البذور قوت الإنسان وطعامه
تعد البذور الركيزة الأساس لقوت بني الإنسان إذ أنها مستودع الإمكانات الوراثية لأنواع المحاصيل وأصنافها التي تنشأ عن التحسين المستمر، والانتخاب المتواصل على مر الزمن؛ لذلك يعتبر تحسين المحاصيل وتقديم بذور ومواد زراعة عالية الجودة لأصناف مختارة إلى المزارعين أمر ضروري لضمان تحسين الإنتاج المحصولي، وتلبية متطلبات التحديات البيئية المتزايدة، حيث يعتمد الأمن الغذائي على أمن البذور وتوافرها لدى المجتمعات الزراعية.
اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي
و يقول مسؤول صيانة واختبار وتقييم الأصناف في المؤسسة العامة لإكثار البذور المهندس شفيق الخولاني إلى أن إكثار البذور بدون صيانة يؤدي إلى اصابتها بعملية تدهور في النقاوة عن طريق الخلط الميكانيكي بالحصادات وفي الخلط داخل لمخازن أو عن طريق الخلط في الإبذار.
ويضيف الخولاني أن أهمية الصيانة تكمن في اعطاء البذور إنتاجية عالية وخالية من الشوائب والأصناف الغريبة،مؤكدا أن الصيانة تعطي بذرة جيدة متجانسة في النمو والشكل وذات إنتاجية عالية.
ويشرح المهندس شفيق الخولاني طرق صيانة البذور من خلال الدخول في حقل من حقول الأساس التابع للمؤسسة العامة لاكثار البذور، وانتخاب من 300 إلى 500 سنبلة من كل صنف، وتوضع كل سنبلة في كيس مستقل، وفي الموسم التالي يتم زراعة كل سنبلة في خط مستقل، يتم مراقبتها للتأكد من مطابقتها لمواصفات الصنف، موضحا أنه إذا وجد خط مريض أو ضعيف غير مطابق للصنف يتم استبعاده.
ويواصل: «نقوم بحصاد كل خط أو صنف لحاله وتسمى هذه البذور (بذور نسل) ناتج هذه الخطوط يزرع في الموسم الثاني على مستوى قطاعات صغيرة تسمى قطاعاتB مساحتها 5×5 ناتج قطاع تزرع في مساحة أكبر تسمىC ناتج هذا القطاع تسمى بذور المربي، ويتم مراقبة هذه القطاعات للحفاظ على مواصفاتها، ويتم حصادها كل صنف على حده، وناتجها يسمى (بذور ماقبل الأساس أو بذور المربي) تصل لنصف هكتار، وناتج بذور المربي تزرع في مساحات كبيرة لإنتاح بذور الأساس وناتج هذه المساحة يتم التعاقد بها مع المزارعين لإنتاج بذور أساس.
ويوضح الدكتور شفيق أن لدى مؤسسة البذور أصناف البذور صنف سبأ وصنف بحوث13 وغنيمي وحضرموت وأوسان وسهيل، ونعيم، وشبام، وهذه هي الأصناف الأساس التي يتم تداولها في المؤسسة العامة لإكثار البذور.
وبالإضافة لوجود بذور لمحاصيل الشعير السداسي عرفات، والصنف الأشموري والسقلا، والسوداء، كما توجد لدى المؤسسة بذور الذرة الشامية سيتي لاجوس بعمر 3 أشهر، وتعز2 بعمر خمسة أشهر.
ويشير مسؤول تقييم الاصناف إلى أن المؤسسة العامة بدأت في إكثار بذور البقوليات مثل العتر البلدي والفاصوليا والفول ظفار1 ظفار2 وشبام، والبازلاء، ومحصول الدجرة ومحصول الصويا.
ويذكر الخولاني أن عمليات الصيانة تتم يدويا من خلال فك الخطوط للبذار، وعملية البذار، وعملية الري والتنقية، والتعشيب، والحصاد خصوصا في المراحل الأولى لتحاشي أي خلط ميكانيكي.
ويؤكد أننا إذا امتلكنا بذرة تم صيانتها، نكون امتلكنا بذرة ذات جودة ونقاوة عالية، مقاومة للأمراض وخالية من الشوائب، وهي الخطوة الأولى للوصول إلى إنتاجية عالية واكتفاء ذاتيا، وهذا ما نتطلع اليه جميعنا، منوها ً أن المؤسسة في المستقبل ستعمل على صيانة محاصيل وأصناف أكثر.
بنوك مجتمعية
من جهته يوضح فايز مونس مسؤول وحدة البذور في اللجنة الزراعية والسمكية العليا أن بنوك البذور هي بنوك مجتمعية في الجمعيات، تكون في كل مديرية وفي كل قرية، حيث يتم تجهيز البذور وغربلتها وتعقيمها وتخزينها.
ويشير إلى أن بنك البذور المجتمعية تكون موجودة في كل المجتمعات، وتكون محمية من الاستهداف.
ويضيف أن توفير البذور من المديريات وغربلتها وتعقيمها وتوزيعها على الجمعيات وتحسين البذور بعمل تجارب في أماكن متعددة وأصناف متنوعة، لإنتاج أصناف جديدة عبر التهجين.
ويؤكد أن مسؤول وحدة البذور تقوم بتأهيل منسقي البذور، وعمل دليل للمنسق ليعرف ماهي المهام التي يقوم بها داخل الجمعية، بالإضافة إلى أن التنسيق بين المزارعين فيما بينهم في توفير قروض من مزارع إلى مزارع، وإعدد خمسة منتجي بذور في كل مديرية ابتداءً من المديريات النموذجية، والبحث عن الأصناف النادرة وتحسينها وصيانتها، من محاصيل القمح،و الذرة الشامية، والبقوليات،و فول الصويا، والفاصوليا الرقشاء، والبيضاء، والعتر والبازلاء، والسمسم الأبيض، ودوار الشمس وكذلك الأرز.
النقاوة البذور
بدوره يرى مسؤول الإنتاج والإشراف الفني في وحدة البذور باللجنة الزراعية أصيل الشرفي أن عملية تنقية النباتات الغريبة تعد عملية دقيقه وفي غاية الأهمية وهي عبارة عن فحص الحقل باليد وإزالة النباتات الغريبة التي تسلك سلوكا شاذا عن بقية النباتات في الحقل للمحافظة على نقاوة الصنف.
ويقول إن هذه العملية تعتبر إحدى العوامل الأساسية في إنتاج البذور الجيدة وتجزئ عملية التنظيف والتنقية في حقول إنتاج البذور لتخلص من جميع النباتات الغريبة والأعشاب الضارة مثل (الشوفان البري، والشعير والخردل، والمسكرة أو الزيوان).
ويشدد الشرفي على ضرورة إزالة الشعير من حقول القمح، وكذلك القمح من حقول الشعير، ونباتات القمح الشاذة في الطول أو لون السنبلة من بين نباتات القمح المتجانسة، والتخلص من النباتات المريضة والحاملة للأمراض الفطرية مثل التفحم السائب.
ويوضح مسؤول الإنتاج والأشراف الفني مراحل عملية التنقيه أثناء نمو المحصول،و قبل تزهير النباتات، وبعد التزهير وطرد السنابل وقبل الحصاد، وذلك للتخلص من النباتات الغريبة والشاذة وهي إحدي العمليات الهامة لتجنب عوامل الخلط الرئيسية التالية:
-1 الخلط الوراثي الناتج عن التلقيح الخلطي مع نباتات غير مرغوب فيها في الحقل.
-2 الخلط ميكانيكي ناتج عن خلط البذور اثناء الحصاد أو الغربلة أو البذار وتأتي.
ويشير الشرفي الى أن النباتات غير المرغوب فيها تأتي من :
-1 أن البذور المستخدمة في الزراعة يكون بها خلط وراثي.
-2 أن البذور المستخدمة في الزراعة نفسها تكون بها خلط ميكانيكي.
-3 عدم العناية والاهتمام بنظافة المعدات والالات الزراعية التي تستخدم للزراعة والحصاد والعمليات الزراعية وأثناء التداول والتخزين.
ويشير المهندس أصيل إلى أن النقاوة في البذور تنقسم الي قسمين:
-1 النقاوة الوراثية: تعني انتخاب أو استنباط صنف أو أصناف من المحاصيل ذات صفات وراثية جيدة في الإنتاج ومبكرة النضج ومقاومة لبعض المؤثرات مثل الأمراض، والملوحة والجفاف، كذلك ذات صفات متجانسة وثابته وتتم هذا العملية من قبل مربي الاصناف (المراكز البحثية).
-2 النقاوة الطبيعية:
تعني كمية البذور النقية المماثلة للصنف المعني الخالي من بذور المحاصيل الأخرى وبذور الأعشاب والمواد الخاملة الأخرى (البذور المكسورة، أو الضامرة –القش – والاتربة والأحجار).
خطوات التنقية
ويشرح الشرفي لخطوات العملية التي يجب مراعاتها أثناء عملية التنقية (تنظيف الحقول) وهي:
-طاقم العمل لا يزيد عن ستة أفراد لأن الزيادة في العمال ينتج عنه الحديث أثناء إجراء التنقية وعدم التركيز.
- أن يكون العمال مدربون وعلى معرفة بالنباتات الغريبة.
-أن يكون سير العمال في صفوف جنبا إلى جنب ولا يسبق أحدهم لأخر، وكل عامل يسير ويفحص شريط من 3—4 امتار، أو من 5—8 خطوط طبقا لارتفاع النباتات، وينظر العامل أمامه بمسافة 5—10 امتار فقط، وأن يسير المشرف على العمال وراء العمال للتأكد من حسن سير العمل.
-اقتلاع النباتات غير المرغوبة فيها من جذورها وتجمع النباتات بعيدا عن الحقل، ويتم التخلص منها وعدم تركها بالقرب من المحصول.
-يفضل العمل في الصباح أو بعد الظهر لسهولة التعرف على النباتات مع زاوية الشمس. - كما يفضل أن تتم عملية التنقية في الجو الساكن الخالي من الرياح الشديدة.
- في نهاية كل شوط توضع علامة على آخر الطلعة لتحديد الطلعة الجديدة، وتكون الشمس في ظهر العامل لكي يتعرف على النباتات بشكل جيد.
