موجهات حكيمة
الدكتور : رضوان الرباعي
دعم وحماية المنتج المحلي
حين نتحدث عن المنتج المحلي فإننا نتحدث عن أهم جوانب ومرتكزات وأعمدة الاقتصاد الوطني الذي إذا ما تم الاهتمام به وحمايته ودعمه فإنه سيلعب دوراً حاسماً في إحداث نهضة اقتصادية من خلال الإدارة المتكاملة للمنتج المحلى الزراعي وصناعاته التحويلية وتنميه صادراته، وما سيحقق
ذلك من أثر كبير في بناء البلد اقتصاديا. ونظرا لهذه الأهمية البالغة للمنتج المحلي المتمثل في المحاصيل، والمنتجات الزراعية، والمنتجات الصناعية المقابلة لها وتنميه صادراتها، فإن ما يتوجب علينا القيام به هو التركيز على المنتج المحلى وحمايته من خطر المنتجات الخارجية التي تغرق أسواقنا وبشكل كبير حتى أضحت أسواقنا وللأسف الشديد مفتوحة للمنتجات الخارجية وهذه معضلة تضع المنتج المحلي أمام تحدي المنافسة مع المنتجات المستوردة في السوق المحلية.
ولتجاوز هذه المشكلة، ينبغي دعم المنتج المحلي وحمايته، ودعمه يكون عن طريق تنظيم الاستيراد والاهتمام بجودته من خلال الممارسات الزراعية الصحيحة الإنتاجية والتسويقية والتصنيعية والتصديرية بحيث ينافس المنتج الخارجي في الجودة، وتقليل تكاليف الإنتاج، بالإضافة إلى ضرورة إحياء التراث الثقافي والتقاليد الزراعية لدى المجتمعات المحلية باعتبار أن تشجيع إنتاج المنتجات المحلية وتسويقها جزء من الهوية الثقافية والتنمية الريفية، وهو ما حث عليه السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله- في عدة مناسبات ، وأكد على ضرورة ضبط عملية الاستيراد من الخارج؛ حتى لا يضرب المنتج المحلي، ويكون متوازنا بما لا يضر بالإنتاج المحلي..
ويعتبر دعم وحماية المنتج المحلي، أمراً ضرورياً لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، كما يجب علينا أن نستغل قرار المقاطعة الاقتصادية الأمريكية والإسرائيلية لنتوجه توجه جاد نحو إيجاد البديل للمنتجات الخارجية المقاطعة والتي يوجد مثيلاً لها في اليمن، أو يمكن زراعتها، او صناعتها محليا بمدخلات محلية. وتمتلك بلادنا ولله الحمد مقومات زراعية وصناعية كثيرة، لو تم استغلالها الاستغلال الأمثل فإننا سنحقق الاكتفاء الذاتي بإذن الله، وهذه من اصول النعم التي أنعم الله علينا بها، إلى جانب نعمة الهداية والقيادة الحكيمة التي كنا نفتقر إليها في العقود الماضية، حيث تمثل موجهات السيد القائد عبد الملك الحوثي- يحفظه الله- في مسألة دعم وحماية المنتج المحلي والاهتمام بالجانب الزراعي والصناعي ، خارطة طريق نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي، وانخفاض مستوى البطالة، ومعدل الفقر وتحسين المستوى المعيشي، وتحقيق الاستقرار السكاني، وزياده الناتج المحلي للمساهمة في بناء الاقتصاد الوطني وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة بإذن الله تعالى.