تنـوع زراعـي يلبـي احتياجـات الثـروة الحيوانيـة
تعتبر الأعلاف أحد العناصر الرئيسة في تطوير وتعزيز الثروة الحيوانية، وتعد محافظة الحديدة بتهامة المصدر الرئيس للأعلاف في اليمن، نظراً لتميزها بتنوع زراعي، وعوامل طبيعية تتيح زراعة مجموعة متنوعة من الأعلاف التي تلبي احتياجات الثروة الحيوانية.
اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي
وفي هذا السياق يشير المهندس حسن الطشي مدير فرع المؤسسة العامة للخدمات الزراعية بالحديدة إلى أن توفر الأعلاف الغذائية المتنوعة في تهامة يعزز من إنتاجية الماشية، ويسهم في رفع مستوى الثروة الحيوانية.
ويضيف أن الأعلاف المزروعة في تهامة توفر مصادر غذائية متوفرة واقتصادية للمربين، وتسهم زراعة الأعلاف في تحسين الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي في الأعلاف.
من جهته يقول المهندس علي باعبود الخبير في الإنتاج الحيواني بالهيئة العامة لتطوير تهامة إن تهامة تتميز بزراعة مختلف الأعلاف، مبيناً أن علف العجور يحتل مكانة بارزة في زراعة الأعلاف ويتضمن الذرة الرفيعة والدخن.
ويضيف باعبود إن تهامة تزرع إلى جانب العجور زراعة القطن والدجرة في موسم الخريف بكميات كبيرة، والتي يتم استخدام نباتاتها كعلف للماشية، موضحاً أنها تحتوي على نسب عالية من البروتين والألياف مما يجعلها خيارًا مغذيًا للحيوانات، بالإضافة إلى الحشائش وأعلاف أخرى تستخدم لتغذية الأبقار لزيادة انتاج الحليب كاللِبنا والقٍطبا والحِشفا وهي أعلاف تزرع في خبت تهامة بشكل كبير.
ويؤكد باعبود أن زراعة الأعلاف في تهامة توفر العديد من الفوائد التي تسهم في تنمية الثروة الحيوانية والتي تتضمن توفير الغذاء المستدام للماشية، وتقليل تكاليف الإنتاج، وتعزيز الاقتصاد المحلي، وتحسين الأمن الغذائي، ويمكن أن تشكل زراعة الأعلاف قاعدة قوية لتطوير قطاع الماشية في المنطقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في الأعلاف.
ويذكر أن العوامل التي جعلت من تهامة منطقة خصبة ومناسبة لزراعة الأعلاف ومنها:
- التربة الخصبة: تتميز تهامة بتربة خصبة وغنية بالمواد العضوية، مما يوفر بيئة مثالية لنمو النباتات وتطورها، القدرة الاستيعابية الجيدة للتربة يمكنها أن تحتجز الماء بشكل جيد، مما يساعد على توفير الرطوبة اللازمة لنمو الأعشاب والنباتات العلفية.
- المناخ المناسب: تهامة تتمتع بمناخ صحراوي معتدل، حيث تكون الأمطار معتدلة ومتوزعة بشكل جيد على مدار العام. هذا المناخ يوفر فترات نمو مناسبة للنباتات العلفية ويسهم في إنتاجية الأعلاف.
- المياه الجوفية: توجد مصادر مياه جوفية وأنهار في تهامة، مما يسهم في توفير المياه اللازمة للري وزراعة الأعلاف، وجود نسبة كافية من المياه يعزز نمو النباتات العلفية ويساهم في زيادة إنتاجية الماشية.
تحديات وصعوبات
ويقول المهندس باعبود إنه وعلى الرغم من وجود كل المقومات التي جعلت من تهامة منطقة خصبة ومناسبة لزراعة الأعلاف إلا أن هناك عدة تحديات تواجه تعزيز زراعة الكثير من الأعلاف في تهامة، من أهمها ما يلي:
- عدم وجود الدعم المالي للمزارعين: يعتبر نقص الموارد المالية أحد التحديات الرئيسية التي تواجه زراعة الأعلاف في تهامة، فقد يعجز المزارعون عن توفير الموارد المالية لشراء البذور والأسمدة والمعدات الزراعية اللازمة لزراعة الأعلاف بكفاءة. فيجب توفير دعم مالي وتمويل ملائم للمزارعين لتمكينهم من استثماره في زراعة الأعلاف وتحسين الإنتاجية.
- قلة المعرفة والتوعية: يعاني بعض المزارعين في تهامة من قلة المعرفة والتوعية بأفضل الممارسات في زراعة الأعلاف، وقد يكون لديهم قلة الوعي بالتقنيات والاستراتيجيات الحديثة لزراعة الأعلاف وتحسين الإنتاجية، فيجب توفير برامج تدريبية وتوعوية للمزارعين لتعزيز المعرفة والمهارات في مجال زراعة الأعلاف.
- الاستدامة البيئية: تهامة تعتبر منطقة بيئية حساسة، ولذا يجب الاهتمام بالاستدامة البيئية التي تعد تحديًا هامًا في زراعة الأعلاف. من خلال توجيه الجهود نحو تبني ممارسات زراعية مستدامة، والتي تحافظ على التنوع البيولوجي وتقلل من استخدام المبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية الضارة بالبيئة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال استخدام تقنيات زراعة مثل الزراعة العضوية والزراعة المحافظة على الماء كالزراعة المائية لإنتاج مختلف الاعلاف.
وفي السياق نفس يشير رئيس جمعية الزهرة الزراعية علي الحجاجي إلى أهمية تعزيز دور تهامة كمصدر رئيسي للأعلاف.
ويقول الحجاجي: ” ينبغي تعزيز الاستثمار في البنية التحتية الزراعية والري، وتوفير التدريب والتوجيه الفني للمزارعين، وتعزيز الأبحاث الزراعية المتعلقة بزراعة الأعلاف، إلى جانب تعزيز التعاون والشراكات بين المزارعين والجهات الحكومية والقطاع الخاص لتعزيز استدامة زراعة الأعلاف، ويضيف
يجب المضي قدمًا في توسيع نطاق زراعة الأعلاف، وتحقيق أقصى استفادة من خلال استغلال الإمكانات المتاحة في ذلك، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف وتعزيز الاقتصاد المحلي وتعزيز الثروة الحيوانية في المنطقة”.