تدخلات حكومية تبشر بمستقبل مشرق
بدأ مزارعو القطن في تهامة بمحافظة الحديدة حصاد محصولهم بعد فترة طال انتظارها، ووسط تفاؤل كبير بأن يحقق هذا العام نتائج مشجعة لتكون الانطلاقة الحقيقية لاستعادة تاريخ القطن في اليمن.
وتعد زراعة القطن ضمن أولويات القيادة الثورية والسياسية والتي أعلنت عن مشروع توطين زراعته؛ نظراً لارتباطها الوثيق بتوفير احتياجات الشعب من الكساء.
اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي
المزارع حسين وهيب من مديرية المراوعة يشير إلى أن هذا الموسم يختلف عن بقية المواسم في السنوات الماضية من حيث كميات الإنتاج، والتي وصل إنتاج المعاد نحو ٢٠٠ كيلو للجنية الواحدة، منوهاً إلى أنه يتم جني المحصول ثلاث مرات خلال الموسم.
ويقول إنه وعلى الرغم من نجاح الموسم إلا أننا واجهتنا الكثير من التحديات خلال الموسم منها ظهور الآفات الزراعية وارتفاع أسعار التكاليف من عمالة، ومدخلات زراعية، إلى جانب ضعف إنتاج البذور التي تم توزيعها علينا كون إنتاج المعاد الواحد سابقاً كان يعادل ٢٥٠ كيلو، الا أن هذه التحديدات لم تؤثر على جودة القطن.
ويضيف: “كنا نخشى من مسألة تسويق القطن حتى قامت جمعية اكتفاء الزراعية بشراء الكميات التي تم حصادها بسعر ٣٥٠ ريالاً للكيلو الواحد”، مشيراً إلى أن هذا السعر غير كافٍ مقارنة بالسعر المحدد لبعض الوكلاء ” ٤٠٠ ريال”؛ نظراً لارتفاع تكاليف العمالة والمدخلات الزراعية.
توفير المدخلات
من جانبه يشير رئيس جمعية اكتفاء بمديرية المراوعة محمد عطية إلى أن موسم القطن بالمديرية كان جيداً، خاصة بعد التوسع الكبير الذي شهدته المديرية العام الماضي في زراعة هذا المحصول النقدي المهم، مشيداً بدور اللجنة الزراعية والسمكية العليا، والاتحاد التعاوني الزراعي، ومؤسسة بنيان ،وهيئة تطوير تهامة، بالإضافة إلى جهود الجمعية بالتوعية والارشاد على أهمية هذا المحصول، والتوسع في زراعته؛ كونه من المحاصيل النقدية التي تعود بالنفع على البلد والمزارع، موضحاً أن ما قامت به الجمعية من تقديم البذور، و بعض المدخلات كالمبيدات والأسمدة، وأكياس التعبئة وغيرها كقروض بيضاء يتم استرجاعها عند الحصاد.
ويضيف رئيس جمعية اكتفاء: ” قمنا خلال الموسم وعن طريق الارشاد بتنظيم المزارعين في مدارس حقلية يتم فيها تبادل الخبرات، والمهارات في كيفية الحصاد والتخزين بطرق صحيحة طبقاً للمواصفات، وضوابط الحصاد وفقاً لتعميم وحدة القطن، بالإضافة لتقديم بروشورات توعوية بالتعاون مع الأخوة في مكتب الارشاد الزراعي بالمديرية، وهو ما ساعد على الحفاظ على جودة القطن.
وتوقع أن تصل كميات الإنتاج هذا العام في مديرية المراوعة ما بين 450إلى 500طن، منوهاً إلى أنه وعلى الرغم من التفاؤل بنجاح الموسم خاصة بعد تدخل مؤسسة الغزل بشراء المنتج بسعر 350ريالاً للكيلو، ظهرت لهم مشكلة وهي قيام التجار بالشراء بسعر اعلى وهو ما جعل المزارع يشتكي من السعر الذي اشترت به الجمعية، فأصبحت الجمعية بين مطرقة جشع التاجر وسندان مؤسسة الغزل والنسيج ووحدة القطن والمنسوجات.
ويطالب عطية الجهات المسؤولة بإعادة النظر في هذا الأمر حتى تستطيع الجمعية دعم المزارعين، وتقوية العلاقة الوثيقة بينها وبين المزارع في المديرية.
وعلى صعيد متصل يشير رئيس جمعية زبيد التعاونية الأستاذ محمد عبيد إلى أن الجمعية وضعت خطة استراتيجية لشراء محصول القطن من المزارعين وتسويقه، حيث قامت بفتح فرعين بمخازن نظيفة وآمنة وجاهزة وهي مخزن للعزل الشمالية ومقره في البدوة، ومخزن للعزل الشرقية وعزل الطوق للمديرية.
ويضيف: “قدمنا للمزارعين بعض الارشادات في كيفية تجميع المحصول، والمحافظة على نظافته، لافتاً إلى أن الكميات التي تم شراؤها حتى الآن قرابة 20 طناً، بسعر 350 ريالاً للكيلو الخام، منوهاً إلى أن الجمعية مستمرة في الشراء حتى نهاية الموسم، ومطالباً من الجهات المختصة بإعادة تشغيل محلج القطن في زبيد حتى يتم تسويق القطن بطريقة مناسبة.
شراء كافة الكميات
وفي السياق نفسه يشير المهندس أحمد الماخذي رئيس المؤسسة العامة للغزل والنسيج إلى أن هذا العام شهد توسعاً في المساحات المزروعة بمحصول القطن، متوقعاً أن تصل المساحات المزروعة إلى 3000معاد في مديريات محافظة الحديدة وبجودة عالية.
ويؤكد المهندس الماخذي أن المؤسسة ستعمل على توفير أنواع البذور المحسنة من الخارج، مشيداً بدور مسؤول وحدة القطن في اللجنة الزراعية العليا، لحل كل الاشكاليات التي واجهت بعض الجمعيات والمزارعين خلال المواسم القادمة بمشيئة الله.
كما يؤكد أن المؤسسة ستقوم بشراء كامل الكميات المنتجة من مزارعي القطن بسعر مناسب، مشيراً إلى أن مصنع الغزل والنسيج في صنعاء سيعمل بكامل طاقته الإنتاجية، وأن المصنع يحتاج ما يقارب من 3000 طن من القطن المحلوج سنوياً أي ما يعادل زراعة ٩٠٠٠ معاد.
ويشير إلى أن ذلك قد يسهم في توسيع زراعة القطن وتطوير صناعة النسيج وزيادة الصادرات وتعزيز التجارة الدولية لليمن، موضحاً أن الاستراتيجية الوطنية للقطن تهدف إلى تطوير وتجويد زراعة وإنتاج القطن وسلاسل القيمة المضافة في اليمن، بما يسهم في النهوض بقطاع زراعة وصناعة القطن، وبما يحقق التنمية الاقتصادية للبلد.
ويستعرض المهندس الماخذي أهداف الاستراتيجية الوطنية للقطن ومنها:
- زيادة الإنتاجية وتحسين جودة القطن الخام.
- تقليل الاعتماد على الاستيراد وزيادة الصادرات.
- توفير فرص عمل للشباب والنساء في قطاع الزراعة والصناعة.
- حماية البيئة وتحقيق الاستدامة.
ويشرح رئيس المؤسسة الإجراءات والخطوات التي من شأنها تطوير البنية التحتية الزراعية لمحصول القطن ومنها:
o الحث والإسهام على إنشاء محطات الري الحديثة وتحسين قنوات الري.
o توفير الأسمدة والمبيدات وتحسين طرق الزراعة.
o التعاقد مع مراكز البحوث الزراعية وتطوير الأصناف الجديدة.
o اقامة الندوات والمؤتمرات والورش التثقيفية والتدريبية للمزارعين والجمعيات التعاونية الزراعية.
o تأهيل وتدريب الكوادر المحلية العاملة في مجال زراعة القطن وتصنيعه.
o استخدام التكنولوجيا الحديثة في زراعة القطن وتصنيعه.
o البحث عن أسواق جديدة للقطن اليمني.
ويقول المهندس أحمد الماخذي إن من المتوقع من خلال هذا الوصول إلى مؤشرات الأداء التالية: - زيادة إنتاج القطن الخام بنسبة 10% سنويًا.
- انخفاض نسبة الشوائب في القطن الخام بنسبة 5% سنوياً.
- زيادة الصادرات من القطن الخام بنسبة 15% سنويًا.
- زيادة فرص العمل في قطاع الزراعة والصناعة بنسبة 10% سنوياً.
•تقليل استخدام المبيدات بنسبة 10% سنويًا.
ويتوقع رئيس مؤسسة الغزل والنسيج أن يتم تحقيق الأهداف الاستراتيجية خلال 5 سنوات، مشيراً إلى أن الاستراتيجية سيتم تقييمها بشكل دوري كل عام لتحديد نقاط القوة والضعف فيها وإجراء التعديلات اللازمة.