الديلمي: تسعى مؤسسة بنيان للعمل التطوعي لإحياء ثقافة الآباء والأجداد
الحسين اليزيدي – اليمن الزراعية
تحركت عجلة التنمية بالعمل التطوعي في بلادنا بالشكل المبشر وبالإمكانات المتاحة خلال سنوات العدوان فأصبحت المبادرات المجتمعية مظهرا من مظاهر المواجهة والتصدي للمخططات التي أُحيكت على البلاد بدءا من التدخل العسكري ثم نقل البنك في 2016، الذي أدى إلى تفاقم الحالة المعيشية وتوقف الخدمات في مختلف المجالات ما ضاعفت تلك الصعوبات من اهمية وضرورة المبادرات المجتمعية والعمل الطوعي.
يقول طه حسن من محافظة حجة العمل الطوعي مسؤولية امام كل مقتدر خصوصا في ظل المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد من حصار وعدوان.
موضحا انطلاقته في العمل الطوعي “بدأت التطوع للتدّريس في قريتي منذ 2017 بعد أن تردت العملية التعليمية وعزوف الطلاب عن المدرسة.
يسرد، بدأت الخطوة الأولى بطرح الفكرة وأهميتها على مجموعة من الشباب وأوضحت لهم خطورة المرحلة وواجب المسؤولية واهمية التعليم لتنمية وازدهار منطقتنا.
مضيفاً، أنه لاقى استحسان الفكرة وأبدى عدد من حملة البكالريوس كالرياضيات والفيزياء والأحياء استعدادهم للعمل الطوعي وأحياء مدرسة القرية من جديد.
في خضم ذلك اوضح يقول “واجهتنا صعوبة المواصلات في المسافة التي نقطعها إلى المدرسة ومعوقات أخرى من المجتمع لم تثنيهم عن أداء رسالة سامية.
منتهيا: أن الإرادة الصلبة لا تخطئ الهدف بفضل عزيمتنا استمرت المدرسة في تقديم العلوم لطلابها ولا زلنا حتى الآن نتطوع للتدريس وفي مجالات أخرى، “ومجال التطوع كنز روحي ثمين”، بحسب وصف المتطوع طه حسن.
يرى خبراء ومسؤولين حكوميين أن العمل الطوعي يكسب اهميته من حاجة المجتمع وشدة المعيشة للمواطنين بسبب الحصار الاقتصادي على البلاد، يقول لطف الجرموزي نائب رئيس اللجنة المجتمعية في مجلس الشورى أن المبادرات المجتمعية تحظى بأهمية كبيرة لأنها تعكس أهداف وقيم المجتمعات في التخطيط والتنفيذ لمشاريع تعاونية متنوعة تعود بالفائدة المباشرة على المجتمع، ما يحدث نقلة نوعية تحولية في المجال الخدمي كإنشاء الطرقات أو المرافق الصحية أو التعليمية أو الاقتصادية كمشاريع استصلاح الأراضي الزراعية. وعن دور مجلس الشورى في تنفيذ المبادرات المجتمعي والتشجيع لتنفيذها يقول نائب رئيس اللجنة المجتمعية في المجلس أن دور المجلس يتمثل في تشجيع المبادرات المجتمعية بمختلف أنوعها، واستهداف المجتمع بالنزول الميداني لأعضاء المجلس إلى مجتمعاتهم المحلية وتوعيتهم بأهمية المبادرات المجتمعية، وكذلك زيارات بعض المشاريع والإسهام في تنفيذ ما أمكن، كما يقوم أعضاء المجلس بإعداد تقارير عن زياراتهم وأنشطتهم المرتبطة بالمبادرات المجتمعية ورفعها لقيادة المجلس.
الإعلام التنموي
تتعد مجالات التطوع وتتنوع في تقديم الخدمات بأشكالها المختلفة وفي كيفية ابراز تلك النماذج من قصص النجاح لتحقق تحرك مجتمعي واسع، يستعرض المتطوع محمد العرسه متطوع في الإعلام التنموي تجربته النشطة المستمرة حاليا في العمل التطوعي لنقل قصص وتجارب الجمعيات التعاونية في مديرية القطاع الغربي بصنعاء – من واقع الهواية والواجب يقول: باشرت عملي في الإعلام التنموي في خدمة منذ 2020، اكتب التقارير الخبرية وأنقل قصص النجاح إلى الصحف والمواقع وتوثيق الأعمال الميدانية وكل الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية في مجال التنمية المحلية والمبادرات المجتمعية، وأقوم بإعداد فلاشات وبروشورات توعوية في المجالات الزراعية.
يضيف، “العمل التطوعي يفتح مدارك الإنسان للتعلم ويكسب الإنسان القبول وتوافق الآخرين ومن هذا المنطلق بادرت بتقديم برامج إرشادية وتوعوية لتحفيز المجتمع والتعريف بأهمية المبادرات والمجتمعية والعمل التطوعي.
يتحدث عبدالقادر الديلمي مسؤول وحدة التطوع في مؤسسة بنيان التنموية عن ارتباط الإرث الحضاري منذ القدم بالعمل الطوعي فبنى السدود والمدرجات الزراعية، بالإضافة إلى العانة والجائش كدعوة للتطوع.
موضحا، تسعى مؤسسة بنيان للعمل التطوعي لإحياء ثقافة الأباء والأجداد انطلاقا من الثقافة القرآنية واستشعار المسؤولية الدينية للتعاون والتكاتف، وتؤمن مؤسسة بنيان بمسؤولية الفرد المقتدر في تنفيذ المبادرات والمشاركة في تنفيذها لنهوض بالمجتمع وعليه تقديم كل ما يمتلك من طاقة بدنية علمية او مهارية لإفادة مجتمعه.
يضيف أن مؤسسة بنيان تسعى لغرس هذه الثقافة عبر التدريب وورش التوعية (فرسان التنمية) حيث تم تدريب 22 ألف فارسا تنمويا من مختلف مناطق الجمهورية اليمنية.
