مركز المعلومات هو مؤسسة أو هيكل متخصص لجمع وتنظيم وتخزين وتوفير المعلومات، ويعتبر المركز من أهم الأدوات التكنولوجية في عصرنا الحالي، حيث يلعب دورًا حيويًا في تسهيل الوصول إلى المعلومات وتبادلها بشكل سريع وفعال.
م. عبد السلام يحيى
ماذا سيقدم مركز المعلومات للقطاع السمكي؟
تلعب المعلومات والتكنولوجيا الحديثة دوراً حاسماً في تطوير وتحسين العديد من القطاعات الاقتصادية، ومن بين هذه القطاعات المهمة يأتي قطاع الصيد البحري والسمكي، ويعتبر مركز المعلومات أحد الأدوات الرئيسية التي يمكن أن تسهم في تحسين هذا القطاع وتعزيز استدامته.
ويعمل مركز المعلومات في القطاع السمكي على تجميع وتحليل وتوفير المعلومات المتعلقة بالموارد السمكية، وأنشطة الصيد، حيث يتم جمع هذه المعلومات من مصادر متعددة مثل سفن الصيد، ومزارع الأحياء المائية، والمختبرات العلمية وغيرها، وتشمل معلومات عن الأنواع السمكية المتواجدة، وتوزيعها وحالة المخزون والتغيرات المناخية والتهديدات البيئية الأخرى.
ويقدم مركز المعلومات العديد من الفوائد للقطاع السمكي منها:
أولاً: يوفر المعلومات الدقيقة والمحدثة التي يحتاجها الصيادون والمزارعون والمسؤولون لاتخاذ قرارات مستنيرة، فعندما يكون لديهم معرفة دقيقة بأنواع الأسماك المتاحة وموقعها وحجم المخزون، يمكنهم تحديد أماكن الصيد المثلى وتحديد القرارات الإدارية اللازمة للحفاظ على استدامة الموارد السمكية.
ثانياً: يمكن أن يساعد مركز المعلومات في رصد ومراقبة الأنشطة الصيدية ومكافحة الصيد غير المشروع، أو غير المشروع، فعندما يكون هناك نظام مراقبة فعال يعتمد على المعلومات الحصرية، يمكن رصد الصيد غير المشروع والتصدي له بفاعلية والقضاء على الصيد المفرط أو غير المشروع الذي يهدد استدامة الموارد السمكية.
ثالثًا: يمكن أن يساهم مركز المعلومات في تعزيز التعاون والتنسيق بين الدول والمؤسسات المعنية بالصيد السمكي، فعندما يكون هناك منصة مشتركة لتبادل المعلومات والتجارب، والخبرات، يمكن للدول والمؤسسات العمل معاً لتحقيق أهداف مشتركة مثل حفظ الموارد السمكية، وتعزيز الاستدامة.
رابعاً: يمنح مركز المعلومات للقطاع السمكي فرصاً للاستفادة من التقنيات الحديثة مثل تحليل البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا الاستشعار عن بعد.
ويمكن استخدام هذه التقنيات لتحليل البيانات الضخمة المتعلقة بالموارد السمكية والأنماط البيئية والتنبؤ بتغيرات المخزون والتهديدات البيئية المحتملة، وهذا يوفر للقطاع السمكي إمكانية التكيف مع التحديات البيئية والاقتصادية واتخاذ إجراءات وقائية قبل حدوث أي تدهور في الموارد السمكية.
وبالإضافة إلى ذلك، يمكن لمركز المعلومات أن يلعب دورًا مهماً، في تعزيز التوعية وتثقيف العاملين في القطاع السمكي، ويمكن توفير المعلومات والتقارير والتحليلات المنشورة عبر منصة المركز للعامة والمهنيين في الصناعة، و يمكن أن تشمل هذه المعلومات أفضل الممارسات في إدارة الموارد السمكية، وتحذيرات من التهديدات البيئية، وأحدث التقنيات والابتكارات في صناعة الصيد السمكي، وهذا يساعد على تحسين الوعي والمعرفة ورفع مستوى المهارات لدى العاملين في القطاع، مما يؤدي في النهاية إلى تعزيز الاستدامة والرفاهية في صناعة الصيد السمكي.
باختصار، يقدم مركز المعلومات للقطاع السمكي فرصاً مهمة لتحسين أداء الصناعة واستدامتها، واتخاذ القرارات الصحيحة.
ونظرا لما يلعبه مركز المعلومات من أهمية فيتوجب أن يتم تفعيل عمل مركز المعلومات السمكية، والاستفادة مما يمتلكه من بنية تحتية، وأنظمة معلومات خاصة وأن هناك توجه جاد من قبل القيادة في تنمية القطاع السمكي والحفاظ عليها، واستغلال مقوماته الاستغلال الأمثل ليؤدي هذا القطاع دوره في دعم الاقتصاد الوطني.
