تقاريرصحافة

واقع مغيب عن الأنظار ومواشي تواجه الأخطار

واقع مغيب عن الأنظار ومواشي تواجه الأخطار

الصحة الحيوانية في تهامة

🔶 مربو الثروة الحيوانية يشكون من ظهور الأمراض في ظل غياب الدور الحكومي

تنتشر العديد من الأمراض الخطيرة التي تصيب الثروة الحيوانية في تهامة بسبب قلة العيادات البيطرية في الكثير من مناطقها، خصوصاً تلك التي تتركز فيها الثروة الحيوانية بشكل كبير، إذ تعد الصحة الحيوانية في تهامة إحدى الحلقات المفقودة في تربية الثروة الحيوانية.
وتمثل الثروة الحيوانية الركيزة الأساسية لمعظم سكان تهامة، فهي عماد حياتهم فمنها الطعام من لبن ولحم وعليها يعتمد المربون ويجعلون منها مصدراً للكسب.

اليمن الزراعية -أيوب هادي

يحيى جماعي أحد مربي الثروة الحيوانية في منطقة الكرد بمديرية المراوعة يقول: “خلال العام الماضي انتشرت الكثير من الأمراض وأصيبت معظم المواشي في قريتنا”
ويضيف: “كان والدي يقوم بتربية المواشي كالعجول والأبقار وبعض الأغنام، وفجأة تعرض أحد العجول لمرض الجدري، وظهرت عليه حمى شديدة، وكان السائل المخاطي يسيل من أنفه بشكل كبير، وبدأ يفقد مناعته بشكل تدريجي حتى أصبح لا يقوى على الحركة.
ويواصل القول: “في البداية لم نكن نعلم بالمرض، وكنا نتعامل معه بشكل بديهي ونحاول أن نساعده على الوقوف وأن نعطيه الأكل، لكنه يرفض الأكل ولم يتمكن من الوقوف، وعند احضار الطبيب من مدينة المراوعة، أفاد أننا تأخرنا فلم تنفعه الأدوية التي أعطاها له الطبيب فمات العجل في اليوم الثاني”.
ويشير جماعي إلى ظهور أعراض المرض في إحدى الأبقار وتوفيت بعد ولادتها، ويؤكد أن هذا المرض اصاب العديد من المواشي.

غياب الصحة الحيوانية وتوفير اللقاحات
وفي الحديث عن واقع الصحة الحيوانية أوضح الجماعي أن غياب الصحة الحيوانية في تهامة تسبب في انتشار الأمراض الفيروسية والفطرية في معظم الحيوانات في مديرية المراوعة.
وفي السياق نفسه يقول الوالد سليمان سرها أحد أبناء مدينة القطيع بالمراوعة إنه ومنذ أكثر من أربعين عاماً وأنا أعمل في تربية الماعز وأقوم برعايتها وتنظيفها بشكل مستمر واتخذ من صغارها الذكور مصدراً للكسب وتغطية بعض احتياجاتي إلا أنني تفاجأت خلال العام الماضي بظهور بعض علامات فطرية في أسفل الفم لبعض الماعز، وفجأة تسقط إحداهن على الأرض مع شدة ارتعاش في جسمها، وهو ما تسبب في موت أربع من الماعز خلال يومين”.
ويضيف: “بعد احضار الطبيب البيطري ووصف العلاج تم اعطاء المواشي المصابة، وعزلها عن بقية المواشي واتباع ارشادات الطبيب و الحمد لله اختفى المرض”.
وفي هذا الشأن يشير الخبير والدكتور البيطري عبد الجبار الهلالي صاحب إحدى العيادات البيطرية إلى أن الصحة الحيوانية من أهم ما يبحث عنه ملاك المواشي في اليمن عموماً وتهامة على وجه الخصوص، وتعتبر ركيزة أساسية يتعمد عليها المواطن في تنمية المواشي خصوصاً في تهامة التي تعتبر مصدراً مهماً في الانتاج الحيواني .
وطالب الهلالي الجهات المعنية بتفعيل الارشاد والتوعية بأهمية الصحة الحيوانية ودورها في تنمية وحماية الثروة الحيوانية، منوهاً إلى أن الثروة الحيوانية تواجه العديد من المخاطر منها الأمراض الخطيرة والفتاكة التي انتشرت مؤخراً كالأمراض الفيروسية، وطاعون المجترات الصغيرة والحمى القلاعية وحمى الثلاث أيام والتهاب الجلد العقدي الفيروسي الفتاك، وقد تم تلقيح بعض الأبقار ضد مرض التهاب الجلد العقدي وطاعون الأبقار سنة ٢٠٢٢م عبر حملة مجتمعية بدعم من ادارة الصحة الحيوانية والترصد الوبائي، مؤكداً توفير بعض العلاجات اللازمة لتلك الأمراض، بكميات قليلة لم تكفي نظراً لكثرة أعداد المواشي المصابة.
ويشير إلى خطورة هذه الأمراض والتي تؤثر على نمو وتنمية الثروة الحيوانية، مطالباً بتوفير اللقاحات.
ويقول الهلالي: “خلال عملي في إحدى العيادات البيطرية في مدينة القطيع في المراوعة نستقبل كل يوم عدد من الحالات المرضية تتراوح بين ثلاث إلى أربع حالات يومياً وأكثرها حدة التهاب الجلد العقدي في المرتبة الأولى ويليها الحمى القلاعية وحمى الثلاث أيام وبعض البكتيرية التي تصيب الحيوانات وتسبب الاجهاضات.
ويضيف: “نحن بدورنا نرفع البلاغات أولاً بأول للجهات المختصة عن الحالات المرضية التي تصيب الثروة الحيوانية”.

فرسان الصحة الحيوانية
وفي ظل انتشار الأمراض الفيروسية في أوساط الثروة الحيوانية كان للجانب المجتمعي دور بارز في معالجة ووقاية الألاف من المواشي في محافظة الحديدة.
ويشير منسق مؤسسة بنيان بمحافظة الحديدة هادي هيج إلى أن مؤسسة بنيان عملت على إقامة عدة دورات تدريبية لفرسان عمال الصحة الحيوانية في محافظة الحديدة وتم تدريب ٢٥٠ فارساً على مستوى المحافظة على طرق معالجة ووقاية مختلف الأمراض الفطرية والفيروسية كالجدري والحمى القلاعية وغيرها، منوهاً إلى أنه تم تقسيم المتدربين على مديريات زبيد والجراحي والتحيتا وباجل ومديرية المراوعة والزهرة واللحية.
وفيما يتعلق بالعمليات الجراحية للحيوانات يؤكد الهيج أنه تم تدريب ٦٠ فارساً لاستئصال المرارة في مديريتي بيت الفقيه والدريهمي وتم اسناد كافة المتدربين بحقائب بيطرية كقروض بيضاء عبر مؤسسة الخدمات الزراعية، مفيداً أنه خلال المرحلة العملية لفرسان الصحة الحيوانية تم تحصين أكثر من ٢٥ ألف رأس في محافظة الحديدة في السنة الماضية، وحالياً يتم تحصين وعلاج أكثر من ٥٠ ألف رأس في المحافظة.
وعن الخطط التي سيجرى العمل عليها لتعزيز الصحة الحيوانية نوه الهيج إلى أن هناك خطط تهدف لتقسيم المتدربين كل في إطار مديريته ودمجهم عبر الجمعيات الزراعية لتقديم الخدمات البيطرية بأقل التكاليف تحت رعاية الجمعيات.
بدوره يشير مدير إدارة الصحة الحيوانية والترصد الوبائي بمحافظة الحديدة الدكتور فاضل العامري إلى أن الصحة الحيوانية لا تقل أهمية عن الصحة البشرية، حيث تعمل الصحة الحيوانية على مكافحة أكثر من ٢١٥ مرضاً من الأمراض المشتركة التي لا يقتصر تأثيرها على الحيوانات فقط بل قد يصل إلى الإنسان.
ويبين أن الصحة الحيوانية تعتبر خط الدفاع الأول لحماية الانسان من مخاطر تلك الأمراض الخطيرة قبل حماية الحيوان نفسه، لافتاً إلى أن انتشار الأمراض في الثروة الحيوانية بدأ منذ السبعينات حين بدأ طاعون الأبقار بالانتشار في تلك الفترة وفتك بالكثير من الأبقار إلى جانب حمى الوادي المتصدع، وقامت حينها وزارة الزراعة بدورها في المكافحة والوقاية من تلك الأمراض، وتم بعون الله السيطرة عليها بشكل كلي إلى عام ٢٠٠٠م أعلنت وزارة الزراعة أن اليمن بيئة آمنة من هذه الأمراض.
ويواصل : “نحن بدورنا في ادارة الصحة الحيوانية والترصد الوبائي بالمحافظة عملنا على إعداد الخطط التي تتوافق مع خطط المنظمات الدولية والمكتب الدولي للوبائيات والمكتب الدولي للصحة الحيوانية تحت إشراف وزارة الزراعة والري للعمل على استئصال طاعون المجترات الصغيرة ومكافحة مرض جدري الأغنام والماعز ومرض تكتل الجلد العقدي، ومكافحة ذبابة الدودة الحلزونية إلى جانب الكثير من الأمراض، وقد وصلنا في مرحلة متقدمة في إعداد تلك الخطط ونفذنا خلال السنتين الماضيتين الكثير من الحملات الوقائية في مختلف مناطق محافظة الحديدة وتهدف تلك الخطط إلى التخلص من تلك الأمراض الوبائية بشكل كامل مع حلول ٢٠٣٠م وبعون الله سيتم إعلان اليمن خالية من هذه الأمراض.

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

  1. تعد تهامة حضيرة اليمن من الثروة الحيوانية، ولذلك يجب الاهتمام بها اكثر، وايجاد اطباء بيطريين في كل مديرية وعزلة من عزل تهامة، والاهتمام بتلقيح المواشي بشكل مستمر وتقديم اللقاحات لها مجانا من الدولة،

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى