إرشاداتصحافة

خطر الاحتطاب الجائر

خطر الاحتطاب الجائر

جماح أحمد الجماح

تعمل بلدان العالم على غرس الأشجار، والحفاظ عليها من الاحتطاب والاحتراق، حيث خصصت الكثير من الدول يوماً عالمياً سموه “عيد الشجرة”، كرمز يدل على مدى أهميتها، بالأرض في الحفاظ على البيئة، والحصول على أعسال رحيقية ممتازة.
وفي بلدنا الحبيب اليمن ذات الأشجار المعمرة والنباتات الطبية وتنوع النباتات فيها، والتي وصفها الله في محكم كتابه بقوله: (بلدةُ طيبةُ وربُ غفور)
لكن الأزمة اليمنية، والحروب، والعدوان والحصار على اليمن، التي جارت عليها، وتسببت في نقص المشتقات النفطية والغاز المنزلي، وارتفاع أسعارها، حولت الأشجار إلى وقود بديلة.
ومن النتائج الكارثية لظاهرة الاحتطاب الجائر، تواجه النحل والبيئة النباتية استنزافاً متواصلاً بسبب هذه الظاهرة التي لجأ اليها اليمنيون، في قطع الأشجار واستخدامها كوقود بديل عن مادة الديزل، أو الغاز، فأصبح التحطيب عمل تجاري؛ نظراً لإقبال الأفران والمخابز والمطاعم على الاعتماد عليها.
وهناك تقارير صحفيه على هذا السياق ومقابلات صحفيه نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة وكانت أغلب الاجابات أنها صعوبة الحصول على مادة الديزل، أو الغاز، وارتفاع أسعارها أدى إلى البحث عن بدائل لاستمرار عملهم، مثل شراء الحطب، وسعره المناسب وسهولة الحصول عليه، وهو ما شجع المواطنين وخاصة في الأرياف إلى قطع الأشجار، وبشكل مفرط وجائر واعتبروها تجارة مربحه (حجر وسيري سايره)، دون أن يلقوا من يردعهم أو يوقفهم عند حدهم.
طبعاً، هناك عوامل كثيرة جعلت المواطن يقطع الأشجار من جذوعها ليتمكن من بيعها، أهمها الظروف المعيشية التي يمر بها نتيجة الحروب والعدوان، والتدهور الاقتصادي الذي أدى إلى ارتفاع المواد الاستهلاكية الأساسية، وزيادة معدل البطالة في المجتمع.
ومن المخاطر التي تهدد البيئة بسبب الاحتطاب الجائر زيادة التصحر، لأن الأشجار تحافظ على عوامل التعرية للتربة، كذلك يهدد النحل ويهددها بالموت، حيث أن انتاج العسل يعد مورداً اقتصادياً كبيراً، وقضية وطنية يجب على الجميع الحفاظ عليها.
وتعتبر أهمية الحفاظ على الأشجار هي مهمتنا جميعاً؛ لأن الأشجار تعمل على تنظيف وتلطيف الهواء، والمحافظة على الرطوبة، وتمدنا بالأوكسجين اللازم للحياة، وامتصاصها لثاني أكسيد الكربون الضار، والذي له دور في ظاهرة الاحتباس الحراري، كما أن الأشجار ترفع لنا من انتاج العسل وتصديره إلى دول العالم مما يرفد الاقتصاد الوطني.

*استاذ تربية النحل جامعة ذمار

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى