تكتسب محاصيل البقوليات أهمية غذائية واقتصادية، حيث تعتبر البقوليات مصدراً غنياً بالبروتينات والألياف والفيتامينات والمعادن مثل الحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم. كما أنها تحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية التي تساعد في تعزيز صحة القلب وتقليل مستويات الكولسترول في الدم.
علي الهارب
من الناحية الاقتصادية تعتبر زراعة البقوليات مصدراً هاماً لدخل المزارعين، حيث تعتبر هذه النباتات مقاومة للظروف البيئية القاسية، ولا تحتاج إلى موارد مائية كبيرة مقارنة بالمحاصيل الأخرى، بالإضافة إلى ذلك، تعتبر صناعة البقوليات وتجارتها جزءاً هاماً من اقتصاد العديد من البلدان.
بشكلٍ عام يمكن القول إن محصول البقوليات له أهمية كبيرة على المستوى الغذائي والاقتصادي، ويجب دعم زراعتها وترويجها للاستفادة من فوائدها المتعددة.
موجهات القيادة
ونظراً لهذه الأهمية، فقد جاءت موجهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- وتوجيهات فخامة الرئيس المشير الركن مهدي محمد المشاط، والتي تحث على ضرورة تخفيض فاتورة الاستيراد، ومن هذا المنطلق جاءت موجهات الأخ رئيس اللجنة الزراعية والسمكية العليا السيد ابراهيم حسن المداني للعمل على تخفيض فاتورة الاستيراد لجميع المنتجات الزراعية، وذلك بهدف حماية المنتجات المحلية، ودعم المنتجين في جميع المحاصيل؛ لأن تخفيض فاتورة الاستيراد هو المشروع الأهم الذي يساهم في حماية المنتجات المحلية، وهذا يؤدي إلى زيادة المساحات الزراعية، وصولاً إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، والذي بدوره يساهم في دعم الاقتصاد الوطني، ويعزز من حرية الشعب واستقلاليته في اتخاذ القرارات القوية في جميع المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية.
أهمية التوسع في زراعة البقوليات
كانت موجهات القيادة الثورية والسياسة هي الأساس الذي منه انطلقنا نحو التوسع في زراعة جميع المنتجات الزراعية، ومنها المحاصيل ذات الأولوية من الحبوب والبقوليات، فكان التحرك المجتمعي بالإضافة إلى الحكومي في سبيل النهوض بالقطاع الزراعي، ومنها المحاصيل ذات الأولوية من الحبوب والبقوليات، وقد حققت هذه التوجيهات العديد من النتائج والتي منها:
-التوسع في زراعة البقوليات، وزيادة الإنتاج، والتي ستسهم في تحسين الأمن الغذائي للبلد وتحقيق الاكتفاء الذاتي، حيث تعتبر مصدراً هاماً للبروتين والعناصر الغذائية الضرورية.
- كما أنها تعتبر بديلاً مستداماً للمحاصيل الأخرى التي قد تحتاج إلى موارد مائية أكبر.
-بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي زيادة إنتاج البقوليات إلى تحسين دخل المزارعين، وتعزيز اقتصادهم، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على زراعة البقوليات.
-كما أنها قد تسهم في تعزيز الصادرات وزيادة الإيرادات للدولة.
-بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يسهم التوسع في زراعة البقوليات في تحسين صحة البيئة، حيث تعتبر هذه النباتات مفيدة لتحسين جودة التربة، وتقليل الحاجة إلى استخدام المبيدات والأسمدة الكيميائية.
وبالتالي، يمكن القول إن زيادة إنتاج البقوليات تعود بالفوائد على المستوى الغذائي والاقتصادي والبيئي والمجتمعي، ولهذا جاءت توجيهات القيادة الحكيمة في التوسع لزراعه هذه المحاصيل.
الإجراءات التي تم اتخاذها؟
وفي سبيل تنفيذ موجهات القيادة الثورية والسياسة، وتوجيهات قيادة اللجنة الزراعية والسمكية العليا، فقد اتخذت الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية عدة إجراءات من شأنها أن تسهم في التوسع في زراعة البقوليات وزيادة الإنتاج ومنها:
- تم تجميع مستوردي البقوليات والبهارات في شركات الزراعة التعاقدية.
ومن هذا المنطلق بدأ العمل على تخفيض فاتورة الاستيراد.
-توجيه المستوردين لشراء وتسويق المنتجات المحلية من البقوليات. - تم تحديد النسب التي يمكن تخفيضيها لكل محصول.
-وتم التنسيق مع الاتحاد التعاوني الزراعي ومكاتب الزراعة في المحافظات لتوجيه المزارعين لزيادة الانتاج من البقوليات والتوسع فيها.
الزراعة التعاقدية
وبهدف تنظيم التسويق، ودعم وحماية المنتج المحلي، تم العمل في مشروع الزراعة التعاقدية، والتي كانت البداية في إنشاء عدد من الشركات التعاقدية، وواحدة منها كانت متخصصة في مجال البقوليات والبهارات والحبوب.
وللعلم فإن الزراعة التعاقدية تعتبر وسيلة فعالة لتحسين إنتاجية زراعة البقوليات، حيث تسمح بتوفير التقنيات الزراعية المتطورة، والمواد اللازمة للإنتاج بشكل مستدام، كما أنها تساهم في تحسين جودة المحصول وزيادة الإنتاجية، مما يؤدي إلى تحقيق مكاسب اقتصادية للمزارعين، بالإضافة إلى ذلك تساهم الزراعة التعاقدية في توفير سوق مستقرة للمحصول، حيث يتم التعاقد مسبقاً على شراء المحصول من المزارعين، مما يضمن لهم استقرار الأسعار والإيرادات. وبالتالي، تشجع الزراعة التعاقدية على زيادة الاستثمار في زراعة البقوليات وتحسين جودة المحصول.
وبشكل عام يمكن القول إن الزراعة التعاقدية تلعب دوراً هاماً في دعم زراعة البقوليات وتحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاجها.
نسبة تخفيض فاتورة الاستيراد
كما أسلفنا فإن البقوليات تعتبر من السلع الأساسية والرئيسية، التي يعتمد عليها المجتمع بشكل يومي في نمطه الغذائي، ونظراً للتراجع الكبير الذي حصل في زراعة هذه المحاصيل والذي حدث بسبب السياسات الممنهجة للأنظمة السابقة، وبهدف تقليص نسبة استيرادها نحتاج الى دراسات تسويقية دقيقة حتى لا تحدث مشاكل في التموين الاقتصادي للسوق المحلية، حيث تم تخفيض الفاتورة بنسب قليلة جداً لبعض الأصناف، قد تتجاوز في بعض المحاصيل نسبة 5%، والبعض نسبة 10%، والبعض أقل، وذلك بحسب وفرة الانتاج المحلي.
الارشاد التسويقي
عندما نتكلم عن منتج زراعي معين فلا بد أن ندرس كامل السلسلة بدءاً من توفير البذرة حتى وصول المنتج إلى المستهلك بجودة عالية وسعر مناسب، ومنها محاصيل البقوليات، وهذه السلسلة موزعة على عدة جهات ومؤسسات وإدارات داخل وزارة الزراعة ومكاتبها ومؤسسات أخرى، ومنها الارشاد التسويقي والذي تشترك فيه الإدارة العامة للتسويق والإدارة العامة للإرشاد والاعلام الزراعي، حيث تم العمل في مشروع الارشاد التسويقي والذي يعتبر من البرامج المهمة والأساسية ضمن مهام قطاع التسويق باللجنة الزراعية والسمكية العليا، وكذلك من الادارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية والتنسيق مع الادارة العامة للإرشاد الزراعي، فكان من نتائج هذا المشروع إعداد أكثر من 12 برنامجاً تسويقياً متكاملاً، ومن ضمنها محاصيل البقوليات التي ما زالت تحت اجراءات المراجعة والتدقيق الفني والمهني واللغوي، ونظراً لأهمية هذه الإرشادات والتي تساهم في حماية المنتجات المحلية، وتحسين جودتها وقيمتها التسويقية، فهناك توجه كبير جداً في مشروع الإرشادات التسويقية.
الخطط القادمة
ونحن نعمل جاهدين على النهوض بقطاع التسويق سواء في قطاع التسويق والخدمات الزراعية باللجنة الزراعية والسمكية العليا، أو في الإدارة العامة للتسويق والتجارة الزراعية ومن هذه الخطط ما يلي:
أولاً: الاستمرارية في تخفيض فاتورة الاستيراد والسعي إلى زيادة نسب التخفيض.
ثانياً: العمل مع قطاع الانتاج والاتحاد التعاوني لتوجيه المزارعين لإنتاج البقوليات وتحسين الإنتاجية كماً ونوعاً.
ثالثاً: إعداد وتنفيذ العديد من برامج الارشاد التسويقي، والتي تساهم في تحسين معاملات ما بعد الحصاد وتحسين جودة المنتج المحلي.
رابعاً: إعداد برامج تسويقية وفق خطط مدروسة تساهم في حماية المنتجات المحلية وتحسين جودتها وتنظيم تسويقها.
خامساً: العمل على مشروع الصناعات التحويلية، واحلال المنتجات المحلية بدلاً عن المنتجات الصناعية المستوردة.
سادساً: إنشاء بنية تحتية تسويقية متكاملة في جميع المجالات تبدأ من الإرشادات التسويقية لتحسين معاملات الحصاد وما بعد الحصاد، وصولاً إلى تهيئة المخازن وتنظيم أسواق زراعية متخصصة، والحماية من المنتجات المستوردة، وتقليل عدد الوسطاء في العمليات التسويقية.
سابعاً: يتم العمل حالياً على تنظيم التصدير، وفتح أسواق زراعية جديدة في الخارج لتسويق المنتجات المحلية.
ثامناً: العمل على تحسين التعبئة والتغليف للبقوليات.
تاسعاً: السعي إلى تخفيض تكاليف الانتاج من أجل وصول المنتج إلى المستهلك بأسعار مناسبة ويستطيع منافسة المنتجات المحلية، وغيرها من المشاريع الأخرى التي سوف يتم العمل عليها خلال المرحلة القادمة.
- نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية