فضل فارس
ما يتعلق بالاحتطاب الجائر للأشجار، فهو بحد ذاته معضلة سلبية تؤدي بالبيئة الشجرية المثمرة والطبيعية إلى الهلاك والانعدام الكلي أو الجزئي، وبالتالي كل ذلك يؤثر سلباً على الحياة البيئية.
فالاحتطاب الجائر له أثر كبيرة على البيئة، حيث يتسبب في زيادة التصحر، وتقليص الغطاء النباتي، والقضاء على الكثير من الكائنات الحية التي تسكن وتهاجر متنقلة من مكان إلى آخر بحثاً عن الأشجار.
أضف إلى ذلك ما يسببه من نقص للأكسجين العامل الرئيسي للحياة على هذه الدنيا، وما يترتب عليه أيضاً في هذا الجانب من تبعات وبائية ومسببات للأمراض الفيروسية وغيرها.
على هذا المنوال أيضاً كم هي جذور الاحتطاب الجائر السلبية التي تمتد والكثير غافل عنها ولا يدركها إلى كثير من المجالات المرتبطة بحياة الناس والتي تصل أيضاً إلى الأثر المرهق للاقتصاد الوطني في الدولة.
الاحتطاب الجائر للأشجار البيئية يمثل عاملاً من عوامل انعدام أو تقليص فاعلية البيئة الحية المساعدة على وفرة الحيوية النشطة للمجال الحيواني والزراعي عمودا الاقتصاد الوطني.
فعندما يتم الاستهداف الجائر بالاحتطاب المباشر لهذا المجال الحيوي، فبالتأكيد أن ذلك سوف يؤثر سلباً على الحياة البيئية للحيوانات بشتى أصنافها، وبالتالي يتقلص منتوجها ويتضاءل حتى يصبح بمحدودية قليلة جداً.
وعندئذ يصل هذا الأثر على الجانب الاقتصادي لهذا البلد فيقل الاستثمار ويتضاءل التمويل الايرادي من هذا الجانب الحيوي الهام الذي يقتات منه أيضاً شريحة واسعة من أبناء هذا الشعب.
لذلك، إذا جئنا لنستقرئ الوضع ولنتحرى لنكون على إطلاع كامل بما يحدثه ذلك العامل الواحد فقط من ضرر في الاقتصاد المحلي وذلك لجانب واحد من هذه الجوانب الحيوية وهو ما يتعلق بتربية النحل وانتاج العسل لها على مرور العام، وكم هو الأثر البالغ الذي قد يلحقه هذا التصرف غير الرشيد من الاحتطاب أو القطع الجائر للأشجار بهذا الجانب الاستثماري، والرافد التنموي الكبير للاقتصاد، في هذا البلد، وهذا فقط لعامل أو جانب واحد دع عنك الجوانب الحيوية والاستثمارية الأخرى، في هذا الإطار
تغذية ورعي وتسمين الأغنام والماعز والأبقار والإبل وغيرها من الحيوانات الأخرى.
وهذه الثروة الحيوانية والتي جميعها تقطن وتستفيد من البيئة الشجرية الخضراء، والغابية أليست جميعها من تتضرر ويقل إنتاجها ومنتوجها السنوي، و بالتالى “مع أيضاً التضرر الصحي والطبي المستفيد من تلك الطبيعية “الناتج المضر عن هذا العامل إلى أي هرم إداري في الدولة تصل تلك التضائلات الحيوية؟!
كل ذلك لو أننا أخذنا بخلاصة الاستقراء الشامل لهذا المجال لوجدنا وباخذ المعطيات البينة من كل ما قد ذكر
إننا حقيقة أمام معضلة كبيرة، تهدد البيئة الحيوية بشقيها الأساسية كذا تلحق الضرر البالغ بالاقتصاد الوطني مع ما تلحقه كذلك من أثر بقوت وأسباب الرزق لكثير من الناس.
وأمام هذه الكارثة يتوجب علينا التوعية بخطورة وأضرار الاحتطاب الجائر، والعمل على عمل مواثيق ومراقيم محلية بمنع الاحتطاب الجائر، والالتزام بمواعيد قطع الأشجار، كما كان يعمل الآباء والأجداد، وكذلك يتوجب على الدولة سن وتشريع القوانين التي تحافظ على البيئة وتحميها، وتمنع القطع المفرط للأشجار، نظراً لأضرارها سابقة الذكر، كما يتطلب كذلك التفاعل في غرس الأشجار والعناية بها، والحفاظ عليها، وأن تكون الشجرة عنواناً للحياة، والحفاظ عليها واجب وطني وديني.