صحافةمقالات

المــزاد الوطنــي

المــزاد الوطنــي

نــافــذة تسـويقيــة للبـن الـيـمنــــي

حقق المزاد الوطني الثاني للبن نتائج كبيرة، عكست مدى ترجمت موجهات القيادة الرامية إلى استعادة أمجاد البن اليمني، وفتح نوافذ لتسويق البن والترويج له عالمياً، حيث وصل سعر الكليو جرام من البن اليمني إلى 976 دولاراً.
ورصدت صحيفة اليمن الزراعية الانطباعات حول ما تحقق من نتائج في المزاد الوطني الثاني للبن اليمني:

اليمن الزراعية – محمد صالح حاتم

في البداية المزارع محمد الرميم من مديرية الحيمة الخارجية الفائز بالمركز الأول في المزاد الوطني للبن يصف لنا شعوره عندما فاز بالمزاد بالقول: “كنت متجهاً إلى الجامع لأداء صلاة الجمعة، فاتصل بي نسبي من أمريكا، وأبلغني أنني فزت بالمركز الأول بسعر 444$ للرطل، وعندها شعرت بالسعادة والفرح، وحمدّت الله وشكرته، وصليت صلاة الشكر لله أن وفقني بالفوز، ولم يذهب تعبي وجهدي هباءً.
ويشير الرميم إلى ما حققه من نتائج، حيث كان نتيجة للاستفادة من التجارب السابقة لمزارعي بيت اعلل بمديرية الحيمة الخارجية، مضيفاً أن البن اليمني يشتهر بجودته العالية، ومنوها ً بضرورة الاهتمام بشجرة البن، وعمليات الحصاد وما بعد الحصاد، ومنها التجفيف بالطرق الحديثة على أسرة التجفيف، والتقشير، والفرز وانتقاء العيوب التي تبلغ 17 عيباً، واختيار الحبوب بالحجم المطلوب 15حفاظاً على جودة البن، والامتناع عن الأسمدة الكيماوية.
ويشيد المزارع محمد الرميم بالمزاد الوطني للبن، والذي يعتبر لبنة وطنية حقيقية في سبيل النهوض بقطاع البن واستعادة أمجاده التاريخية، باعتباره نافذه للترويج والتسويق للبن اليمني، موضحاً أن الفوز بالمزاد الوطني سيكون له دافعاً وحافزاً كبيراً لمواصلة العمل في قطاع البن والتوسع في زراعته والبحث عن ما هو جديد.
ويؤكد الرميم أنه بعد إعلان نتائج المزاد قامت بغرس 6000 شتلة بن، داعياً المزارعين للتوجه نحو زراعة البن والاهتمام بالمعاملات الصحيحة، للحصول على منتج بجودة عالية.
أما المزارع فواز الارياني من مديرية القفر بمحافظة إب و الذي فاز بالمركز الرابع في المزاد فيقول: “كانت الفرحة كبيرة عندما تم اعلان النتائج وأنا ضمن الفائزين، وهذا بفضل الله سبحانه وتعالى، واتباع مراحل الإنتاج من القطف والتجفيف والتخزين والتقشير والفرز والتنقية، وهي التي ساهمت في دخول منتج البن في المنافسة، مبيناً أن السعر الذي حققه بلغ 360$ للكيلوجرام، صنف عديني”.
ويشيد الارياني بجهود القائمين على المزاد الوطني، وهم الجنود المجهولون الذين يعملون خلف الكواليس، وينصح المزارعين والمنتجين بالاهتمام الكبير بشجرة البن والتركيز على عمليات القطف والتجفيف والتخزين.

المزاد يعزز قيمة البن
وفي السياق نفسه يشير رئيس اتحاد جمعيات منتجي البن الأستاذ محمد حسن عثمان إلى أن المزاد الوطني للبن يعد حدثاً تسويقياً ونشاطاً نوعياً، ينظم بشكل دوري كل عام ويحظي باهتمام كبير من مزارعي البن، ويمثل مناسبة هامة للتفاعل بين مزارعي البن اليمني وعشاقها.
ويضيف عثمان أن المزاد الوطني يعزز من قيمة البن اليمني ويسهم في تحسين دخل مزارعي البن في اليمن.
ويقول: “شهد المزاد إقبالًا كبيرًا من قِبل عشاق القهوة اليمنية ومحترفي صناعة القهوة ومتذوقيها، في العالم وحقق نتائج جيدة جعل كل مزارعي البن يشعرون بالفخر والاعتزاز بالبن اليمن كموروث ثقافي تاريخي”.

نتائج المزاد تحفز المزارعين
من جانب آخر يقول المهندس محمد قايد حارث مدير عام تنمية البن:” على الرغم أننا لانزال في بداية الطريق للدخول في تنفيذ مزادات للبن اليمني إلّا أنه وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى حقق المزاد الوطني الثاني للبن طفرة وقفزة نوعية للعودة إلى المكانة الحقيقة للبن اليمني على مستوى العالم”.
ويضيف: “حقق المزاد نتائج ممتازة بقيادة فريق مبدع من الشباب، وبالتعاون ما بين الوزارة ممثلة بالإدارة العامة لتنمية البن، واللجنة الزراعية والسمكية العليا، ممثلة بوحدة البن، والذين عملوا بروح الفريق الواحد، وإن شاء الله المواسم القادمة يكون عدد المشاركين أكثر.
ويؤكد محمد حارث أنّ ما تحقق من المزاد هو تحفيز المزارعين للاهتمام بالطرق السليمة والتنافسية لمحصول البن.
ويقول إن إنشاء المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن دليل على اهتمام القيادة السياسية بالمحصول والتي أصدرت قراراً جمهورياً بذلك، موضحا ً أن أهم ما في مواد القرار هو التركيز على محصول البن من خلال 3 محددات رئيسية وهي تنمية الانتاج، والتسويق، والاستثمار.

أسلوب حديث للتسويق
وعلى صعيد متصل يؤكد نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية الأستاذ علي هارب أن المزاد من الأساليب الحديثة لتسويق البن.
ويضيف أن المزاد الوطني الثاني حقق نتائج عديدة منها:
-إعادة الثقة بهذا المحصول واستعادة وتعزيز سمعته، التي عُرف بها منذ القِدم.
-دعم القيمة الاقتصادية للبُن، وتشجيع المزارعين للتوجه نحو التوسع في زراعته.
-يعتبر نقلة نوعية في مسار تطوير البُن والنهوض بمنتجاته.
-المزاد يخدم عملية ترويج البُن وتسويقه عالمياً.
-المزاد صنع تنافساً بين المزارعين للوصول إلى معدلات مرتفعة من الجودة، وزيادة التوسع في المساحات المزروعة.
ويشيد نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية بجهود القائمين والعاملين في المزاد، وبالشفافية والوضوح، في تنفيذ المزاد، واستخدام أحدث التقنيات والأساليب في استلام الكميات وفرزها وفحصها وتزويدها ونقلها للخارج ومتابعه أدق التفاصيل حتى ترجع النتائج من الدول الأجنبية، معتبراً ذلك انجازاً؛ نظراً للظروف التي تعيشها اليمن.
ويوضح علي هارب أن الخطط القادمة التي ستعمل عليها اللجنة الزراعية والسمكية العليا تتمثل في التوسع في المزاد حتى الوصول إلى أسواق عالمية كثيرة، وعينات أكثر، وفتح اسواق جديدة لهذا المحصول النقدي التاريخي، وإعداد آلية لزيادة عدد الشركات المصدرة، والعمل على تسهيل اجراءات الصادرات الزراعية، بالإضافة إلى إعداد أدلة ارشادية لتحسين المعاملات الزراعية والتسويقية لمحصول البن، مما يساهم في تقليل نسبة الفاقد وتحسين الجودة، وتغيير الثقافة الاستهلاكية للمجتمع حتى يكون البن المشروب المفضل والوحيد داخل اليمن، وكذلك تطوير وتحسين المهرجانات والمعارض الخاصة بالبن.

المزاد فرصة للجميع
من جهته يقول المدير التنفيذي للمزاد الوطني الأستاذ محسن حاتم عاطف يقول إن المزاد الوطني فرصة حقيقية لعشاق القهوة حول العالم، والذي أطلقه مجتمع البُن اليمني.
ويضيف أن المزاد أتاح لجميع المزارعين في كل مناطق اليمن، بما في ذلك المنتجين ورواد الأعمال والشركات واتحاد البن والجمعيات لم يُستثنى أحد، وهذه هي الميزة الكبيرة في المزاد الوطني.
ويوضح محسن حاتم أن المزاد عبارة عن مبادرة تنظمها مجموعة من الجهات الفاعلة في قطاع القهوة في اليمن، بما في ذلك اتحاد وجمعيات البن المحلية ووحدة البن والغرفة التجارية والمنظمات غير الحكومية والخبراء والباحثين والأكاديميين، ويستخدم المزاد منصة إلكترونية مخصصة للمزادات اليمنية.
ويستعرض مدير التنفيذي المراحل التي مر بها المزاد منذ اختيار العينات بحسب المعايير والمقاييس المحددة، وإجراء الاستقبال والفحص الأولي للعينات المشاركة، حيث تم اختيار العينة التي تطابقت مع المعايير والمقاييس المحددة، وتسجيل الكمية المشاركة في النظام الآلي المخصص للمزاد، وتخصيص كود خاص لكل عينة، بعدها تم نقل العينات إلى مرحلة التخزين.
ويضيف: “تم نقل العينات إلى مرحلة تحميص العينات، وتذوقها من قبل خبراء الفريق الوطني للتذوق المحلي في المختبر الوطني للبن، ثم تنقل العينات إلى المرحلة الأخيرة للتذوق وهي إرسال العينات المختارة إلى خبراء دوليين معتمدين في تذوق القهوة المختصة لتقييمها واختيار المتأهلين”.
ويبين أن الكميات المشاركة كانت 83 عينة بكمية تتراوح حوالي 3000 كيلوجرام، ومن بين هذه العينات تم اختيار 17 عينة لـ 17 مشاركًا كمتأهلين للمرحلة النهائية.
ويقول إن المرحلة الأخيرة تبدأ بتدشين المزاد وإطلاقه لعالم القهوة، ويتضمن ذلك البروفايل الخاص بالمزاد والترويج الدولي بمشاركة عدد كبير من الخبراء والجهات المهتمة والمهمة في صناعة القهوة.
ويضيف أنه يتم عرض العينات المتأهلة في المزاد الوطني على المشتريين المحتملين، ويتم تحديد الأسعار من خلال عملية المزاد، مشيراً إلى أن طريقة الشراء تتم عبر منصة إلكترونية متخصصة، حيث يقوم المشترون بتقديم عروضهم ومزايداتهم على العينات المعروضة بعدها يتم تحديد الفائزين بناءً على أعلى عروض السعر.
ويكشف المدير التنفيذي أن المزاد الثاني حقق إنجازات تاريخية، حيث وصل سعر أغلى محصول إلى 976 دولارًا أمريكيًا للكيلو الواحد.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. تشتهر اليمن بزراعة اجود انواع البن في العالم، وعبر ميناء المخاء تم تصدير القهوة الى جميع دول العالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى