تقاريرصحافة

تـكدس كبير وتدني في الأسعـار

تـكدس كبير وتدني في الأسعـار

متوسط سعر سلة الطماطم في مجمع باجل عبوة 20 كجم 800 إلى 1000ريال

مـحصــول الطمـاط فـي محافظـة الحديــدة

تشهد محافظة الحديدة تحديات جمة في قطاع الزراعة، وتحديداً فيما يتعلق بمحصول الطماطم الذي يعتبر مصدراً مهماً للدخل للعديد من المزارعين في المحافظة، إلا أنهم يواجهون تحديات كبيرة تتمثل في كساد المحصول، وتدني أسعاره في الأسواق المحلية، حيث تم تسجيل انخفاض حاد في سعر السلة عبوة عشرين كيلوغرامًا من الطماطم، ووصل سعرها إلى ألف ريال، وهو ما يكبد المزارعين خسائر باهظة.

اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي

ويقول المزارع بشير الجعيدي أحد مزارعي الطماطم في مديرية باجل إن تدني أسعار محصول الطماطم مشكلة قائمة، ولا بد من تدخل الجهات المعنية، وأن تعمل على إيجاد حلول لهذه المشكلة المتكررة في كل عام.
ويشير الجعيدي إلى أن المزارعين يتكبدون خسائر كبيرة عند الزراعة منها تكاليف المدخلات من بذور وسموم، ومبيدات ثم تكاليف العمالة، وصولاً إلى تكاليف النقل.
ويضيف: وأمام هذه الأموال الطائلة التي يدفعها المزارع، عندما نأتي إلى السوق نتفاجأ بالأسعار المحبطة، فسعر السلة 28 كيلو بألف ريال، أي أن الكيلو يساوي 30 ريالاً وهذا ما نعتبره نحن تدميراً كلياً للمزارع التهامي.

ارتفاع التكاليف وتدني الأسعار
من جانبه يقول المزارع عبدالله يحيى أحد مزارعي الطماطم في مديرية الزيدية إن المزارعين يعانون من نقص الموارد المائية، وارتفاع تكاليف الإنتاج، مما يؤثر سلباً على جودة المحصول وكميته، ويشتكي أيضاً من تدني أسعار الطماطم في الأسواق المحلية، مما يجعل من الصعب على المزارعين تحقيق أرباح ملموسة لتحسين معيشتهم وتعويض خسائرهم.
ويشير المزارع عبدالله إلى أن المزارعين يحرصون على اختيار أجود أصناف الطماطم، كالموزة والزهراء إلا أن تكدس المحصول أفقدها قيمتها وجودتها.
بدوره يقول رئيس جمعية الجراحي الأستاذ محمد المزجاجي: “نحن في تهامة دائماً ما نواجه كساد محصول الطماطم في كل موسم زراعي من كل عام وتدني أسعاره، مشيراً إلى أن العديد من المناطق تشهد تكدس كميات كبيرة من الطماطم، مما يؤدي إلى تدهور جودتها وفقدان قيمتها التجارية.
ويبين أن الجمعية لديها خطط تهدف إلى توفير التدريب والتوجيه المهني للمزارعين، بالإضافة إلى تبادل المعلومات وتنظيم الورش والمدارس الحقلية لتعزيز الممارسات الزراعية المستدامة وتنظيم عملية الانتاج لمواجه كساد المحاصيل، مطالبا ً الجهات الرسمية بتقديم المساندة للجمعية حتى تتمكن من تنفيذ تلك الخطط.
ويواصل: «الآن الطماطم وغداً المانجو وكساد الانتاج المتكرر في كل موسم يدمر المزارع التهامي، ويهدد اقتصادنا الوطني، ويضعف مقاومته وصموده في وجه التكالب العالمي عليه والمؤامرات المستمرة التي يجب أن تستنفر كل الجهود لنهضة زراعية تنموية شاملة”.
ويشير المزجاجي إلى أن مديرية الجراحي من أهم مديريات السهل التهامي في انتاج الخضروات ومنها الطماطم بكمية انتاج تتراوح بين 3000 – 4000 طن تقريباً، منوهاً إلى أنه تم التواصل مع فرع الاتحاد التعاوني الزراعي بالحديدة، ومع المؤسسة العامة للخدمات الزراعية واللجنة الزراعية والسمكية العليا، ومصنع باجل لإنتاج الصلصة، وحتى هيئة تطوير تهامة، وللأسف لا توجد حلول تناسب المزارع، ولا توجد حلول جذرية لمشكلة متكررة كل موسم.
ويقول المزجاجي: “رغم تدخل مصنع باجل، ولكن بأثر سلبي للأسف حيث يستقبل كميات الانتاج بأسعار لا تغطي حتى تكاليف النقل والتحميل بالنسبة لمزارعي المديرية، حيث يستقبل السلة بأسعار 1000 ريال للدرجة الممتازة في الجودة، و800 للدرجة متوسطة الجودة، و600 للدرجة الأقل جودة، مع تحمل المزارع تكاليف النقل والتحميل والتنزيل أيضاً وهو ما يفوق 700 ريال للسلة الواحدة أياً كانت جودتها.
ويضيف: “كنا وما زلنا نطالب بإيجاد مركز استقبال انتاج للمصنع عن طريق الجمعية داخل المديرية نفسها، بحيث يتم الشراء مباشرة من المزرعة، أو حتى مركز استقبال في المربع الجنوبي للمحافظة يتوسط عدداً من المديريات، وللأسف لم يتحقق هذا حتى الآن.
أما عن التحديات، فيشير المزجاجي إلى أن هناك مجموعة من التحديات تواجه عمل الجمعية للحد من تكدس المحصول منها:
-1 عدم توفر مراكز استقبال المنتج بمناطق قريبة من موقع الانتاج.
-2 غياب التخطيط للإنتاج وغياب التخطيط للتسويق أيضاً.
-3 عدم توفر وسائل نقل للجمعيات الزراعية لتسويق المنتجات أياً كان نوعها.
-4عشوائية المزارع وتكرار الأخطاء الانتاجية في كل موسم.
-5 غياب كوادر الارشاد الزراعي المؤهلين لمساندة الجمعية في بناء وعي زراعي انتاجي وتسويقي.
-6 استخدام المبيدات بشكل عشوائي، وهو ما يترك أثراً للمبيد ربما يمنع تسويقه خارجياً في حال وجود مثل هذه الفرص.
-7غياب معاملات التسويق المميزة من حيث التعبئة والتغليف والفرز حسب الجودة والالتزام بوزن محدد للسلة وغيرها.
-8عدم توفر ثلاجات مركزية لتخزين الانتاج وتنظيم العرض والطلب في السوق.
ويضيف أنه من خلال زياراتنا المستمرة للميدان الزراعي، العمل المباشر مع المزارعين نستطيع القول إننا يمكن لنا تلخيص مناشدات المزارعين للدولة والجهات المختصة في النقاط التالية:
■ التدخل كجهة رسمية لتنظيم العرض والطلب في السوق بأدوات الدولة وامكانياتها، وهناك مقترحات يمكن طرحها في حينه لدعم المنتج الزراعي بدون تكاليف أو أعباء مالية جديدة على الدولة.
■ فتح أسواق جديدة داخلياً وخارجياً والعمل المكثف لإنتاج حلول وبدائل ومقترحات تسويقية خارج الوطن.
■ انشاء شركات تصدير للمنتجات الزراعية تستخدم آلات حفظ وتخزين وتعليب حديثة.
■ توفير مراكز استقبال المنتجات الزراعية في المديريات عن طريق الجمعيات التعاونية الزراعية بالتنسيق مع الاتحاد الزراعي، ووزارة الزراعة، ووزارة الصناعة والتجارة والجهات الأخرى ذات العلاقة.
■ توفير المدخلات الزراعية بداية من البذور وحتى اكتمال عمليات الانتاج والتسويق بطرق ميسرة وبأقل تكلفة وبجودة وفعالية وبقروض حسنة لمدة زمنية مناسبة للمزارع.
■ تشجيع انشاء معامل التعليب والصناعات الغذائية واستيراد الآلات والمعدات في هذا الشأن واعفائها من الجمارك بحيث تصل لمن يرغب في الاستثمار بأقل تكلفة ممكنة.
■ عقد مؤتمر عام يدعى اليه أهل الرأي والخبرة والاختصاص لطرح حلول للتسويق تعمل على جذب الاستثمارات في مجالي التسويق الزراعي والحيواني والخروج برؤية شاملة استراتيجية لعشر سنوات على الأقل يتم فيها وضع خطط طموحة وقابلة للتنفيذ والبدء في التنفيذ فور انتهاء المؤتمر.
■ التعاقد مع شركات داخلية أو خارجية (عربية أو اسلامية) بضمانات وشروط وقواعد عمل تتناسب مع رؤيتنا ومسيرتنا الزراعية والانتاجية ونوفر لمثل هذه الشركات عوامل الجذب لتبدع في العمل وترتقي بأساليب التسويق والتصدير ونحقق من خلالها حل لإشكالاتنا المزمنة ونكسب دخل اضافي مميز وعملة أجنبية تبني اقتصادنا المقاوم وتعزز صموده.
للتعرف على دور إدارة التسويق الزراعي بالهيئة العامة لتطوير تهامة في الحد من تكدس محصول الطماطم فقد حاولنا التواصل بمدير الادارة ولأكثر من مرة ولكنه لم يتواجب معنا على الرغم من أننا أرسلنا له عدة رسائل نصية.
غياب آلية التوزيع
بدوره مسؤول السوق المركزي بمدينة القطيع عبدالملك عمران يشير إلى أن سوق القطيع يستقبل محاصيل زراعية من مختلف المناطق في تهامة.
ويقول عمران: “بالنسبة لمحصول الطماطم فإن العديد من المناطق الزراعية في تهامة تعاني من تكدس المحصول، حيث يتراكم الإنتاج الزراعي الزائد دون وجود آليات فعالة للتسويق والتوزيع.
ويذكر أسباب تكدس الطماطم ومنها: زيادة الإنتاج الزراعي، ونقص التخزين الملائم، وضعف البنية التحتية للتوزيع، وتغيرات في الطلب السوقي.
ويشير إلى أن تكدس محصول الطماطم يؤدي إلى تدهور جودتها وفقدان قيمتها التجارية، مما يتسبب في خسائر مالية كبيرة للمزارعين وتجار الجملة، بالإضافة إلى ذلك، ينتج عن التكدس هدر كبير للموارد الزراعية المهمة مثل المياه والأسمدة والعمالة الزراعية، وفي بعض الحالات، يتم التخلص من هذه الثمار الطازجة بالكامل، مما يؤثر على البيئة ويزيد من التلوث.

حلول ومقترحات
ويستعرض عمران الحلول التي يمكن اتخاذها لحل مشكلة تكدس محصول الطماطم ومنها:

  1. تنظيم الإنتاج والتسويق، حيث ينبغي أن تلعب الحكومة دوراً فعالاً في تنظيم عملية الإنتاج والتسويق للحد من التكدس، ويمكن تنفيذ ذلك من خلال تحديد كميات الإنتاج الملائمة وتوجيه المزارعين إلى زراعة محاصيل أخرى في حالة اكتمال سوق الطماطم.
  2. الاستثمار في التصنيع والتصدير: يجب تشجيع الاستثمار في صناعة المنتجات المشتقة من الطماطم، مثل صلصة الطماطم، وعصير الطماطم، وتشجيع التصدير، هذا سيساعد في تحويل المحاصيل الزائدة إلى منتجات ذات قيمة مضافة وتوسيع فرص التصدير.
  3. التوعية والتثقيف: يجب توجيه جهود التوعية والتثقيف للمزارعين والتجار والمستهلكين حول أهمية التخطيط الجيد للإنتاج والتسويق وضرورة تقليل التكدس، ويمكن توفير مشورة فنية وتدريب للمزارعين لزيادة فهمهم لعمليات الإنتاج والتسويق.
  4. التعاون الرسمي والشعبي: يجب تعزيز التعاون الرسمي والشعبي لتبادل المعرفة والخبرات في مجال إدارة المخزون الزراعي والتسويق، ويمكن تطوير برامج ومشاريع مشتركة بين الدولة والجمعيات الزراعية للتعاون في الحد من تكدس محصول الطماطم.
    وفي سياق متصل يقول مدير مجمع باجل للصناعات الغذائية الأستاذ إبراهيم السواري إن المجمع عمل على توفير مجال مفتوح لكافة المزارعين والجمعيات الزراعية لتوريد الكميات الفائضة من محصول الطماطم.
    ويؤكد أن المجمع يقوم بدور كبير في شراء واستيعاب كميات كبيرة من الطماطم وذلك للعمل قدر الإمكان على مواجهة تكدس المحصول في تهامة وانقاذ المزارعين من تلف المحصول، مبينا ًأن المصنع يعمل منذ أكثر من عشرة أيام على مدار الساعة لاستقبال كميات الطماطم من المزارعين.
    ويشير السواري إلى أن الآلية التي يتم من خلالها شراء المحصول هي أولاً توقيع العقود مع المزارعين مباشرة، أو مع الجمعيات الزراعية، ثم يتم توريد كميات الطماطم للمصنع وتقييمها حسب الجودة المناسبة لعملية التصنيع ويتم موافاتهم بسند استلام رسمي ليتم على ضوئه دفع القيمة لهم.
    ويبين السواري أن المجمع يستقبل في اليوم قرابة خمسة آلاف طن من الطماطم، بمتوسط سعر من 800 إلى 1000 ريال للسلة الواحدة عبوة 20 كجم، مؤكداً أن المجمع يسعى إلى تطوير عمليات التصنيع والتعبئة والتغليف لمحصول الطماطم عبر صناعة معجون الطماطم “الصلصة” من أجل زيادة القيمة المضافة للمحصول وتوسيع الفرص التجارية للمزارعين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى