إرشاداتصحافة

صناعة العلف الحيواني

د. محمد الضوراني

يلعب الاهتمام بتدوير مخلفات الحاصلات الزراعية دوراً ايجابياً في التخلص من هذه المخلفات، وبالتالي تقليل نسبة التلوث البيئي خصوصاً في المناطق الزراعية، أو بالقرب من مصانع حفظ وتعليب المواد الغذائية اذ تتبع أساليب غير سليمة للتخلص من هذه المخلفات.
خاصة وأن معظم هذه المخلفات من المواد العضوية سريعة التحلل، والتي تحتوي على العديد من الكائنات الحية مثل الخمائر والفطريات والحشرات وغيرها، مما يشكل إضراراً بالغاً بالبيئة داخل المصانع وعند التخلص من هذه المخلفات خارج المصانع، فإنها أيضاً تشكل ضرراً أكثر بالبيئة، وبالتالي على الصحة العامة للسكان.
لذا يتوجب الاستفادة من هذه الفضلات، وتحويلها إلى مواد مفيدة مثل الأعلاف والأسمدة العضوية وهذا التوجه يعمل على تعزيز اقتصاديات المزارع.
بالنسبة للمخلفات الزراعية تشمل الجزء أو الأجزاء من النبات الذي لم يستغل اقتصادياً، أي أنه الجزء غير الاقتصادي من أي نبات مثل الأحطاب والعروش والقش وغير ذلك.
ويمكن تعريفه أيضاً بأنه كل ما ينتج بصورة عرضية أو ثانوية خلال عمليات إنتاج المحاصيل الحقلية سواء في أثناء الحصاد، أو الجمع، أو الإعداد للتسويق، أو التصنيع لهذه المحاصيل.
ونظراً لما يمكن أن تقوم به هذه المخلفات في توفير الأعلاف للحيوانات، فقد توصل البحث العلمي إلى إمكانية إيجاد أعلاف بديلة من المخلفات الزراعية الحقلية من خلال تقطيعها وإغنائها ببعض المركبات الكيماوية وإنتاج أعلاف غير تقليدية لتغطية العجز الحالي في الأعلاف وخاصة مخلفات الإنتاج الزراعي ومعامل التصنيع الغذائي كما يلي:
أولاً: مخلفات المزارع (تبن القمح – تبن الشعير – تبن الفول – تبن البرسيم – تبن الحمص – قش الأرز – حطب الأذرة الشامية – حطب الأذرة الرفيعة – حطب القطن – حطب السمسم – تبن العدس – تبن الحلبة) بالإضافة إلى قوالح الأذرة واوراق الخضر وات والفواكه).
من الممكن تخصيص جزء منها في تصنيع أعلاف غير تقليدية تغطى الفجوة الموجودة في الأعلاف الحالية.
لقد أجريت بحوث مكثفة لاختيار أنسب المعاملات لزيادة القيمة الغذائية للمخلفات الزراعية الحقلية غير المستغلة حالياً في تغذية الحيوانات على أن تكون هذه المعاملات سهلة وقابلة للتطبيق من قبل الفلاح مع تحاشى التكنولوجيا التي تحتاج إلى مهارات كبيرة في التطبيق، وأن تتم بتكاليف مناسبة، وفي متناول مربى الحيوان بالقرية ولا يؤدي تحويل هذه المخلفات إلى أعلاف إلى مخاطر صحية سواء للحيوان الذي سيتغذى عليها أو الإنسان الذي سيتغذى على ألبان ولحوم هذه الحيوانات.
وتتم الاستفادة من المخلفات النباتية عبر التحويل البيولوجي للمركبات السيليوزية بتنمية بعض الفطريات على المخلفات الزراعية مثل قش الأرز، الأحطاب لتحسين قيمتها الغذائية ورفع معامل هضمها وزيادة محتواها البروتيني والمغذيات الأخرى مثل الفيتامينات، علاوة على مقدرة الفطريات على بناء البروتين الفطري، مما يساهم في زيادة المحتوى البروتيني للمخلفات النباتية، وبالتالي سد جزء كبير من النقص في الموارد العلفية الخشنة التي تدخل في صناعة الأعلاف بنسب تتراوح ما بين 50-30 % في الأعلاف المتكاملة للحيوانات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى