اليمن الزراعية- محمد عبدالقادر
يعتبر القطن من المحاصيل النقدية ذات القيمة العالية لبعض الدول، كما يعتبر القطن من المحاصيل الزراعية الأساسية فيها كالهند والصين بإنتاجية تزيد عن 6 مليون طن، وعلى مستوى الوطن العربي تحتل مصر المرتبة الأولى بإنتاجية تصل إلى 420 ألف طن سنويا من القطن طويل التيلة، ومع ذلك تستورد ما قيمته 2 مليار دولار سنوياً من القطن قصير التيلة لتلبية احتياجات الصناعة النسيجية التي تتطلب هذا النوع من القطن.
ويشغل قطاع القطن في مصر عشرات الآلاف من الأيادي العاملة في مختلف سلاسل القيمة لهذا القطاع، ولهذا امتلك هذا القطاع الأهمية الاستراتيجية من واقع أثره الاقتصادي على الدخل القومي المصري.
وعلى هذا الأساس أنشأت مشاريع صناعية عملاقة لإنتاج وصناعة الغزل والنسيج رافقها قفزة نوعية في انتاج القطن من 95 ألف طن إلى أكثر من 400 ألف طن مع توجه الدولة نحو الاهتمام بهذا القطاع.
وبدأ إنتاج محصول القطن في اليمن منتصف القرن الماضي في دلتا أبين، وانتشرت زراعته في مناطق ساحلية أخرى مثل حضرموت والحديدة، ولم يحض هذا المحصول بالاهتمام اللازم حيث ظلت انتاجيته محدودة ومتذبذبة في اطار محدود كان أكبر رقم انتاجي 25 ألف طن في عام 1975م حتى الاهتمامات البحثية ظلت محدودة هي الأخرى، واقتصرت على اخراج صنف أو صنفين مع ضعف الانتاجية الفعلية وضعف مقاومتهما للظروف والآفات الحقلية، وأصبح ذلك يمثل عبئاً اضافياً على من يزرع القطن وتكاليف باهظة للمبيدات الحشرية التي تستخدم بشكل مفرط في حقول زراعة القطن في اليمن ما سبب آثاراً صحية خطيرة على من يعمل في تلك الحقول وعلى البيئة من حولهم.
وهذا يعطينا مؤشراً على ضعف الدور الارشادي وربما انعدامه رغم وجود هيئة تطوير تهامة في فترة النظام السابق والتي لم نلمس أثرها على المستوى الزراعي في تهامة، ونأمل أن تفعل بالشكل المطلوب، والاستفادة من توجه القيادة، والتوجه العام نحو التنمية الزراعية الشاملة، وهذه نعمة عظيمة يجدر بنا أن نستغلها.
وفي الأخير يجدر بنا أن نسأل أنفسنا هذا السؤال: هل القطن مهم بالنسبة لنا في اليمن؟ وما هي درجة الأهمية؟
فإذا كان هذا القطاع على درجة من الأهمية التي تستدعي من الدولة العمل على الخطط وتبني الاستراتيجيات لتنمية هذا القطاع فمن المهم استحداث هذا القطاع كلياً، بمعنى العمل على كل سلاسل القيمة بإدخال كل ما وصلت إليه التقنية الزراعية في مرحلة الانتاج ومكننة الحصاد، والصناعية في مراحل الحلج والغزل والنسيج، ثم التركيز على المنسوجات وجودتها وميزتها التنافسية داخلياً وخارجياً، ثم التسويق وهو الجزء المهم حال تحقق النجاح المطلوب للمراحل السابقة.
وفي الأخير، من الجدير الإشارة إلى أننا نمتلك ثروة حيوانية كبيرة ومتنامية وقدرتنا على أن نملك ميزة تنافسية في المصنوعات الجلدية والصوفية متاحة جداً، ومن الحكمة أن نركز أيضا وبدرجة اهتمام عالية على هذا القطاع أيضاً.