكيماوية، ومن هنا يعد القطن النباتي الطبيعي صديقاً للبيئة ولصحة الفرد والمجتمع.

وقد سلفت الإشارة إلى أن محصول القطن يعد محصولاً استراتيجياً لكونه يشكل مادة خاماً لمصانع الغزل والنسيج، ولأهميته في مجالات الحياة المتعددة، ومنها حاجة المستشفيات إليه كمادة طبية في شكل ضمادات ونشالات ومناشف وملايات وملابس صحية، وقطاع التعليم كأزياء مدرسية لطلبة المدارس، وللقطاعين الأمني والعسكري كبدلات أمنية وعسكرية.

كما يعد محصول القطن محصولاً نقدياً يدر عملة صعبة للاقتصاد الوطني، حيث يتم تصدير القطن طويل التيلة الشعر إلى الخارج، مما يعود بالنفع على الدخل القومي، وكذا من خلال تشغيل آلاف العمال في مزارع وتجارة القطن، وفي مصنع الغزل والنسيج بصنعاء والذي يعد مصنعاً سيادياً خضع لمؤامرات دولية حتى تم توقيفه وتعطيله؛ بل وإغلاقه مقابل صرف أجور العمال وهم في منازلهم.

وبحسب تقييمنا الزراعي والاقتصادي عموماً؛ فإن كمية الإنتاج الزراعي لمحصول القطن في اليمن تعد إنتاجية متدنية يمكن مضاعفتها إلى عشرة أضعاف في حال توفرت إرادة سياسية وحكومية ومحلية لوضع خطة زراعية سيادية لمحصول القطن، وحلحلة العراقيل التي تواجه عملية إنتاجه والتي يمكن وضع حلول جذرية لها لتحتل اليمن مراتب عالمية متقدمة في إنتاجه وجودته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى