محمد السليماني
كنا في العدد السابق قد ذكرنا أبرز المسببات للتلوث البحري وفي هذا العدد نتحدث عن الحلول.
وعليه فإن حلول مشكلة تلوث البحار تبدأ بإعادة التدوير بشكل صحيح وخاصة البلاستيك التي لا تتحلل بسهولة.
وللأسف في الوقت الحالي يتم إعادة تدوير حوالي 9% فقط من إجمالي البلاستيك في العالم، مما يعني أن النسبة الأكبر منه تجد طريقها في النهاية إلى مياه المحيطات.
كما يجب علينا البحث عن الشركات والمراكز والمؤسسات القريبة، منا والمخصصة لإعادة تدوير النفايات البلاستيكية، حتى نتخلص من كمية النفايات المتوجهة إلى المحيطات.
وهناك عدد لا يحصى من المنظمات والمجموعات والأفراد الذين يشاركون، أو يسعون بقوة لتنظيف المحيطات بما في ذلك تنظيف الشواطئ، حيث يمكننا الانضمام إليهم والمساعدة في منع دخول المزيد من النفايات إلى المياه، لا سيما أنها طريقة مباشرة ومجزية لمكافحة التلوث البلاستيكي.
بالإضافة إلى ذلك يمكننا دعم المنظمات، والشركات والمجموعات، والأفراد الذين يعملون في مكافحة التلوث البلاستيكي، والذين يعتمدون على التبرعات، ويمكننا أن نساهم بتبرعاتنا وبذلك تحدث فرقًا.
وهناك عدد من الدول في جميع أنحاء العالم، التي تسن تشريعات تهدف إلى حظر استخدام البلاستيك بما في ذلك الحاويات والأكياس والزجاجات، حيث تدعم مثل هذه التشريعات المساعدة في اعتمادها في جميع أنحاء العالم على حماية مثل هذه المواد، من الوصول إلى المحيطات مرة أخرى.
وتعد انبعاثات الاحتباس الحراري، من الظواهر تسهم في تغير المناخ، وتشكل تهديدًا، هائلاً للحياة البحرية، وهو ما يتطلب على دول العالم، أن تتوجه نحو الطاقة الأكثر اخضراراً، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ويجب على الشركات وعمالقة التصنيع التحول إلى الطاقة المتجددة، و أن تتعامل المصانع مع نفاياتها، وخاصة النفايات التي تذهب مباشرة إلى الغلاف الجوي.
كما يجب على الأفراد أيضاً نشر الكلمة حول تأثيرات غازات التدفئة على البيئة والمساعدة في تقليل هذه الانبعاثات.
ويتطلب معاقبة المؤسسات التي بنيت بجوار المسطحات المائية التي تتدفق مباشرة في المحيطات أو المجاري المائية، لأن الغالبية توجه نفاياتها إلى المياه مما يلحق أضرارًا، بالغة بالحياة البحرية، فهي تحتاج إلى معاقبة شديدة حتى تتمكن من إدارة نفاياتها بطرق أفضل وبالتالي تأمين الحياة البحرية.
كما يوجد الكثير من القمامة ملقاة في الشوارع وينتهي بها الأمر في مصارف مياه الأمطار، عندما تمطر يمكن غسل القمامة في الأنهار والمحيطات، مما يعني أن نفايات الشوارع ستؤثر في النهاية على الحياة البحرية، لذا يجب علينا تنظيف الشوارع ومصارف مياه الأمطار.
وينتج بعض التلوث البحري عن حوادث، أو أحداث طبيعية يمكن أن تضر بالمنشآت من قبل بعض الشركات مثل خطوط أنابيب النفط، بعد هذه الحوادث ينسكب النفط في الماء، ويؤثر على الحياة البحرية، وهو ما يجعلنا نحمل مثل هذه الشركات المسؤولية وتغريمها بشدة لضمان تحمل مسؤولية تنظيف مثل هذه الفوضى، كما يتوجب تطبيق مثل هذه التشريعات الصارمة عند التعامل مع الأشخاص والشركات الذين يقومون بإلقاء النفايات مباشرة في المسطحات المائية.
وأخيراً تقع على عاتقنا مسؤولية توعية المزيد من الناس بآثار التلوث على الحياة البحرية، حيث يجب أن نجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات الجديدة وننشرها للآخرين مما يجعلهم يتخذون قرارات أكثر عقلانية، وأن نقوم بتثقيف وتوعية الأصدقاء والعائلة والمجتمعات والدول وأن نجعلهم جزءًا من الحل وليس جزءًا من المشكلة.
ودورنا كأفراد هو تقليل دخول القمامة إلى المياه، ويمكن إيقافه عن طريق القيام بشيء بسيط مثل:
-1 تقليل استخدامنا للمواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، سواء كانت زجاجات مياه أو أكواب، أو أكياس تنظيف جاف أو شفاطات، أو أكياس بلاستيكية، أو أواني أو حاويات تستخدم للخارج أو علب تستخدم مرة واحدة فقط، ثم يتم التخلص منها بشكل صحيح بعد الاستخدام.
-2 يجب أن نرفض استخدامها خاصة إذا كان بإمكاننا العيش بدونها، وبدلاً من ذلك نستخدم إصدارات قابلة لإعادة الاستخدام من نفس النوع مثل الأكياس القابلة لإعادة التدوير والزجاجات والأواني الأخرى.