
نواة لحفظ التنوع الحيوي للجمهورية اليمنية
يعتبر المركز الأصول الوراثية من أهم المركز التخصصية في جامعة صنعاء والجمهورية اليمنية، حيث تم انشاء المركز في العام 1999م، ويهدف إلى تجميع أصول المصادر الوراثية الموجودة في الجمهورية اليمنية، وحفظها من الانقراض والاندثار.
اليمن الزراعية – خاص
ويقول مدير مركز الأصول الوراثية بجامعة صنعاء الدكتور محمد حميد الأسودي إن مركز الأصول الوراثية يعتبر نواة لتأسيس مركز للتنوع الحيوي والمعرفة المحلية، مضيفاً أنه بدأ التحضير لإنشاء مركز الأصول الوراثية عام 1997م، بجامعة صنعاء نتيجة لأن مجمل نشاط البحث العلمي الزراعي في الجامعات ومراكز الأبحاث، ترتكز على مدى توفر الموارد الوراثية النباتية، والتي يمكن تحسينها واستخدامها في برامج التربية وإنتاج الأصناف الزراعية النباتية الملبية لشروط الإنتاج، بالإضافة إلى أن الاهتمام بالمصادر الوراثية صار قضية عالمية تحظى بدعم كل الدول والمنظمات للحفاظ عليها من الانقراض.
ويوضح الدكتور الأسودي أن كلية الزراعة تتوفر فيها تجهيزات أساسية لإنشاء هذا المركز بالإضافة إلى توفر الإمكانيات العلمية والبحثية والفنية وهذا ما ساهم في إنشاء مركز الأصول الوراثية.
ويستعرض أهداف مركز الأصول الوراثية ومنها:
- جمع الأصول الوراثية للعينات النباتية المختلفة (محاصيل زراعية- رعوية-خضروات- فاكهة- نباتات زينة- ونباتات طبيعية) من مختلف الأقاليم المناخية لليمن، بالإضافة لتجميع المعلومات المختلفة والتي تشمل على المعلومات البيئية والطبيعية والنشاط الإنساني اللازمة لإعداد بطاقات الهوية لكل عينة مجمعة.
- توصيف وتقييم وتقسيم نباتي للعينات النباتية المجمعة في المعامل والمزرعة من أجل استكمال خارطة المعلومات وبكافة الهوية لكل عينة مجمعة.
- حفظ هذه العينات في البنك الوراثي سواء كانت بذوراً أو أجزاء نباتية أو حبوب اللقاح وغيره.
- إكثار الأنواع والأصناف والاستفادة منها في برامج التحسين الوراثي للأصناف والأنواع النباتية الزراعية المختلفة.
- القيام بكل النشاطات العلمية ودراسة الأثر والانجراف الوراثي لهذه الأنواع.
- إقامة المحميات الطبيعية والحدائق النباتية بالتنسيق مع الجهات المختلفة.
- العمل على دراسة وحفظ وتقييم المصادر الوراثية الحيوانية والاستفادة منها في تحسين الوراثي.
- جمع وتوثيق للمعرفة المحلية في استغلال المصادر والتي تمثل موروثاً لابد من الأخذ به في تنمية الزراعة المستدامة.
- إقامة برامج تدريبية وتأهيلية متخصصة وورش عمل في مجال المصادر الوراثية والتنوع الحيوي.
- إصدار النشرات والمجلات والمطبوعات المختلفة، ونتائج الأبحاث والدراسات المتعلقة بأنشطة المركز، بما لا يتعارض مع اللوائح المنظمة لذلك في الجامعة.
أهمية المركز
ويقول مدير مركز الأصول الوراثية إن المركز يكتسب أهميته نظراً لما تتمتع به اليمن من موروث زراعي وطبيعي لكافة نشاطات وأشكال الزراعة التي مورست في اليمن منذ آلاف السنين، والتي معها وجدت آلاف الجينات والموارد والأصول الوراثية الطبيعية التي تكونت خلال الحقب الزمنية القديمة، وهذا يتطلب القيام بحفظها من الضياع والاندثار خاصة مع التقلبات المناخية والبيئية الشديدة، بالإضافة إلى الفعل التدميري المباشر وغير المباشر للإنسان، والذي أدى إلى فقدان الآلاف من الأنواع النباتية والحيوانية، محذراً من أن ضياعها فإننا نفقد أهم مرتكزات الانطلاق نحو المستقبل، والاستفادة منها في إنتاج الأصناف والأنواع الزراعية الملائمة للظروف البيئية اليمنية.
ويشدد الأسودي على ضرورة حفظ الأصول والمدخرات الوراثية النباتية.
رسالة المركز
ويشير الدكتور محمد الأسودي إلى أن مركز الأصول الوراثية يعنى بحفظ الأصول الوراثية النباتية والحيوانية، من خلال استكشاف وحصر وجمع وتوصيف وتقييم وحفظ جميع الأصول الوراثية المحلية وإتاحتها للاستخدامات البحثية والتنموية، بالإضافة إلى تحسين وتطوير الخبرات والمعارف للكوادر الوطنية في مجالات التكنولوجيا الحيوية والهندسة الوراثية، وتحوير الصفات الوراثية للمحاصيل الاقتصادية، ويضيف أن المركز يسعى إلى تنفيذ البرامج والبحوث التطبيقية، وعقد دورات وورش عمل وندوات ومؤتمرات في هذا المجال.
البنية التحتية
من جانبه يشير الدكتور محمد حميد إلى أن المركز يمتلك مبنى متكامل يحتوي على تجهيزات أولية وأساسية، غرف تبريد(بنك وراثي)، مختبر مصمم لاستخدام التقنيات الحيوية وزراعة الأنسجة، والذي لايزال يحتاج إلى الكثير من المستلزمات والأجهزة، غرف النمو، مزرعة لحفظ وإكثار العينات النباتية. ومزرعة، وصوبة زجاجية، وكادر مختص من الاساتذة والفنيين في كلية الزراعة.
البنك الوراثي
ويوضح مدير مركز الأصول الوراثية أن من ضمن ما يمتلكه المركز هو البنك الوراثي، والذي يتسع لحفظ أكثر من 20000 عينة نباتية على المدى المتوسط والبعيد، مبيناً أن ما يوجد لدى المركز من عينات محفوظة في البنك الوراثي ما بين 3000 إلى 3500 عينة، أغلبها عينات الحبوب مثل القمح، والذرة الرفيعة، والذرة الشامية، والدخن، والشعير، ومن البقوليات العدس واللوبيا، والفاصوليا، والعتر وغيرها، بالإضافة لعينات من الخضار المتنوعة، والمحاصيل الصناعية، والنباتية قليلة الاستخدام، وبعض الأشجار المتنوعة التي جمعت من مناطق مختلفة، ويتم حفظها وزراعتها في مزرعة المركز.
ويشير إلى أن المركز يعمل على توصيفها بقدر الامكانيات المتاحة وبحسب الأولوية وفقاً لبرنامج زمني.
ويواصل مدير مركز الأصول الوراثية الحديث عن البنية التحتية التي يمتلكها المركز ومنها مزرعة بحثية يتم فيها تنفيذ الكثير من البرامج الخاصة بالإكثار والتجديد للبذور والتوصيف، بالإضافة للكثير من الأشجار التي جمعت من مناطق مختلفة من اليمن، إلى جانب وجود مذخر وراثي لأصناف البن التي جمعت من كثير من المناطق.
ويؤكد مدير مركز الأصول الوراثية أن لدى المركز خطط مستقبلية طموحة تتمثل في التوسع في بنيته التحتية، لاستيعاب أكثر عدد من العينات في البنك الوراثي.
ويرى الاسودي أن المركز يحتاج إلى إنشاء مباني ومختبرات خاصة بالمركز، وتوفير الأجهزة والمستلزمات الأساسية، وإنشاء مزرعة نموذجية، كما يطمح المركز إلى الاسراع في جمع الأصول الوراثية المختلفة سواء النباتية أو الحيوانية من جميع مناطق اليمن، خوفاً من فقدها مع مرور الزمن، وتوصيفها حقلياً ووراثياً وتوثيقها وإصدار منشورات متنوعة عنها.
ويرى الدكتور محمد حميد الأسودي أن المركز يواجه عدة صعوبات تعيق عمله وتنفيذ برامجه ومنها عدم توفر ميزانية تشغيلية للمركز، وعدم توفر وسيلة مواصلات للمركز، ضعف البنية التحتية للمركز، وعدم توفر بعض الأجهزة و المستلزمات الأساسية مثل أجهزة التوصيف الوراثي للعينات باستخدام تقنية البصمة الوراثية، وأجهزة قياس الصفات الحقلية، وأجهزة التوثيق المختلفة، وأجهزة التغليف، وأجهزة تقدير الصفات النوعية والكشف عن المركبات، وبعض الأدوات الزجاجية والمواد الكيميائية الأساسية، كما ويشيد الدكتور الأسودي بالدعم المتواصل من قبل مؤسسة الحبوب وخاصة في برامج تجديد البذور.