م. عبد السلام يحيى
تُعد الشعاب المرجانية من بيئات البحار والمحيطات ذات الأهمية البيئية الهائلة، حيث تشكل موطنًا حيويًا للعديد من الكائنات البحرية وتسهم بشكل كبير في تحسين جودة البيئة البحرية.
ونظراً لأهميتها فإن الحفاظ عليها يعد أمرًا ضروريًا للمحافظة على التوازن البيئي وضمان استدامة الحياة البحرية.
وتشير الدراسات التي تم اجراؤها في اليمن أن الشعاب المرجانية المتواجدة في المياه اليمنية، هي في الأساس شعاب ساحلية تحيط بالجزر اليمنية المترامية الأطراف، والتي يصل عددها الى أكثر من 186 جزيرة يمنية في البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن.
وتشكل الشعاب المرجانية حوالي 25% من الساحل اليمني، في البحر الأحمر، خليج عدن، وبحر العرب، ويقدر أنواعها بحوالي 300 نوع، وتتواجد معظم الشعاب والموائل المرجانية حول الجزر اليمنية، ولكن مع مجتمعات أنواع مختلفة.
وتتميز الشعاب المرجانية في مياه اليمن في البحر الأحمر في كونها تعيش في مياه أكثر دفئاً من درجة حرارة المحيطات الحالية، في حين أن الشعاب المرجانية شمال خليج عدن، تعد محدودة، بسبب البرودة الموسمية الشديدة والمرتفعة.
وتحيط الشعاب المرجانية بمجموعة جزر الحجر الجيري مثل جزيرة كمران وجزر فرسان الجنوبية، وبقية الجزر المحيطية البركانية في الساحل الغربي مثل مجموعات جزر حنيش وجزر زقر وجزيرة الزبيري.
ويمثل إقليم البحر الأحمر وخليج عدن نظاماً بحرياً ومدارياً فريداً وخليطاً، ويتميز بتنوع حيوي وموطن لعدد كبير من الأنواع البحرية المتواجدة فيها.
وتعتبر منطقة شرق خليج عدن وبحر العرب منطقة مصايد أسماك عالية الإنتاجية بسبب ظاهرة الانحدار الاستوائي مما يدعم شبكة غذائية تدعم المجتمعات السمكية في نهاية المطاف.
أهميتها
وللشعاب المرجانية أهمية كبيرة ومنها:
- أنها تسهم في التنوع البيولوجي، حيث تعتبر موطنًا للعديد من الأنواع البحرية، بما في ذلك الأسماك الملونة واللافقاريات البحرية، كما توفر هذه الشعاب بيئة فريدة للكائنات البحرية.
-تعمل الشعاب المرجانية كحاجز طبيعي يحمي السواحل من تأثير الأمواج الكبيرة والعواصف البحرية، وتساعد في تثبيت التربة وتحسين جودة المياه الساحلية. - كما أنها تسهم في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال اعتماد الكثير في المناطق الساحلية على الشعاب المرجانية كمصدر للرزق، سواء من خلال صيد الأسماك أو السياحة البحرية. وتشجع الشعاب المرجانية على تطوير الاقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل.
- تُعتبر الشعاب المرجانية مصدرًا هامًا للدراسات العلمية، حيث يتم فهم العديد من العمليات البيئية والاكتشافات الطبيعية من خلال دراستها. تساهم هذه الدراسات في تقديم حلول لتحديات البيئة البحرية.
طرق الحفاظ على الشعاب المرجانية:
يجب تعزيز التوعية حول أهمية الشعاب المرجانية وتأثيرات الأنشطة البشرية عليها، وذلك من خلال توعية الناس وتشجيعهم على تقليل النفايات البلاستيكية والممارسات البيئية الضارة، والذي يسهم في الحفاظ على هذه البيئة البحرية.
- كما يتطلب القيام بعملية تنظيم أنشطة الصيد، لتجنب التأثير السلبي على الشعاب المرجانية، وفقدان الأسماك بشكل كبير يؤدي إلى انخفاض التوازن البيئي في هذه المناطق.
- ويتوجب مكافحة التلوث البيئي وضمان جودة المياه البحرية، عن طريق التقليل من تصريف المواد الكيميائية الضارة والحفاظ على مياه البحر نظيفة.
- ويتوجب تطوير أساليب استدامة للسياحة البحرية، مع التركيز على تقليل التأثير البيئي والحفاظ على البيئة البحرية.
برامج الزراعة المرجانية:
يُمكن تعزيز حياة الشعاب المرجانية من خلال برامج الزراعة المستدامة، حيث يتم زراعة ونقل الشعاب المرجانية لتعزيز نموها وتجديدها.
المصادر: - التقرير الوطني للتنوع البيولوجي في اليمن هيئة حماية البيئة. 2014م.