بلاد الروس بمحافظة صنعاء
تعد بلاد الروس واحدة من مديريات محافظة صنعاء، حيث تقع جنوب أمانة العاصمة، وتبعد عنها32كيلو متراً، وتربط بين محافظة صنعاء ومحافظة ذمار وتبلغ مساحتها (1400) كم تقريباً.
تتكون المديرية من أربع عزل وهي: (وعلان، مركز المديرية، العبس، أولاد أحسن، الشرقي) وتشتهر المديرية بتنوعها المناخي بين الحار والبارد وتربتها الخصبة، ووفرة مياهها، كما تشتهر بزراعة كل المحاصيل.
اليمن الزراعية – خاص
وفي هذا الشأن يقول مدير مكتب الزراعة بمديرية بلاد الروس الدكتور مبخوت القشيبي إن المديرية تشتهر بزراعة كل المحاصيل الزراعية من الحبوب والقمح والبقوليات (الفاصوليا، والعدس) والخضروات، منها القرع العسلي، وبعض الفواكه مثل المانجو واللوز، والخوخ، والفراولة (البلدي والمحسن)، موضحاً أن المديرية تزرع الثوم في موسمي الشتاء والصيف، بصورة مستمرة وبمساحات شاسعة.
ويقول الدكتور مبخوت إن ثلثي سكان المديرية يعتمدون على الزراعة لكسب الرزق والعيش، وهي مصدر دخلهم، وقد توارثوها أباً عن جد، رغم أنها تعرضت للإهمال والتهميش خلال العقود السابقة، مؤكداً أن الزراعة في المديرية شهدت انتعاشاً كبيراً وتحركاً مجتمعياً خلال السنوات الأخيرة بفضل الله سبحانه وتعالى، وبفضل موجهات القيادة الثورية.
وادي أعشار
هو واحد من أهم الوديان بالمديرية، ويقع على امتداد عزلة أولاد أحسن، ويبدا من قرية النصلة شمالاً حتى جارف جنوباً. ويحد وادي سهام.
يتميز الوادي بزراعه المحاصيل في موسمين صيفاً وشتاء، وخاصة الذرة الشامية والبقوليات، ومن الفواكه المانجو، والجوافة بأنواعها، ووفرة المياه الجوفية فيه، وعلى الرغم من أن أغلب مياه جارف حارة إلا أنه تم عمل أحواض تبريد المياه قبل ري المحاصيل من قبل ملاك الأراضي الزراعية، والبعض يعتمد على الآبار الجوفية والسطحية واليدوية في ري المحاصيل.
وادي الجار
من أودية بلاد الروس كذلك وادي الجار، حيث يقع جنوب غرب عزلة العبس، وقريب جداً من وادي أعشار، ويحده من ناحية الجنوب قاع الحقل بمديرية آنس بمحافظة ذمار، كما يتميز بنفس مميزات وادي أعشار من حيث المناخ وتنوع المحاصيل الزراعية.
وادي وعلان
يقع وادي وعلان في قلب المديرية، ويتميز بمناخه المعتدل صيفاً والبارد شتاء، ويقع على امتداد شارع تعز من قحازة شمالاً حتى نقيل يسلح جنوباً، وتقع على ضفافه العديد من القرى والأراضي الزراعية الخصبة.
ويتميز وادي وعلان بزراعة محاصيل الحبوب بأنواعها والخضروات خاصة القرع العسلي (الدباء) والذي يشاهده المارة على قارعة الطريق الرابط بين صنعاء وذمار وبكميات كبيرة جداً.
قاع سعدان الزراعي
ويقع في شرق المديرية، ويشتهر بزراعة القمح بأنواعه، والذرة الرفيعة، وأغلب أنوع الخضار، ومن الفواكه تشتهر بزراعة فاكهه الفراولة.
ويتميز ببرودة مناخه في فصل الشتاء، والاعتدال في فصل الصيف، وتقع على ضفافه أغلب قرى عزلة الشرقي.
وادي البير
يقع وادي البير جنوب عزلة العبس، حيث يربط العزلة مع قاع جهران الزراعي بمحافظة ذمار، وهو من أصغر الوديان في بلاد الروس، ويتميز الوادي بزراعة الخضار بأنواعها، والحبوب من الذرة الرفيعة، والشامية، وأغلب الزرعة في وادي البير تعتبر زراعة مطرية ما عدا مساحات قليلة التي تعتمد على الزراعة المروية بوسطة الآبار اليدوية والارتوازية، وخاصة زراعة (الخضار، والقات).
العمل التعاوني (الجمعيات)
ويؤكد مدير مكتب الزراعة في مديرية بلاد الروس على أهمية العمل التعاوني في النهوض التنموي، مشيراً إلى أن المديرية شهدت تشكيل أربع جمعيات تنموية خيرية، على مستوى العزل، والمساهمة الفعلية في جمعية القطاع الجنوبي التعاونية الزراعية على مستوى مديريات القطاع الجنوبي من المحافظة.
ويشير القشيبي إلى أنه تم تدريب فريق فرسان التنمية من المتطوعين من أبناء المجتمع لعدد (150 فارساً) وذلك لخدمة المجتمع وربطهم مع جمعيات العزل وللاستفادة منهم في التحشيد، والتحفيز والتوعية أثناء تنفيذ المبادرات المجتمعية بالمديرية.
ويقول الدكتور مبخوت إنه تم تشكيل لجان تنموية في اطار جمعيات العزل لعدد (17) لجنة في كل القطاعات الخدمية ومنها اللجان الزراعية.
ويضيف أنه تم تدريب فرسان للإرشاد الزراعي والتنموي بتعاون مع الأخوة في مكتب الزراعة والري بالمحافظة ومؤسسة بنيان التنموية، بهدف إدارة وإشراف على المدارس الحقلية (نباتية، حيوانية، تربية النحل)، مبيناً أنه تم تنفيذ (6) مدارس حقلية نباتية و مدرسة واحدة للثروة الحيوانية و (2) مدرسة لتربية النحل، وتم تشكيل هذه المدارس مطلع العام 1445 هـ بإشراف من فرع الزراعة والري بالمديرية، و جمعية القطاع الجنوبي التعاونية، وجمعيات العزل بالمديرية ومكتب الارشاد الزراعي بالمحافظة، وتعاون كبير من مؤسسة بنيان التنموية.
ويشيد الدكتور مبخوت القشيبي بدور المجتمع في التنمية والنهوض بالخدمات العامة، منوهاً إلى أن عدد المبادرات المجتمعية في القطاع الزراعي منذ انطلاق الثورة الزراعية بلغت (56) مبادرة زراعية، تمثلت في الحراثة المجتمعية وتفعيل وحدة الشق المجتمعي، وإزالة أضرار السيول، وما يزال هذا الحراك التنموي المجتمعي يشهد زخماً كبيراً في تنفيذ هذه المبادرات بكل مناطق المديرية.
ويشير إلى أن السدود والحواجز المائية التي تم تشييدها خلال العقود السابقة كانت عشوائية، ولم يستفاد منها بالشكل المطلوب بسبب عدم اختيار أماكنها، حيث كانت تبنى وتشيد لمراضاة الوجاهات والشخصيات النافذة، مبيناً أن عدد المنشآت المائية في المديرية بلغت سبعة سدود وحاجز مائي وهي: (سد الصنمية، حاجز علاو، سد اللحف، المخوال بعزلة وعلان ،حاجز اسعاد، وحاجز الوعيرة، حاجز موزع). ويوضح أن حاجز الوعيرة بعزلة أولاد أحسن، حيث يجري حالياً عمل دراسات الإعادة لصيانته وترميمه بمبادرة مجتمعية.
وينوه القشيبي إلى أن حاجز موزع يعتبر أول مشروع مائي في المحافظة يتم تنفيذه بمبادرة مجتمعية والذي نفذ في العام2018من قبل أهالي عزلة العبس (عدار، الرواشدة).
ويضيف: “واجهتنا الكثير من الصعوبات عند تنفيذ هذا المشروع نظراً لقلة الإمكانيات وهو ما جعلنا نطالب بتدخل الوحدة التنفيذية لمشاريع المبادرات الزراعية”، مطالباً بتعاون وتكاتف الجميع إلى جانب الجهود المجتمعية أثناء تنفيذ هذه المبادرات حتى تعود هذه السدود والحواجز إلى نطاق الخدمة وحفظ مياه الأمطار والسيول الجارفة وتوظيفها في ري المحاصيل الزراعية من الحبوب والبقوليات.
الثروة الحيوانية
وتشتهر بلاد الروس بتربية الثروة الحيوانية من (أبقار، أغنام، ماعز، إبل، نحل، تربية دواجن المنزلي).
ويبين الدكتور القشيبي أن احصائية الثروة الحيوانية في المديرية وفق بيانات الفرق البيطرية مطلع العام 1445هـ أثناء الحملة البيطرية للعام الرابع على التوالي المقدمة من الأخوة مكتب الزراعة محافظة صنعاء والادارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري وهي على النحو التالي:
- الأغنام والماعز (38500) رأس.
-الأبقار والعجول (6000) رأس. - النحل (2500) خلية بلدي وحديثة.
- مزارع تربية الدواجن (82) عنبراً.
-الدجاج المنزلي ما يقارب (16000) دجاجة وديك.
ويشير إلى أن إدارة فرع مكتب الزراعة بمديرية بلاد الروس ينفذ العديد من البرامج الزراعية والحيوانية ومعالجة الأمراض الشائعة وأمراض التربية المتنوعة، حيث تم تدريب (5) من فريق الفرسان كأعمال صحة حيوانية للاستفادة منهم في تفعيل شبكة الترصد الوبائي وتقديم الاسعافات الأولية للثروة الحيوانية.
المشاريع الاستراتيجية
ويقول مدير مكتب الزراعة إن بلاد الروس من أوائل المديريات التي نفذت الزراعة التعاقدية بداية عام 2020م وذلك بزراعة محاصيل استراتيجية (الثوم، والفاصوليا البيضاء) محاصيل شتوية، والتي تعتبر التجربة الأولى على مستوى الجمهورية والتي تكللت بالنجاح، مبيناً أنه تم زراعة ما يقارب (7500) لبنة من محصول الفاصوليا البيضاء وكان الانتاج (250) طناً، وزراعة ما يقارب من (1000) لبنة بمحصول الثوم، وكان الانتاج 35,5 طن ثوم.
يوضح الدكتور مبخوت أنه تم عمل مسح ميداني زراعي شامل لكل مزارعي بلاد الروس و التي تتوفر لديهم كل مقومات التوسع من مساحات، ومصادر ري (غيول، سدود، حواجز، آبار ارتوازية، ويدوية، منظومات الطاقة الشمسية) حيث تم جمع بيانات (999) مزارع والمساحة (465) هكتاراً سيتم زراعتها بمحصول القمح والذرة الشامية من الحبوب والفاصولياء من البقوليات وفق عقود زراعية بين المزارعين وجمعيات العزل وعقود مماثلة بين جمعيات العزل وجمعية القطاع الجنوبي التعاونية الزراعية، وبإشراف ومتابعة من فرع الزراعة والري بالمديرية ومكتب المحافظة وسيتم ذلك عند بداية الموسم القادم.
انتاج مربى القرع
وعن المشاريع المهمة التي سيتم تنفيذها بالمديرية يقول مدير مكتب الزراعة إن مشروع مربى القرع العسلي لمديرية بلاد الروس سيكون مشروعاً استراتيجياً واستثمارياً كبيراً، نظراً لزراعة القرع العسلي بمساحات شاسعة في المديرية، حيث والمديرية تنفرد بزراعته على بقية مديريات محافظة صنعاء.
ويقول القشيبي إنه وعلى الرغم من الحرب والعدوان وانعدام الموارد والامكانيات إلا أننا بفضل الله سبحانه وتعالى حققنا الكثير، فأصبحت المديرية نموذجاً يحتذى به من حيث العمل الطوعي والمجتمعي والنشاط الدائم والمستمر، موضحاً أن من ضمن الصعوبات عدم توفر مقر لمكتب الزراعة، والذي دمر العدوان مجمع وعلان الزراعي الذي استهدفه طيران العدوان بست غارات جوية أدت إلى تدمير المجمع بشكل كامل.
ويوضح أنهم يمارسون أعمالهم تحت الأشجار، حتى المراكز الارشادية في، (عافش والخربة) مهجورة وغير صالحة لتكون مقراً للعمل فيها.