حواراتصحافة

السياج الأول لحماية الإنسان والثروة الحيوانية

السياج الأول لحماية الإنسان والثروة الحيوانية

الطب البيطري

يعد الطب البيطري أحد الوسائل الدفاعية والحمائية للثروة الحيوانية والانسان من الأمراض والأوبئة التي تهدد حياة الحيوان والانسان، بل أنه السور أو السياج الواقي والمدافع عن صحتيهما، ويسهم الطب البيطري في تنمية ونمو الثروة الحيوانية وتكاثرها والحفاظ على صحتها.

اليمن الزراعية -محمد صالح حاتم

وفي هذا الشأن يقول أستاذ علم الطفيليات والوبائيات بكلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار الأستاذ الدكتور إبراهيم الشيباني إن الطب البيطري هو العلم أو التخصص الذي يعنى بدراسة جميع العلوم التي لها علاقة بالحيوانات (الأليفة والبرية) من الناحية البيولوجية، والصحية، والإنتاجية مع دراسة كيفية التعامل معها، وتشخيص الحالات المرضية والتعرف على المسببات المرضية، ووضع الحلول العلاجية المناسبة لها، كما أنه يدرس أيضاً الأمراض المشتركة بين الانسان والحيوان.
ويؤكد الشيباني على أهمية الطبيب البيطري ودوره الكبير في تعزيز الصحة العامة في العالم بشكل عام، موضحاً أن مهنة الطب البيطري تمثل أهمية كبيرة للمجتمع على مستوى الفرد وعلى مستوى الدولة، حيث تهتم بحماية الحيوان والإنسان من الأمراض الوبائية المتوطنة والوافدة التي تصيب الحيوان، وتؤثر على قدرته الانتاجية من ناحية، والتي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الاختلاط المباشر أو عن طريق التعامل مع المنتجات الغذائية أو المخلفات الحيوانية من ناحية أخرى.
ويشير إلى أن الطب البيطري يهتم بتنمية الثروة الحيوانية والداجنة والسمكية ومنتجاتها من خلال اكثارها وتحسين سلالتها المحلية، مما ينعكس ايجابياً في توفير البروتين الحيواني من مصادره المختلفة للإنسان، ومصدر مضاف للاقتصاد القومي.

أهمية الكليات والمعاهد البيطرية
ويقول أستاذ الطفيليات والوبائيات إن الكليات والمعاهد تساهم في تأهيل و تخريج كوادر علمية مؤهلة تأهيلاً عالياً للعمل في الحقل والتدريس والبحث العلمي في الاختصاصات البيطرية المختلفة، كما تعمل على بناء المعرفة اللازمة لضمان أن الأطباء البيطريين قادرين على القيام بأدوارهم المختلفة سواء في المؤسسات التعليمية مثل تقديم الخدمات السريرية من قبل أساتذة الكلية وبمشاركة الطلبة في تشخيص الأمراض الحيوانية وعلاجها، أو في سوق العمل مثل تقديم النصح لأصحاب الحيوانات ومشاريع الثروة الحيوانية وتربية الدواجن لأفضــل السبل في إدارة المشاريع الحيوانية وتنميتها وتحسينها، والمحافظة على صحة الإنسان من خلال السيطرة على الأمراض المشتركة التـي تنتقل من الحيوان الى الإنسان، وإقامة دورات التعليم المستمر في مختلف اختصاصات الطب البيطري للأطباء البيطريين، وعمال الصحة البيطرية لزيادة وتطوير معلوماتهم العلمية والسريرية، إضافة إلى المساهمة بشكل فعال في إجراء البحوث العلمية في مختلف ميادين الطب البيطري والعمل على حل المشــاكل التي تواجه الثروة الحيوانية في البلد، وتحسين البيئة من خلال السيطرة على التلوث البيئي والذي ينعكس إيجاباً على صحة الإنسان.
ويوضح الدكتور الشيباني أن تحديات العولمة والتطور التكنولوجي التي تحدث حولنا في العالم ألقت تبعات كثيرة على مؤسسات التعليم العالي وخاصة علوم الحيوان والطب البيطري، والتي تتطلب حتمية تطويرها والنهوض بقدراتها المؤسسية وفاعليتها التعليمية لتصبح قادرة على انتاج المعرفة وتنمية المهارات وتحويلها إلى قدرات اقتصادية تخدم خطة التنمية الشاملة للدولة.
ويطالب بضرورة أن يتميز التعليم البيطري بالكفاءة والمرونة في جوانبه المختلفة حتى يتمكن من تلبية احتياجات المجتمع وكسب ثقته مما يعود على المهنة وعلى المجتمع بالنفع، ومن الأمور التي يجب الأخذ بها من قبل الدولة والمجتمع لدعم مهنة الطب البيطري حتى يستطيع القيام بمهامه في تطوير الثروة الحيوانية، مشدداً على دعم القطاع الصحي البيطري وتعزيز دوره بما يكفل تحقيق الخدمات الصحية والبيطرية للثروة الحيوانية وتطويرها كماً ونوعاً، و فتح مجالات التعاون مع المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وإحياء التراث الطبي البيطري العربي، والارتقاء بمهنة الطب البيطري علمياً وعملياً بما يحقق تطور الثروة الحيوانية لتفي بمتطلبات التنمية وصولاً إلى تحقيق الأمن الغذائي للمجتمع، إضافة إلى رفع قيمة الأطباء البيطريين المعنوية والمادية والدفاع عن حقوقهم المتعلقة بمزاولة المهنة، و السعي لمنحهم التعويضات التي يستحقونها فيما يتعلق بمخاطر العمل و معاش التقاعد وفق القوانين والأنظمة النافذة، و تنشيط البحث العلمي وترجمة الكتب والدراسات الطبية البيطرية ونشرها وإصدار المجلات لرفع المستوى العلمي والمهني لأعضائها، والمساهمة بدراسة وإعداد التشريعات المتعلقة بالخدمات الصحية والبيطرية وبخطط تنمية الثروة الحيوانية.

نقص الكادر البيطري
من جانبه يقول مدير مكتب الزراعة بمديرية المغربة بمحافظة حجة الدكتور محمد هرمس إن الطبيب البيطري والفني والمساعد وعمال الصحة الحيوانية هم رجال التنمية في مجال الثروة الحيوانية والزراعية، ولهم دور كبير في المديريات والعزل والقرى، كونها أماكن انتاج الثروة الحيوانية، مبيناً دورهم في توعية وارشاد المزارعين ومربي الثروة الحيوانية.
ويشير إلى أن معظم مربي الثروة الحيوانية في العزل والقرى يفقدون جزءاً كبيراً من الأعلاف بسبب سوء الاستخدام والطرق العشوائية في حفظها وتقديمها للمواشي، لافتاً إلى أن الطبيب البيطري له دور في تحسين السلالة واختيار الذكور المناسبة للتلقيح وأن تكون من قطيع مختلف، وتوعية المزارعين بضرورة تنظيف الحضائر للتخفيف من الاصابات بالطفيليات الخارجية والداخلية، بالإضافة إلى توعيتهم بأهمية الابلاغ عند ظهور وباء، أو أمراض، أو حدوث وفيات في المواشي.

الطب البيطري في الريف
ويشير الدكتور محمد هرمس إلى أن الطب البيطري في العزل والقرى للأسف الشديد لايزال قليلاً جداً، فمعظم العزل والقرى تفتقر لوجود طبيب بيطري، أو عيادة بيطرية، وذلك بسبب قلة الكادر البيطري، نظراً لعزوف خريجي الثانوية العامة للالتحاق بكليات ومعاهد الطب البيطري.
ويدعو الشباب إلى ضرورة توجهم نحو هذه الكليات، موضحا ًأن الطبيب البيطري وعامل الصحة الحيوانية هو الخط الدفاعي الأول لحماية الثروة الحيوانية والإنسان من الأوبئة والأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، موضحاً أن الوعي لدى المزارع ومربي الثروة الحيوانية يحتاج إلى توعية وبرامج ارشادية بخطورة الأمراض والأوبئة التي تصيب الثروة الحيوانية، وبأهمية سرعة الابلاغ عند ظهور الوباء أو المرض، بالإضافة إلى توعيتهم وارشادهم بعدم التأخر في علاج الحيوانات عند بداية اصابتها، وضرورة عزل الحيوانات المصابة في أماكن منفردة.

الارشاد البيطري
وعلى صعيد متصل يقول مدير إدارة الإعلام والتواصل بالإدارة العامة للصحة الحيوانية الدكتور رشيد المرشدي إن الارشاد البيطري عملية تعليمية غير مدروسة، او أسلوب تعليمي للمزارعين والمربيين.
ويوضح المرشدي أن من يقوم بالعملية الارشادية هم الأطباء البيطريون-المساعدون- والفنيون البيطريون -المرشدون وعمال الصحة الحيوانية البيطريين، بالإضافة إلى مهندسي الإنتاج الحيواني، منوهاً إلى أن أهداف الإرشاد البيطري تتمثل في تزويد الفلاحين والمربيين بالطرق الحديثة الخاصة بالتربية والرعاية الصحية للحيوان بما يؤدي إلى زيادة دخلهم، التعريف بالأهمية الاقتصادية للحيوان، وزيادة الدخل القومي للبلاد، واكتشاف مواهب المربين، وتوفير حياة طيبة، وتطوير الفرد.

الطرق الارشادية
ويستعرض مدير الإعلام والتواصل الطرق الارشادية البيطرية، والتي تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أولاً: الاتصال الفردي وتتمثل في الزيارات الحقلية، والزيارات الشخصية، والاتصال الهاتفي ووسائل التواصل الاجتماعي.
ثانياً: الاتصال بالجماعات مثل تجارب الإيضاح، والاجتماعات الارشادية.
ثالثاً: الاتصال الجماهيري وهو الأكثر جماهيرياً ويتمثل في:
النشرات الإرشادية، والبرشورات، الصحافة، الإذاعة، التلفاز لكنة بصورة نادرة وأخيراً الملصقات.
ويؤكد أن الارشاد البيطري يلعب دوراً مهماً في توعية وارشاد المزارعين ومربي الثروة الحيوانية، حول الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية، وطرق الوقاية منها، وطرق استخدام العلاجات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى