حواراتصحافة

رئيس جمعية البلدة الطيبة متعددة الأغراض الأستاذ عبدالله عبده عطيفي في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية”

العدوان دمر 300 مزرعة في التحيتا و 2 مليون شجرة نخيل وبعض المزارع تحولت إلى كثبان رملية

العدوان دمر 300 مزرعة في التحيتا و 2 مليون شجرة نخيل وبعض المزارع تحولت إلى كثبان رملية

اليمن الزراعية- حاوره أيوب هادي

قال رئيس جمعية البلدة الطيبة التعاونية الزراعية متعددة الأغراض الأستاذ عبد الله عبده عطيفي إن مديرية التحيتا تمتلك مقومات زراعية كبيرة تؤهلها لتحقيق الاكتفاء.

وأشار في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” إلى أن المديرية تعرضت لعدوان عسكري غاشم خلف دماراً هائلاً في المديرية، مؤكداً تدمير أكثر من 300 مزرعة، و2مليون نخلة جراء الحرب والعدوان.

وأوضح أن الجمعية تهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتشجيع وتحريك المجتمع للتوجه نحو استغلال كل المقومات الزراعية.

إلى نص الحوار

بداية أستاذ عبد الله حدثنا عن جمعية البلدة الطيبة، ما أهميتها وأهدافها؟

بداية نحمد الله سبحانه وتعالى على نعمة الهداية ونعمة القيادة، طبعاً جمعية البلدة الطيبة التعاونية الزراعية متعددة الأغراض بمديرية التحيتا تسعى إلى تقديم كل الخدمات الزراعية للمزارعين وقيادة الثورة الزراعية بالمديرية قيادة حقيقية يكسر من خلالها الحصار الاقتصادي وتتحقق التنمية الزراعية المستدامة والأمن الغذائي.

 تم اشهارها في 8 جمادى الثاني/ 1444ه‍ الموافق 2023/1/1م، ويبلغ عدد أعضائها 850 عضواً، وتهدف الجمعية إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتحريك المجتمع واستغلال كل المقومات التي تتمتع بها مديرية التحيتا.

ما الدور الذي يمكن أن تشكله الجمعية في سبيل تحقيق التنمية الزراعية المستدامة؟

الجمعية بطبيعتها تعاونية خدمية تعمل على تقديم دور خدمي تعاوني مجتمعي رسمي مشترك يسعى إلى التنمية القائمة على هدى الله وفقاً لخطط عمل ملائمة للواقع الزراعي، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات وتجارب كبار المزارعين داخل المجتمع الزراعي، كما تسعى الجمعية إلى تبني المزارعين والقرب منهم وحل المشاكل والمعوقات التي تواجههم بالاعتماد على الله والتوكل عليه، ومن هذه المشاكل والمعوقات هي عدم وجود البذور المحسنة المنتجة الكمية الطبيعية للمساحات التي تزرع كما هو معروف.

ما المقومات الزراعية التي تمتلكها مديرية التحيتا وأهم المحاصيل التي تزرع فيها؟

تمتلك التحيتا مقومات زراعية كثيرة منها ما يلي:

1- وجود الأراضي الزراعية الشاسعة والخصبة.

2- التنوع الزراعي للمحاصيل الزراعية في جميع المحاصيل الزراعية، توفر المياه، وجود القوة البشرية، وتزرع في التحيتا عدة محاصيل منها المحاصيل النقدية مثل القطن والبسباس «الفراولة والحيمي والعدني، و الفواكه مثل الحبحب، والشمام، والليمون  والنخيل بأصنافه«  الطبيقي ،العريجا،المناصف،والعنيني» وتنتج بكميات كبيرة جداً.

ماهي آثار وتداعيات العدوان على القطاع الزراعي في التحيتا؟

مدينة التحيتا قبل العدوان كانت مدينة يعمها السلام وهي من المدن التاريخية والزراعية في تهامة، وقد تعرضت مديرية التحيتا إلى هجمات عدوانية، وقصف الطيران الحربي ومدفعية الهاون، وضرب البوارج الحربية بشكل مكثف، بهدف  السيطرة على المدينة، وقد نتج عن القصف تدمير 300 مزرعة في منطقة الجبلية عزلة المتينة والمناطق المجاورة للخط الساحلي ومناطق طوق مدينة التحيتا من جميع الجهات والتي تمثل قلب الأراضي الزراعية بمديرية التحيتا، وعلى مستوى أشجار النخيل فقد تم تدمير 2 مليون شجرة نخيل، وتوقفت معظم المزارع التي كانت واقعة ضمن خطوط التماس عن الانتاج وتحولت بعضها إلى كثبان رملية.

 ومع ذلك لم يخضع مزارعو التحيتا للتوقف عن الزراعة والعمل الزراعي التنموي والتنوع الزراعي رغم العدوان ورغم الحصار إلا أن أبناء مديرية التحيتا مستمرون في العطاء في جميع المجالات، العسكرية  الزراعية و السمكية أيضاً، ومجال المبادرات المجتمعية، وكما يقول المثل المعروف “بعد الحرب عافية” وهذا ما نشهده الآن مع تحرك كافة الجهود الرسمية والشعبية نحو القطاع الزراعي لاستعادة المديرية عافيتها، حيث عاد المزارعون لمزاولة مهنهم الزراعية إلا أن هناك بعض المزارع خاصة مزارع النخيل تحتاج إلى جهود كثيفة حتى تعود كما كانت.

ما أهم المشاريع والخدمات التي جرى تنفيذها عبر الجمعية أو قدمتها الجمعية؟

نفذت الجمعية مشروع تسويق منتج التمور، حيث تم تسويق كمية 100 طن من التمور خلال الموسم الماضي كأول خطوة ضمن مرحلة تأسيس الجمعية.

*مشروع شراء وتجفيف محصول الليمون.

*مشروع القروض البيضاء من البذور والمبيدات.

*مشروع الطاقة الشمسية والتي استفاد منها 30 مزارعاً، كما قامت الجمعية بعقد عدة ندوات، وحلقات ارشادية، وتجارب حقلية وكانت نتائجها أكثر من رائعة.

ماذا عن مشروع شراء وتجفيف محصول الليمون وأهميته الاقتصادية؟

مشروع شراء وتجفيف محصول الليمون هو مشروع يهدف إلى إيجاد حلول وطرق جديدة لتسويق المحصول، و يعتبر المشروع الأول للجمعية كونه يأتي ضمن أول المشاريع التسويقية التي تنفذها الجمعية بعد مشروع تسويق التمور.

فعندما ننظر للمشروع بأبعاده الاقتصادية فهذه هي النظرة الصحيحة والصائبة؛ لأن أي تسويق لأي منتج وطني يعتبر بناء لبنة في مجال التنمية المستدامة، ومن حيث التنفيذ بدأنا في المشروع متوكلين على الله ومستعينين به في كل أمورنا بأن يمنحنا التوفيق والسداد، حيث تم استيعاب كميات كبيرة من منتج الليمون الأخضر الذي كان يتكدس داخل الأسوق المحلية في مديريات المربع الجنوبي لمحافظة الحديدة فقمنا بالبدء في شراء المنتج والتجفيف له.

وكانت من نتائج هذا المشروع كما أسلفنا ارتفاع سعر الكيلو الأخضر من سعر 75 ريالاً إلى 150 ريالاً، ويعد الليمون المجفف منتجاً هاماً، كونه يستخدم في عمليات الطباخة كنوع من أنواع البهارات التي تستخدم في طباخة الأرز، ويستخدم بشكل كبير في وجبة الزربيان سواء في اليمن، أو في دول أخرى مثل دول الخليج، وهذا يفتح مجالاً آخر لتسويق المنتج، وبالتالي فإن عائدات هذا المحصول ستتنوع مع تنوع أساليب التسويق، وستعمل تلك العائدات على تحسين الظروف المعيشية للمزارعين بلا شك.

لو تحدثنا عما تم انجازه في مشروع التوسع في زراعية الأولويات الحبوب والبقوليات؟

بالنسبة لمشروع التوسع في زراعة الأولويات من الحبوب والبقوليات والذرة الشامية وغيرها، فقد قمنا بتنفيذ المشروع من المرحلة الأولى والمتمثلة في مسح المزارع في المديرية وتحديد المزارعين الراغبين بالزراعة ضمن هذا المشروع، ومن خلال المساحات المحددة للتوسع قمنا بتوفير كمية من بذور القمح عن طريق اللجنة الزراعية والسمكية العليا ووحدة البذور المجتمعية وشراء 1000 كجم من بذور القطن و القمح والذرة الشامية والفاصوليا لعدد 50 مزارعاً، وتم زراعتها على مساحة 50 معاداً تتوزع في مختلف المناطق بالمديرية.

تعد المياه عموداً أساسياً للتنمية الزراعية.. ما هو الدور الذي قامت به الجمعية في سبيل حصادها والحفاظ عليها؟

كما نعلم جمعياً أهمية  المياه ودورها في التنمية الزراعية فلا زراعة بدون ماء، ونظراً لأهميتها وانطلاقاً من موجهات القيادة الثورية التي تحثنا على ضرورة استغلال مواسم الأمطار لسقي أكبر رقعة زراعية وحصادها بالشكل الأمثل والحفاظ عليها حتى لا تذهب إلى البحر، فقد قامت الجمعية وضمن مشروع زراعة الصحراء باستغلال موسم الأمطار والسيول واستصلاح الأراضي الصحراوية، وقد أسهمت هذه الجهود في ري  استصلاح  مساحات شاسعة كانت محرومة من المياه في السابق وكانت صحراء قاحلة، وتحولت بفضل الله سبحانه وتعالى إلى جنة خضراء تجود بأنواع الحبوب والمحاصيل الزراعية، خاصة كونها أرض خصبة خالية من المبيدات والأسمدة الكيماوية.

المجتمع شريك أساسي في التنمية والبناء.. حدثنا عما تم انجازه من مبادرات مجتمعية في نطاق جمعية البلدة الطيبة؟

كان للمجتمع دور كبير فيما تحقق من انجازات في مجال المشاريع التنموية، أو الخدمية، وفي مجال التوسع الزراعي، حيث تم تنفيذ أكثر من 40 مبادرة مجتمعية موزعة بين مجالات الزراعة والإعمار، والإرشاد الزراعي والتوعية المجتمعية، وردم الحفر في الطرقات لسلامة السير، وأيضاً مكافحة زحف الرمال على بعض المناطق كعزلة المغرس.

ماهي أهم المعوقات والتحديات التي تواجه الجمعية؟

هناك معوقات وتحديات كثيرة تواجهها الجمعية منها تأخر سداد المديونية المتبقية لمزارعي الليمون من قبل مؤسسة الخدمات الزراعية وهذا ما فقد الثقة في الجمعية من قبل المزارعين منذ أول نشاط قامت به.

خلط المواضيع والمشاريع والحسابات بين الجمعية والمؤسسة العامة للخدمات الزراعية لعدم نظرتهم للجمعية كجمعية خدمية قبل أن تكون ربحية بحته رغم أن مؤسسة الخدمات الزراعية هي أول من ساندت الجمعية وأبناء المديرية في إعادة النهوض بالجانب الزراعي بعد انسحاب مرتزقة العدوان من الساحل، وإنما بدل أن يكون مزيداً من التعاون المشترك بين الجمعية ومؤسسة الخدمات حلت مكانه اللامبالاة بالمزارعين والتعب الذي يعانونه.

* عدم تجاوب الجهات المعنية في حل إشكالية مزارعي الليمون.

وفي مسألة زراعة القطن هناك بعض المعوقات والتحديات تواجهها الجمعية تتمثل في عدم تشغيل مصنع الغزل والنسيج.

– عدم إعادة تأهيل وتطوير محلج زبيد كونه كان المحلج الرئيسي الذي يعتمد عليه مزارعو القطن في تحسين تسويق المحصول.

وعلى مستوى محصول البسباس أيضاً نواجه بعض التحديات والمعوقات منها:

– عدم توفر معامل صغيرة للصناعات التحويلية للأسر المنتجة لإنتاج الشطة وغيرها بديلاً عن المنتج الخارجي.

 ماهي مشاريعكم وخططكم القادمة؟

خططنا بإذن الله تعالى هي التوسع في زراعة الأولويات وكذلك العمل على تدريب وتأهيل المجتمع، والتصنيع الغذائي والتطريز والأشغال اليدوية والحرف التقليدية والمشاريع الاقتصادية والاستثمارات في جميع المجالات بإذن الله تعالى، وهذا يتطلب أن نعمل يداً بيد وكتفاً بكتف إذا ما أردنا أن نصل إلى التنمية المستدامة الحقيقة وليست الإعلامية فقط، فإن الجمعية مع التوكل على الله والاستعانة به قادمة على مشاريع خدمية ستحقق الاكتفاء الذاتي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى