تقاريرصحافة

الزحف العمراني عائق أمام الاكتفاء الذاتي

الزحف العمراني عائق أمام الاكتفاء الذاتي

أثرت ظاهرة الزحف العمراني على كثير من القيعان والمساحات الزراعية في اليمن مامثل خطرا واضحا على الاقتصاد الوطني على المدى القريب والبعيد وضاعف من المخاطر التي يمكن أن تكون عائقا أمام تحقيق الاكتفاء الذاتي وزيادة معاناة المزارعين وتلف محاصيلهم وانخفاض جودتها، نستعرض في هذا الاستطلاع آراء مدراء مكاتب الزراعة والري والتخطيط في محافظة حجة والزراعة والري في محافظتي صنعاء وذمار، إلى التفاصيل…

اليمن الزراعية – الحسين علي

بدايةً يوضح حسن هزازي مدير مكتب الزراعة والري في محافظة حجة أن الزحف العمراني يشغل حيز من المساحات الزراعية الخصبة، وبالتالي يحصل ضعف في خفض فاتورة الاستيراد والاستفادة من الاراضي الزراعية.
بالإضافة لتعرض المساكن المبنية في الأراضي الزراعية إلى الانجراف من السيول في مواسم هطول الامطار ما يتسبب في حصول وفيات وخسائر مادية.
كما أن بناء المساكن في الأراضي الزراعية يؤدي إلى شق الطرقات وزيادة خراب الأراضي الزراعية واتلاف المحاصيل الزراعية.
ويشير مدير مكتب الزراعة والري في محافظة حجة أن الحلول العاجلة بمخاطر الزحف العمراني تتمثل في توعية المواطنين بمشكلة الزحف العمراني ومخاطرها، بالإضافة عدم منح الرخص للبناء في المناطق التي ستؤثر على الأراضي الزراعية.
وأيضا دعم القطاع الزراعي وتشجيع العمل بالزراعة وعدم إهمال الأراضي الزراعية، كما يجب إصدار تشريعات ملزمة بعدم البناء في الأراضي الزراعية، والالتزام ببناء البيوت بشكل عمودي وليس أفقي خصوصا في المدينة ومدينة عبس والعمل على البناء في الأراضي غير الصالحة للزراعة.

العقارات
يؤكد عبدالرحمن الملحاني مدير مكتب التخطيط في محافظة حجة أن المخاطر المترتبة على الزحف العمراني كثيرة حيث توثر على الأراضي البيضاء الزراعية و تقلص مساحتها بشكل كبير، ويضيف أذا استمر بهذا الشكل فسنجد بعد عدة سنوات أن الأراضي جميعها قد تحولت إلى مباني عقارية.
ويقول الملحاني: مع تطور المزيد من الأراضي للسكن ومناطق تجارية وبنى تحتية سيؤثر على البيئة الطبيعية زيادة آثار التلوث الهواء والماء والضوضاء والازدحام المروري وغيره.
منوها ً أن ذلك يؤدي إلى زيادة البطالة في المجتمع، وضعف الإنتاج الزراعي، وانعدام الأمن الغذائي، وزيادة البناء العشوائي والتوسع غير النظامي المخالف، وخلق بيئة سكنية غير سليمة وغير آمنة، وإلى تكاليف إضافية كبيرة جدا يتحملها الاقتصاد الوطني.
ويضيف مدير مكتب التخطيط في محافظة حجة أن زيادة الزحف العمراني في محافظة حجة كبقية المحافظات بسبب:
-1 النمو السكاني المتزايد.
-2 الهجرة من الريف إلى المدن.
-3 توجه سكان المناطق إلى العمل في الوظائف الحكومية والمكتبية أو المهنية وترك العمل في الزراعة.
-4 تفضيل البناء على الزراعة واتجاه الناس إلى بناء البيوت والمحلات والشقق السكنية وتأجيرها.
-5 غياب الرؤية التخطيطية وتمسك الجهات المركزية بصلاحيات أعداد وتنفيذ المخططات العمرانية بالمحافظة والمديريات.
من جهته يشير الدكتور عادل عمر مدير مكتب الزراعة والري في محافظة ذمار أن المساحة الصالحة للزراعة في محافظة ذمار وبحسب آخر إحصاء زراعي في العام 2020م تقريباً يصل الى 115 ألف هكتار والمزروع من هذه المساحات تقريباً 90الف هكتار في حدود 15 ألفاً إلى 16الف هكتار أراضي غير مزروعة في الوقت الحالي.

تكاتف الجميع
ويضيف الدكتور عادل عمر أن الزحف العمراني يلتهم القيعان الزراعية في اليمن ومنها في محافظة ذمار وخاصةً في قاع جهران وفي بعض القيعان الزراعية الخصبة التي بدأت انتشار البناء في هذه القيعان وهذا يؤثر سلباً على المساحات الزراعية في المستقبل سواءً القريب أو البعيد ونتمنى من الجهات المعنية في الوزارات المختلفة التعاون لإيجاد حلول لمثل هذه المشاكل الكبيرة التي تعاني منها الأراضي الزراعية بعدم انزال المخططات في الأراضي الزراعية، وكذلك الحد من هذه الظاهرة بتكاتف الجهات المعنية المختصة والوزارات المعنية في هذا الموضوع كون وزارة الزراعة لحالها لا تستطيع ان تقف أو تتصدى لهذه المشكلة بمفردها ويجب تكاتف الجميع كون الأراضي الزراعية هي ملك للجميع وايضاً توفير الغذاء معني به كافة الجهات الحكومية والشعبية لتوفير الغذاء للشعب اليمني.

المخططات في القيعان الزراعية.
وبدوره يوضح علي القيري مدير مكتب الزراعة والري في محافظة صنعاء أن ظاهره الزحف العمراني تمثل خطرا كبير على الزراعة وتآكل المساحات الزراعية يوما بعد آخر، خاصةً في القيعان الزراعية التي تشتهر بزراعه الحبوب.
وعن دور مكتب الزراعة والري في المحافظة يقول: القيري أن المكتب ينسق مع كثير من الشركاء للحد من هذه الظاهرة، ويضيف أنه تم تحديد المناطق التي يجب أن يجري التخطيط للحد من الزحف العمراني فيها وهي قاع سهمان، وقاع مسيب، وقاع بيت القاضي، وبيت رجال ببني مطر، وكذلك قاع الحاوري، وقاع المنقب، وقاع اللكمه والمعمر بهمدان، ومديرية بني حشيش بالكامل كونها اهم منطقه لزراعه العنب على مستوي اليمن. ووادي الاجبار، وبيت الشاطبي، وشعسان بسنحان، ووادي وعلان، وقاع المعاين ببلاد الروس.
وكشف مدير مكتب الزراعة بمحافظة صنعاء أن السبب في التوسع العمراني في الأراضي الزراعية هو انزال المخططات في القيعان الزراعيه والتي تؤدي إلي ارتفاع سعر الأراضي وهو مايجعل المزارع يتوجه لبيع الأراضي الزراعية نظرا ًللأسعار المرتفعة، بهدف الربح والكسب.
وفي هذا الصدد شدد القيري على تكاتف الجميع للحد من ظاهرة الزحف العمراني منوها على أهمية وعي المجتمع بهذه الظاهرة الخطيرة ووضع السياسات الحكومية بغرض منع الزحف العمراني وتجريم البناء في المساحات الزراعية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى