مدير عام الصحة الحيوانية والحجر البيطري بوزارة الزراعة الدكتور أحمد القداري في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية”
قال مدير عام الصحة الحيوانية والحجر البيطري التابعة لوزارة الزراعة والري الدكتور أحمد القداري أن إدارته قدمت التلقيح والتحصين في عام 2023م لما يقارب 5 ملايين من رؤوس الأغنام والماعز في أكثر من 10 محافظات يمنية، بالإضافة إلى معالجة 4 ملايين و 320 ألف و 647 من الحيوانات في محافظات مختلفة.
وأشار إلى دور المجتمع في الحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها، ودور الشركاء في تفعيل المجتمع عبر تدريب 1000 من فرسان الصحة الحيوانية.
حاوره / الحسين اليزيدي
■ بداية دكتور أحمد ما هو الطب البيطري وما أهميته؟
الطب البيطري هو أحد فروع العلوم الطبية الذي يهتم بوقاية وعلاج الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية، وهو خط الدفاع الأول عن الإنسان من الأمراض المشتركة بينه وبين الحيوان، كما يعد طباً اقتصادياً مهماً للحفاظ على ثروة البلاد القومية من الثروة الحيوانية.
وحالياً ومع اهتمام القيادة السياسية والثورية بالثروة الحيوانية زادت أهمية الطب البيطري لما له من دور أساسي واستراتيجي في الحفاظ على الثروة الحيوانية التي تمثل 30 % من الناتج الزراعي المحلي.
كما تعتمد عليه فئة كبيرة من أبناء الشعب اليمني كمصدر اقتصادي مهم يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ولأهمية هذا التخصص العلمي الواسع والكبير والذي يعمل على حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية والحد من انتشارها ومكافحتها والوقاية منها من خلال تقديم الخدمات البيطرية على مستوى كل الجمهورية اليمنية والمساهمة في رفع الوعي الصحي المجتمعي في هذا الجانب، كذلك في الرقابة الصحية على اللحوم الحمراء والبيضاء من خلال الفحص للحيوانات قبل الذبح وبعد الذبح.
ويعمل الطبيب البيطري في المنافذ لفحص الحيوانات الداخلة للبلاد واتخاذ الإجراءات الصحية الصحيحة، كذا فحص المنتجات الغذائية الداخلة للبلاد.
■ ما هو الدور الذي يمكن أن يلعبه الطب البيطري في تنمية الثروة الحيوانية؟
الطب البيطري مهم وأساسي في تنمية الثروة الحيوانية ورعايتها من كل الجوانب الصحية والتنموية في تحسين وتطوير جانب الرعاية السليمة الصحية للثروة الحيوانية سواءً كانت أغناماً أو ماعزاً أو أبقاراً أو الفصيلة الخيلية أو الدواجن من خلال تقديم الخدمات البيطرية وإيصالها لكل مربي الثروة الحيوانية للمساهمة في الحفاظ عليها من التدهور نتيجةً للأمراض الوبائية وانتشارها بما تمثل من خطورة كبيرة على الثروة الحيوانية وتنميتها نتيجة للخسائر الاقتصادية المنهكة لمربي الثروة الحيوانية والاقتصاد الوطني، لذلك اهتمامنا بالطب البيطري والارتقاء بهذا الجانب علميا ومهنيًا شيء مهم لتنمية الثروة الحيوانية والحفاظ عليها.
■ ما أبرز الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية في اليمن؟
تصلنا بلاغات من مختلف المحافظات عن الأمراض التي تختلف بحسب المسبب المرضي سواءً كانت أمراضاً فيروسية وهي أكثر الأمراض الوبائية خطورة وانتشارًا نتيجة سرعة انتشارها بين قطيع الحيوانات كالحمى القلاعية، والتهاب الجلد العقدي، وجدري الأغنام والماعز، وطاعون المجترات الصغيرة وغيرها من الأمراض الفيروسية الأخرى، وتعتبر من الأمراض المعدية، وهنالك أيضاً الأمراض البكتيرية وهي الأمراض المعدية التي تؤثر على الثروة الحيوانية، وتسبب الخسائر الكبيرة، إذ تؤدي إلى إصابة الثروة الحيوانية بأمراض مثل مرض الكلوسترديوم، ومرض البروسيلاء المشترك بين الانسان والحيوان، كذلك الأمراض الطفيلية سواءً كانت طفيليات داخلية أو خارجية، وتصل إلينا بلاغات عن تلك الأمراض عبر شبكة الترصد الوبائي الواسعة الكبيرة وعبر محافظات الجمهورية بمديرياتها المختلفة.
■ هل توجد أمراض تهدد وجود الثروة الحيوانية في البلاد؟
الأمراض التي نعرفها ونكافحها هي أمراض مستوطنة في البلاد منذ فترات طويلة، و نعمل جاهدين رغم ما تمر به البلاد من عدوان وحصار ظالم أدى إلى زيادة معاناة الشعب اليمني وزاد من الأمراض التي تصيب الثروة الحيوانية، ورغم ذلك نتحرك مع كل المختصين من مسؤولي الترصد الوبائي وشبكة الترصد الوبائي في كل المحافظات للحد من انتشار تلك الأمراض، كما نسعى للعمل في مكافحتها بمشاركة المجتمع الذي يتوارث الخبرات الصحيحة في تربية الثروة الحيوانية -القومية للبلاد من الآباء والأجداد.
■ ما طبيعة عملكم في إدارة الصحة الحيوانية والطب البيطري وكيف تعملون في ظل العدوان والحصار؟
الشعب اليمني هو شعب جبار وقوي ويمتلك إرادة زاد العدوان من صلابتها وقوتها، فكان عملنا متوكلين على الله ومستعينين بالله في القيام بدورنا الفاعل والمهم في حماية الثروة الحيوانية رغم الصعوبات والتحديات التي كان أبرزها استهداف المؤسسات، إلا أن الأحرار من أبناء الشعب اليمني وتحت قيادة سماحة العلم السيد عبدالملك الحوثي -يحفظه الله – والقيادة السياسية ممثلة بالمشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، حافظت على تماسك واستمرار تلك المؤسسات لتقديم دورها في خدمة المجتمع اليمني ونحن في الإدارة العامة للصحة الحيوانية، نتحرك من استشعارنا للمسؤولية أمام الله أولاً وأمام القيادة والشعب في تقديم كل ما نستطيع تقديمه في هذا الجانب ومستمرين في ذلك، وكلنا إصرار وتماسك وقوة في الحفاظ على الثروة الحيوانية وتنميتها.
■ ماذا عن حملات التلقيح؟
تنفذ الإدارة العامة للصحة الحيوانية في وزارة الزراعة والري الحملات الوطنية للتحصين ضد مرضي جدري الأغنام والماعز وطاعون المجترات الصغيرة وكذلك معالجة الحيوانات ضد الطفيليات الخارجية والداخلية ومعالجة الحيوانات ضد بعض الأمراض الأخرى.
هذه الحملات لها أهمية كبيرة في حماية الثروة الحيوانية وتقديم الخدمات البيطرية عبر كادر بيطري مختص يشارك ويساهم في تنفيذها ونجاح تلك الحملات. كم عدد الثروة الحيوانية التي تم استهدافها في عام 2023 وعلى كم نطاق جغرافي؟ قدمت الإدارة العامة للصحة الحيوانية، حملات التحصين في محافظات (الحديدة، حجة، ريمة، صنعاء، صعدة، عمران، إب، الجوف، مارب، ذمار) لما يقارب 5 ملايين من رؤوس الأغنام والماعز، ومعالجة 4 ملايين و 320 ألف و 647 من الحيوانات، ومازلنا نتحرك في تنفيذ العديد من الحملات الصحية في بقية المحافظات.
■ برأيكم ما أهمية الصحة الحيوانية المجتمعية التي ينفذها فرسان الصحة الحيوانية؟
فرسان الصحة الحيوانية وعمال الصحة الحيوانية لهم دور كبير وفاعل في نشر الوعي الصحي البيطري في أوساط مربي الثروة الحيوانية إلى جانب الطبيب البيطري والمختص البيطري، ونعتبرهم نحن فرسان في الميدان، وهم ثمرة جهود كبيرة في التدريب والتأهيل عبر الشركاء في المؤسسات، كمؤسسة بنيان التنموية ودعم اللجنة الزراعية والسمكية العليا.
ونشير هنا إلى أهمية العمل المجتمعي في إحداث التنمية المستدامة على كافة المجالات، وتأتي الثروة الحيوانية في مقدمة جوانب التنمية التي تعتمد على المجتمع للحفاظ عليها وتنميتها بشكل رئيسي.
■ كم عدد فرسان الصحة الحيوانية وعمال الصحة التابعين لكم؟
بالنسبة لعدد فرسان الصحة وعمال الصحة الذين تم تدريبهم في كل المحافظات وعبر العديد من الجهات المساهمة في تدريبهم وبالتنسيق والتعاون مع وزارة الزراعة والري ممثلة بالإدارة العامة للصحة الحيوانية كجانب متابع ومشرف على التدريب للخروج بنتائج إيجابية للمتدربين في أداء واجبهم لخدمة الثروة الحيوانية، تم تدريب عبر مؤسسة بنيان التنموية أكثر من 1000 فارس من فرسان الصحة الحيوانية في المحافظات الحرة.
■ كيف يتم التعامل مع الثروة الحيوانية المستوردة من الخارج؟
وفق إجراءات صحية بيطرية في جانب الكشف الصحي في المنافذ وجمع العينات للفحص المخبري، والتأكد من سلامة تلك الحيوانات مع التأكد من مصدر تلك الحيوانات والوثائق الخاصة بها، والتأكد من الحالة الوبائية للدول التي تم الاستيراد منها قبل الموافقة على الاستيراد وفق قانون حماية وتنمية الثروة الحيوانية رقم (17) واللائحة التنفيذية الخاصة به.
■ ما واقع الحجر البيطري؟
الإدارة العامة للصحة الحيوانية تقوم بما تستطيع وبحسب الإمكانيات المتوفرة في مراقبة الحيوانات وفحصها في المنافذ البيطرية واتخاذ الإجراءات المناسبة حيال ذلك وفق رؤية فنية تساهم فيها كل الإدارات في الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري، ونعمل جاهدين للارتقاء بهذا الجانب للوصول للمستوى الذي نطمح إليه جميعاً.
■ حدثنا عن المختبر البيطري المركزي وبنيته التحتية؟
المختبر البيطري المركزي يعتبر مختبراً مرجعياً بني على أساس مواصفات عالمية(ISO standards Class 3).
المختبر يفحص كل ما يتعلق بالثروة الحيوانية من أمراض مختلفة وأعلاف حيوانية ومنتجات حيوانية كاللحوم والبيض والمستلزمات كالأدوية البيطرية وغيرها.
■ هل توجد مصانع أو معامل محلية لإنتاج اللقاحات والعلاجات البيطرية؟
في الوقت الراهن لا توجد مصانع لإنتاج اللقاحات، وفيما يخص مصانع العلاجات البيطرية فهناك العديد من المصانع الرائدة في صناعة الأدوية البيطرية وكذلك المعامل.
الإدارة العامة على استعداد لتسهيل كل الاجراءات للمستثمرين في صناعة الأدوية البيطرية، لنسعى جميعاً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأدوية البيطرية.
■ اللقاحات والعلاجات عن مدى توفرها لديكم، وهل يتم توزيع اللقاحات المجانية لفروع إدارة الصحة الحيوانية في المحافظات؟
اللقاحات التي توفرها وزارة الزراعة بالتعاون مع بعض الجهات الممولة للحملات الوطنية هي (لقاح طاعون المجترات الصغيرة – لقاح جدري الأغنام والماعز – وعلاج الذبابة الحلزونية) وعلاجات بيطرية مختلفة، حيث يتم تنفيذ الحملات بالتنسيق مع مكاتب الزراعة والري في المحافظات المستهدفة.
■ ما هي الآلية الخاصة باستيراد اللقاحات والعلاجات والأعلاف الحيوانية؟
آلية روتينية تبدأ من خدمة الجمهور وعبر سلسلة من الإجراءات التي تحال للإدارات المختصة لاستكمال المعاملة، وفي حال اكتمال جميع الوثائق تعود مرة أخرى لخدمة الجمهور لتسليمها للمستورد.
■ كيف يتم التعامل مع البلاغات التي تصلكم عن وجود أمراض أو أوبئة في الثروة الحيوانية؟
نعمل عبر شبكة الترصد الوبائي على مستوى مديريات المحافظات الحرة، شبكة ترصد واسعة في القرى والعزل، ومن مسؤول الترصد في المحافظات ترفع على الدوام إلى مسؤول الترصد في الإدارة العامة للصحة الحيوانية.
إذا وصل بلاغ ذي طابع يتوجب التدخل الطارئ لمواجهته، فإنه وبحسب خطورة البلاغ تقوم الإدارة العامة بالتواصل مع مسؤولي الترصد في المحافظات، وتقديم ما يتوفر لدى الإدارة من إمكانيات وبالتعاون مع اللجنة الزراعية والسمكية العليا ومكاتب الزراعة ومؤسسة بنيان التنموية لمنع انتشار المرض ومكافحته والوقاية منه والسيطرة عليه تقوم الإدارة العامة وبحسب خطورة المرض بتكليف فريق للنزول والتقصي وجمع العينات وإرسالها للمختبر البيطري للتشخيص المخبري وتأكيد المرض، ونحن نسعى في المراحل القادمة لتطوير عمل الترصد الوبائي للقيام بدوره المهم للحد من انتشار الأمراض الوبائية.
■ الطبيب البيطري هو السياج الأول لحماية الثروة الحيوانية والإنسان وهو ركيزة أساسية في الصحة الحيوانية.. ما هو تقييمكم لعمل الأطباء البيطريين وانتشارهم في محافظات ومديريات الجمهورية؟
لا زلنا في الجمهورية اليمنية في أمس الحاجة للأطباء البيطريين نظرًا لعددهم القليل وعدم قدرتهم على تغطية كل مديريات البلاد، ويتوجب الدفع بالكثير من خريجي الثانوية العامة للدراسة في الكليات والمعاهد البيطرية كون تخصص الطب البيطري مهم جدًا، ومن التخصصات النادرة في البلاد، بالإضافة إلى ضرورة العناية بالكليات والمعاهد وبمخرجات تلك الكليات والمعاهد وإيجاد فرص للعمل لمخرجات الكليات والمعاهد البيطرية، نسعى لتحقيق هذا الشيء مع كل الشركاء.
■ الإرشاد البيطري يعد أحد الوسائل التي تنشر الوعي.. حدثنا عنه وأهم وسائله وطرقه؟
للإرشاد البيطري دور مهم ورئيس في رفع الوعي المجتمعي بشكل كبير في حماية الثروة الحيوانية وتحسين طرق الرعاية والتربية والصحة للحيوانات، لأن الحيوانات تحتاج للرعاية السليمة والمستمرة.
يعمل الإرشاد الزراعي والبيطري على إيصال المعلومات المتعلقة بطرق الرعاية والتربية والتغذية السليمة التقنية للمربين عبر وسائل الإعلام المختلفة والمتنوعة.
■ ما هي العلاقة المتبادلة بينكم وبين الكليات والمعاهد البيطرية؟
الإدارة العامة للصحة الحيوانية تسعى للتعاون مع الكليات والمعاهد بشكل مستمر، خصوصاً جانب التدريب والتأهيل والبحث العلمي عبر المختبر البيطري وتقديم الإمكانيات التي نستطيع تقديمها لطلاب الدراسات العليا، وكذلك دعم الجانب العملي في تلك الكليات واستقبال الطلاب وتدريبهم عبر العيادة البيطرية التابعة للإدارة العامة والمختبر البيطري، وهو التعاون الإيجابي والمثمر الذي نسعى إليه.
■ ما هي خططكم ومشاريعكم المستمرة؟
سنعمل في المرحلة القادمة على أتمتة الترصد الوبائي وربط شبكة الترصد في كل الجمهورية عبر نظم أتمتة مُيسرة لإيصال المعلومة ويسهل تحليلها ورسم الخارطة الوبائية لها، كذلك نعمل على توفير الخدمات البيطرية في كل المديريات وصيانة المراكز البيطرية ودعمها مع الارتقاء والتطوير للكادر البيطري من خلال الدورات التدريبية والعلمية بشكل مستمر مع توفير الإمكانيات اللازمة لمكافحة الأمراض والحد من انتشارها وهذا هو أقل واجب نقدمه استشعاراً للمسؤولية أمام الله والشعب والقيادة.