د. محمد الضوراني
يعرف الترصد الوبائي بأنه نشاط متواصل لجمع البيانات من مصادر مختلفة لتحليلها وعرضها على صانعي القرار، ويعتمد نشاط الترصد دائماً على سرعة وفعالية جمع المعلومات وتحليلها، ويهدف إلى الاكتشاف المبكر والسريع للأمراض والوبائية المعدية والمشتركة الخطيرة، والتفاعل السريع لاحتواء الأمراض ومنع انتشارها، ومعرفة مدى انتشار المرض في المناطق الموبوءة.
وأهم العوامل وراء ظهورها وانتشارها والعمل على السيطرة والوقاية منها، بالإضافة إلى أن للترصد الوبائي دور مهم في الكشف المبكر عن الأمراض الدخيلة على البلاد والتدخل السريع وبحسب الإمكانيات المتوفرة، ويعمل كذلك على تحديث وتوسعة قاعدة البيانات الوبائية، وبما يعزز وضع خطط فعالة للسيطرة والمكافحة لتلك الأمراض والأوبئة، ومعرفة مصدر المرض وتتبع دائرة توسعة من خلال تحقيق العمل التشاركي بين الإدارة العامة للصحة الحيوانية وبقية الجهات ذات العلاقة في حماية الثروة الحيوانية، ومن خلال أيضاً تعزيز الدور المجتمعي ورفع نسبة الوعي لدى أفراد المجتمع حول أهم تلك الأمراض وطرق الوقاية والسيطرة عليها.
آلية الترصد الوبائي
وبتنفيذ الترصد الوبائي من خلال إدارة الوبائيات في الإدارة العامة الصحة الحيوانية والتي تقوم بتنفيذ هذا النشاط ومتابعته، بالمشاركة مع مسؤولي الترصد عبر مكاتب الزراعة والري في المحافظات الذين يتبعون الإدارة العامة فنياً ويمثلون حلقة الوصل ما بين الإدارة العامة والمختصين من الأطباء البيطريين والفنيين العاملين في الميدان، كذلك عمال الصحة الحيوانية وفرسان الصحة الحيوانية والجمعيات التعاونية والذين يشكلون رافداً مهماً يقوي شبكه الترصد الوبائي في المحافظات المستهدفة بكافة مديرياتها.
إن استمرار نشاط الترصد الوبائي سيمكن الفرق الميدانية من التحرك في مواجهة أي أمراض وبائية من خلال سرعة إيصال البيانات والإبلاغ عنها، وكذلك النزول الميداني والتقصي عن الأمراض متى ما استوجب الأمر ذلك بحكم تواجدهم في تلك المناطق، وتقييم الوضع الوبائي فيها والرفع بالتقارير الفنية عن تلك الأمراض المبلغ عنها.
بعض المصطلحات
وهنالك بعض المصطلحات المهمة في جانب علم الوبائيات والترصد الوبائي لابد من معرفتها حيث يعرف الوباء بأنه حدوث المرض بصورة مرتفعة عن المتوقع.
- مصطلح مرض مستوطن: يعرف بأنه حدوث المرض بصورة متكررة معتادة وثابتة.
-المرض الوبائي الواسع النطاق هو: انتشار المرض على نطاق واسع على مجموعة كبيرة من الحيوانات ومن المحتمل عدة أقطار. - أما بالنسبة للجائحة المرضية: هو حدوث حالات المرض وبشكل مرتفع عن الحد الطبيعي المتوقع في وقت ومكان محدد وربما تكون صغيرة وتتركز في مجموعه من الحيوانات أو قد تشمل أكثر من بلد، قد تضل بضعة أيام أو أسابيع أو عدة سنوات.
أماكن الترصد:
يتم الترصد الوبائي في العديد من الأماكن ومنها الترصد في القرية، حيث يتم هذا الترصد من خلال أخذ المعلومات من المزارعين بطريقة سهلة وغير مكلفة بالتحري الإكلينيكي، لابد أن تكون المعلومات جيدة، سريعة وفعالة، ومعلومات متعددة يمكن سحب عدد كبير من العينات من حيوانات مختلفة للزيادة في فرصة التأكيد المخبري وارسالها مع إرسال المعلومات الوبائية الإكلينيكية، كذلك يتم الترصد في الأسواق، حيث تعتبر من أهم مصادر المعلومات للأوبئة والتي تأتي إليها الحيوانات من أماكن مختلفة محلية أو مستوردة، ولذلك الزيارات الميدانية لهذه الأسواق أمر مهم لمعرفة الأمراض المستوطنة والأمراض المحتمل دخولها من خلال الحيوانات المستوردة، وللترصد في الأسواق لابد من اتباع نظرة عامة على الحيوانات الموجودة في السوق، اذا تم ملاحظة أي أعراض مرضية في حيوان أو أكثر يقوم المختص البيطري بفحص الحيوانات للوصول للتشخيص مع أخذ المعلومات الوبائية من صاحب الحيوان ونوع الحيوان والمنطقة، وكذلك يتم الترصد في المزارع الحيوانية و في المحاجر البيطرية.
أنواع الترصد:
هنالك نوعان من الترصد الوبائي وهم:
- الترصد غير الفعال السلبي، والذي يعتبر نشاطاً اعتيادياً متواصلاً لجمع المعلومات من قبل العاملين في الحقل البيطري، وهو يعتبر نظاماً مستمراً تغطيته واسعة ومهم للاكتشاف السريع للجائحات المرضية.
-الترصد الفعال النشط، ويقصد به النزول الميداني بهدف البحث عن مرض معين، نشاط منظم يستهدف المناطق عالية الخطورة داعم للترصد السلبي، ولذلك فان الترصد الوبائي من أهم الأنشطة التي لابد من الاهتمام والارتقاء بها، بما يحمى الثروة الحيوانية ويحافظ عليها من الأمراض والوبائية وانتشارها.
*مسؤول الترصد في الإدارة العامة للصحة الحيوانية عضو اللجنة الزراعية والسمكية العليا