حواراتصحافة

أستاذ البستنة في كلية الزراعة والأغذية والبيئة بجامعة صنعاء المهندس إلياس مانع في حوار مع “اليمن الزراعية”

إذا اهتم المزارعون بالتقليم فسيجنون ثماراً ذات جودة عالية وخالية من الأمراض

قال أستاذ البستنة بكلية الزراعة والأغذية والبيئة بجامعة صنعاء المهندس إلياس مانع إن التقليم يعد من العمليات الزراعية المهمة التي لا تقل أهمية عن بقية العمليات الزراعية.
وأشار مانع في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” إلى أن معظم المزارعين لا يهتمون بالتقليم والذي يسهم في تحسين جودة الثمار، ويقلل من الإصابة بالآفات الزراعية.

حاوره / مدير التحرير

■ بدايةً.. عرفنا والقارئ الكريم عن أهمية التقليم للأشجار؟
أهمية التقليم لا تقل أهمية عن العمليات الزراعية الأخرى مثل الري، وعملية التعشيب والتخلص من الحشائش، وعملية مكافحة الأمراض.. هذه كلها طبعاً تصب في مصلحة الأشجار، وللأسف التقليم رغم أهميته لا يأخذ الاهتمام الكبير؛ نظراً للجهل بأهميته، وأحياناً يكون بالقصور نوعاً ما في عملية التوعية والارشاد.
ومن أهمية التقليم ما يلي:

  1. يحسن من جودة الثمار من حيث الحجم والشكل والتلون.
    ٢. يعمل على دخول أشعة الشمس إلى قلب الشجرة، ويحسن التهوية، وهذا يقلل من الإصابات بالآفات.
    ٣. التخلص من الأفرع المريضة والمصابة.
    ٤. التخلص من ظاهرة المعاومة، أو ما يسمى بتبادل الحمل في الأشجار.
    ٥. يساعد في تكوين أفرع جديدة كل سنة.
  2. يعمل التقليم على التوازن بين المجموع الخضري والثمري من جهة والمجموع الجذري من جهة أخرى.
  3. يساعد على سهولة حصاد الثمار؛ وذلك بالتخلص من الأفرع المتزاحمة.

■ ما هي أنواع التقليم؟
أنواع التقليم كثيرة جداً، ولكن ما هو شائع هو:
أولاً: التقليم الكأسي:
يكون شكل الشجرة كأسي، أي أن قلب الشجرة مفتوح، ويجرى تقريباً في معظم أشجار الفاكهة، ويشترط في الشجرة ما يلي:

  1. حمل الثمار يكون على أفرع حديثة.
    ٢. نمو الأفرع في الشجرة يكون أفقياً.
    ٣. تعرض الثمرة لأشعة الشمس بشكل مباشر معظم ساعات النهار يحسن من جودتها.
    ثانياً: التقليم بطريقة القائد المحور:
    يجرى عادة على أشجار التفاح والكمثرى، وفيها يترك الجذع الرئيسي للشجرة مع نمو الأفرع من هذا الجذع، ويكون شكل الشجرة النهائي هرمي ويشترط في الأشجار ما يلي:
  2. حمل الثمار فيها على أفرع قديمة.
    ٢. نمو الأفرع يكون رأسياً.

■ متى مواعيد التقليم؟
سؤال ممتاز جداً للأمانة، لكن قبل الإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف أننا عادةً نقسم أشجار الفواكه بحسب المناخ المناسب، وطبعاً يهمنا في المناخ هي درجات الحرارة، فالعامل الرئيسي لعملية توزيع أشجار الفاكهة هو المناخ بالذات درجات الحرارة في المناطق التي تنخفض فيها درجات الحرارة في فصل الشتاء أقل من سبع درجات مئوية، ولا ترتفع فيها درجات الحرارة في فصل الصيف عن 35 درجة مئوية.
معروف أن هذه المناطق تزرع فيها أشجار متساقطة الأوراق، وهي الأشجار التي تتميز عادةً من الأشجار التي تدخل في طور السكون الشتوي، وتتساقط فيها الأوراق عن الأشجار وبالتالي في نوع من الحماية من انخفاض درجات الحرارة، أما المناطق التي تكون درجات الحرارة مرتفعة، مثل منطقة تهامة، مأرب، الجوف، حضرموت، سواء ساحلية أو صحراوية، تزرع فيها أشجار مستديمة الأوراق.
بالنسبة لمواعيد التقليم، وبالنسبة للأشجار متساقطات الأوراق ذات الثمار الحجرية، التفاح، والرمان، وغيرها.. هذه أشجار الموعد المناسب للتقليم هو في فصل الشتاء، فعندما تدخل الأشجار في طور السكون، بعد اكتمال تساقط الأوراق ننتظر أسبوعاً، أو عشرة أيام، بعدها نبدأ عملية التقليم، وأحياناً لا تكون الظروف مناسبة لتساقط الأوراق، وهذا يجعلنا ننتظر حتى تدخل الأشجار في طور السكون اجبارياً من خلال اسقاط الأوراق يدوياً.
أما الأشجار مستديمة الاخضرار مثل الموالح والمانجو وغيرها لا تدخل في طور السكون الشتوي، ولكنها تحتاج إلى عملية التقليم، رغم عدم استجابتها لعملية التقليم مثل الأشجار متساقطة الأوراق، ولكن التقليم مهم جداً لها، والذي يكون في أي وقت من أوقات السنة، ولكن التقليم يكون في الأفرع المصابة أو مكسورة، أو متزاحمة، وننوه أن التقليم لا يكون في موسم الازهار، أو الاثمار ماعدا ذلك يكون التقليم ممكناً.

■ حدد لنا ماهي الأشجار التي تحتاج إلى تقليم؟
جميع الأشجار تقلم، لا نستطيع أن نقول إن هناك أشجار لا تقلم، لكن أحياناً إذا لم نقوم بعملية التقليم، هناك بدائل مثل عملية الخف، وعندما يكون تزاحماً شديداً جداً في الثمار، نضطر للقيام بعملية تقليل الثمار المتزاحمة، حتى تكون جودتها عالية.. عموماً جميع الأشجار تحتاج إلى تقليم ماعدا النخيل.

■ هل هناك طرق محددة أو معينة للتقليم؟
لابد أن يقوم بعملية التقليم شخص لدية خبرة ومهارة، يعرف كيف يقلم الأشجار، ويفرق بين تقصير الأفرع وتقليمها، لأن أي خطأ يتم في عملية التقليم تكون نتائجه كارثية على الإنتاج، خاصة أن أشجار الفاكهة تنتج مرة واحدة في العام، عكس الخضروات.

■ ما هي شروط للتقليم؟
من شروط التقليم، هي المواعيد المناسبة للتقليم، والتي تكون في طور السكون، لكن حالياً لدينا التغيرات المناخية مثل سقوط الأمطار في غير مواسمها، كما حصل عندنا في فصل الشتاء، وهذا يسبب خروج الأشجار عن طور السكون.

■ لو نتطرق لموضوع عمر الشجرة الذي يكون مناسباً للقيام بتقليمها؟
الشجرة مثل الإنسان يحتاج إلى تربية من صغره، وكذلك الشجرة تحتاج إلى تقليم، وهو ما يسمى بتقليم التربية، والذي يكون في بداية زراعتها إلى موعد الإثمار.
وبعدها يكون عندنا التقليم والذي يسمى تقليم الاثمار.

■ هناك أمثلة يمنية تحدثت عن التقليم مثل العنب «بقس العنب في حد عشر والسبع تبدي كرومة» .. هل هذا المثل يتطابق مع العلم الحديث فيما يخص تقليم العنب؟
نعم هذا مثل صحيح 100%، وميزة العنب أنه يختلف عن بقية أشجار الفاكهة في عملية التقليم ومخاطره، وما إلى ذلك، حيث يحتاج إلى خبرة، فمن يقوم بعملية التقليم، بخلاف الأشجار الأخرى، حيث في العنب لابد تلتزم بموعد محدد، وكذلك عملية التقليم، وعدد البراعم لابد تأخذ بالاعتبار، وعلى أي أساس تقص الغصن، أو الفرع من العين الثالثة أو الرابعة وهكذا.

■ عند تقليم أشجار العنب.. كم المسافة المحددة التي يتم تركها في الغصن أو ما يسمى العقد كم عدد العقد؟
سؤال ممتاز جداً، لا يوجد عدد معين لكن في شروط منها:
أولاً: عدد القصبات والتي تعني الفروع التي تحمل الثمار، فكلما كانت عدد القصبات كثيراً، كلما قصرنا في مسافة التقليم.
ثانياً: قوة الفرع كلما كان الفرع قوياً كلما كانت المسافة أطول، فمثلا العنب العاصمي يكون الفرع قوياً، وبذلك يكون التقليم مسافة أطول، بخلاف العنب الأبيض الرازقي، والذي يكون التقليم من العين الثالثة أو الرابعة.

■ مثلا ًأشجار الحمضيات يكون موسم حصادها في فصل الشتاء وهو ما يعرف بالسكون للأشجار، فمتى يكون موعد تقليمها؟

يكون تقليمها بعد انتهاء موسم قطف الثمار، وتقليم الأفرع المصابة والمتشابكة.

■ أيهما أفضل تقليم الأشجار قبل أن تسقى بالماء أم بعد السقي؟
طالما وأن التقليم يكون بعد دخول الأشجار في طور السكون لابد أننا نكون قد قمنا بعملية الري بعد جنى الثمار وكذلك التسميد المناسب لتعويض الأشجار ما فقدته من مواد غذائية أثناء عملية الاثمار.

■ عندما تتعرض الأشجار لتساقط حبات البرد وقد تم تقليمها هل يتم تقليمها مرة أخرى؟
علينا الرجوع إلى أضرار تساقط البرد، هل أصاب بعض الفروع أو لم يؤثر عليها، فأي فرع تأثر بتساقط البرد يتم تقليمه.

■ كلمة أخيرة
ندعو جميع المزارعين أن يتهموا بعملية التقليم مثلما يهتمون بالعمليات الأخرى مثل الري والتسميد وغيرها، حتى يجنوا ثمار ذات جودة عالية، وخالية من الأمراض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى