200 مليون دولار تكلفة استيراد الصويا سنويا
الحسين اليزيدي – اليمن الزراعية
يحظى فول الصويا بشهرة واقبال وأهمية اقتصادية في البلاد، وذلك لأن ملايين الدولات سنوياً تذهب إلى خارج البلاد لاستيراد المحاصيل الزراعية التي كانت اليمن قديماً موطنها الأصلي، أو تلك التي اثبتت الدراسات والأبحاث جدوى زراعتها في محافظات عدة، فهل يوجد توجه جاد لزراعة فول الصويا في البلاد للسير نحو خفض فاتورة الاستيراد؟
المزارع منصور قاضي أول مزارع في الحديدة في السنوات الأخيرة بدأ زراعة الصويا عن طريق مؤسسة البذور يؤكد أن زراعة الصويا سهلة وغير مكلفة، وبإمكان المزارعين أن ينتجوا كميات كبيرة من عدد قليل من البذور، ويقول: “تكفلت مؤسسة البذور بإعطائي قرض أبيض 30 كيلو من بذور الصويا، ولاقيت تشجيعاً ومساندة دفعتني للزراعة كأول مزارع في المنطقة يبدأ تجربة زراعة الصويا.
التجربة الأولى
وعن المعاملات الزراعية يقول القاضي: “يحتاج محصول الصويا أرض خصبة لأنه سريع الإنبات تكتمل زراعته وحصاده خلال 40 يوما”، موضحاً أن معاملات الزراعة للصويا بدأت التجربة في بداية شهر 12، ومن مميزاته أنه يقاوم الجفاف وسقيه يكون بالتقطير وليس بالغمر”.
وأكد، “زراعته المفضلة من 11 نوفمبر مع تحسن الأجواء وانخفاض درجات الحرارة”، منوهاً إلى أنه في البداية متخوف من المجازفة، “خصوصاً بعدما عرفت أن بذور الصويا نادرة على مستوى البلاد بشكل عام، وكما أخبروني من مؤسسة الحبوب أنه تم تهريب 2 كيلو من الهند فقط، وتم زراعتها في إحدى مدارس محافظة حجة إلا أن تم جمع كيس من البذور ومن تلك الكمية منحوني قرض 30 كيلو.
وأضاف: “في ظروف صعبة وخانقة -والجفاف أكبر ما يهدد تجربتي- أصريت متوكلاً على الله أن أزرع و الحمد لله كانت زراعتي ناجحة، واستطعت بفضل الله إنتاج 400 كيلو من بذور الصويا”.
تجربة أخرى
مزارع آخر في محافظة إب عمار العراسي يقول إنه وعلى الرغم من المحاولات للتجربة إلا أن النبات تأخر نموه، مؤكداً أن النجاح يأتي من التكرار والاستمرار والاصرار، مقدماً الشكر للجهود المبذولة من قبل الجمعية في المديرية التي بادرت ب 10 كيلو من البذور مؤملاً في نجاح الزراعة.
المعاملات الزراعية
وبحسب الدراسة التي يعدها الباحث حميد جهلان عن فول الصويا فإن هذا النوع النباتي من نباتات النهار القصير ولا يتحمل الحرارة العالية ولا الملوحة وله عدة أصناف، واستخدامات فبالإمكان استخدامه في الصناعات التحويلية
التي منها حليب الصويا وجبنة الصويا وصلصة الصويا، بالإضافة إلى الفائدة التي يحتوي عليها هذا المحصول من تسمين وتغذية الثروة الحيوانية والدواجن، إلى كثير من الصنعات الغذائية والأدوية.
وعن المعاملات الزراعية لفول الصويا، يورد الباحث جهلان في بحثه عن الصويا بضرورة أن تكون الأرض عفير جافة يليها الري مباشرة، في البداية حتى تصبح الزراعة حراثي والأرض رطبة.
وتوصل الباحث أن موسم النمو في اليمن لفول الصويا يبدأ في المرتفعات والمناطق الوسطى مع زراعة محصول الذرة الشامية والذرة الرفيعة في فصل الصيف، وفي المناطق الساحلية يبدأ من منتصف شهر سبتمبر حتى منتصف شهر ديسمبر، وتكون التربة جيدة الصرف والتهوية وخالية من الملوحة تتعادل فيها الحموضة.
وتوصلت دراسة الباحث حميد جهلان إلى أهمية حراثة الأرض حراثة جيدة وتسويتها لتسهيل عملية الري، وأثناء البذر يجب أن لاينجر المزارع إلى تعميق البذور لأن ذلك مخالف للطرق الصحيحة لزراعة الصويا ويفضل أن تصل حفرة البذر إلى (2 – 3 سم).
وعن ري محصول الصويا توضح الدراسة أنه يجب على مزارعو الصويا سقي الأرض قبل البذر في حالة كانت الزراعة بالحرث (والأرض رطبة) لكي يساعد ذلك على عملية الإنبات.
ويتم السقي مباشرة في حالة الزراعة عفير (الأرض الجافة)، وتستمر عمليات الري حسب الحاجة.
وتوصلت الدراسة أن التغريق يخنق الجذور ويسبب تعفنها وفي حالة التزهير يسبب تساقطها، ويفضل ان تكون المسافات بين البذور الجور من (5 سم – 10سم –20 سم). وتكون المسافة بين الحطوط (30سم – 40سم).
وأورد الباحث في دراسته أن كمية البذور للهكتار تصل من 30 إلى40 كيلو/هـ. ويفضل استخدام الأسمدة البلدية، ومعاملة البذور قبل الزراعة بالمبيدات الفطرية والحشرية المناسبة، ومكافحة النمل الأبيض، ومكافحة العناكب، وثاقبات أو صانعات الأنفاق.
ومكافحة فراشة درنات البطاطس التي قد تكون إحدى الآفات المهددة لمحصول فول الصويا.
أكدت البيانات تراجع الاستيراد خلال الفترة الأخيرة نتيجة توجه القيادة الثورية والدولة بشكل عام لتشجيع الزراعة نحو الاكتفاء الذاتي في المنتجات الزراعية، وتنفيذ اللجنة الزراعية والسمكية العليا مشاريع التوسع في زراعة المحاصيل الأساسية وتشجيع الزراعة التعاقدية عبر الجمعيات الزراعية، التي ستنجح في خلق بيئة مواتية لزراعة فول الصويا وتسهل زراعته وتسويقه، وكما توضح بعض الدراسات الميدانية أن نجاح الجمعيات مرتبط ارتباطا وثيقا بالتجار لتغيير حركة الاستيراد إلى التصدير من كل المحاصيل الزراعية وبما في ذلك فول الصويا.
وبحسب بيانات إدارة التسويق الزراعي فقد بلغ استيراد اليمن من فول الصويا عام 2022 مايقارب 211 ألف طن من أعلاف الصويا بتكلفة استيراد وصلت إلى 200 مليون دولار سنوياً، وأكثر من 531 طن استهلاك آدمي بقيمة 531 ألف دولار.
الأهمية الاقتصادية
يتحدث عضو هيئة البحوث في تهامة محمد المقطري عن مدى نجاح زراعة فول الصويا في اليمن “يشجع المناخ المتعدد بتنوع التضاريس فهناك السواحل والوديان والجبال والتي عملت على تنوع النطاقات المناخية وبالتالي يمكن زراعة المحصول في اليمن ويحتاج الأمر إلى دراسته في مختلف الأقاليم الزراعية اليمنية وقد تم إدخاله إلى البلاد في السنوات الأخيرة وزراعته.
وينوه المقطري إلى الأهمية الاقتصادية الوطنية للصويا في النظام الغذائي لتوفير احتياجات الأفراد من البروتين المحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية، وكذا سد الفجوة الغذائية في مجال توفير البروتين.
مؤكدًا أن فول الصويا مكون أساسي في علائق الحيوانات سواءً الدواجن أو المجترات الصغيرة والكبيرة، “التي يُعتمد عليها في توفير الاحتياجات الغذائية للإنسان ويمكن الاستفادة من زيته الذي يُستخدم في الغذاء كأفضل الزيوت الصحية.
وأضاف، عضو هيئة البحوث في الحديدة “ستلبي زراعة الصويا الاحتياجات المادية للأسر العاملة بالإضافة إلى توفير عدد من الصناعات والحرف”.
كما أن زراعة محصول فول الصويا تعمل على تحسين خواص التربة من خلال تثبيت النيتروجين الجوي الذي لاغنى للنباتات عنه، والتي كانت زراعته حكرًا على الدول الغنية.
وأكد عضو هيئة البحوث في تهامة أن نجاح زراعة فول الصويا يرتبط بالمناطق التي يجود الإنتاج عند زراعته فيها، وباختيار البذور الجيدة عالية الإنتاجية المناسبة للظروف البيئية، خصوصًا وهذا المحصول جديد في بلادنا ويمكن جلب اختبار أصناف عديدة واختيار افضلها وتعميم زراعته على المزارعين وتشجيع الصناعات المصاحبة له كالتي تستخدم في تغذية الإنسان، وضرورة الاهتمام بإيجاد تسويق يرضي المزارعين ويدفعهم للتوسع في الزراعة.
■ المقطري: زراعة الصويا ستلبي الاحتياجات المادية للأسر العاملة بالإضافة إلى توفير عدد من الصناعات والحرف
■ جهلان: موسم زراعة فول الصويا يبدأ في المرتفعات والمناطق الوسطى مع زراعة محصول الذرة الشامية والذرة الرفيعة، وفي المناطق الساحلية يبدأ في منتصف سبتمبر حتى منتصف ديسمبر
