نموذج رائد وتنوع في الشتلات
اليمن الزراعية – محمد صالح حاتم
وسط مدينة إب الخضراء يبرز مشتل إب الزراعي كواحة خضراء، تتنوع فيها الشتلات، وتتزين الأرض بألوان الأزهار المتعددة.
و بجهود القائمين على المشتل، وفي ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، استطاع المشتل الحفاظ على شتلاته، بل وتزايدت أعدادها وتنوعت أصنافها، ما بين شتلات مثمرة، وأخرى حراجية، وشتلات الزينة، حيث لم يكن انعدام الموارد عائقاً أمام مكتب الزراعة والري بمحافظة إب، بل كان دافعاً ومحفزاً للتوسع في المشتل، وهو ما جعله المصدر الأول للشتلات في اليمن وخاصة شتلات البن.
ويعتبر مدير مكتب الزراعة والري بمحافظة إب المهندس حمود الرصاص مشتل إب الزراعي هو المشتل المركزي الذي يقوم بتمويل الشتلات لجميع المحافظات، وخاصة شتلات البن، مشيراً إلى أن الشتلات التي يتم انتاجها في مشتل إب تمتاز بجودتها، ولخلوها من جميع الأمراض، والتي يتم انتاجها تحت إشراف مهندسين متخصصين في هذا المجال.
ويشيد بجهود المهندسين والعمال الذين بجهودهم وصمودهم وتفانيهم في العمل بقي مشتل إب مخضراً، وينتج الشتلات، رغم توقف المرتبات، وانعدام النفقات التشغيلية، بسبب الحرب والعدوان والحصار.
البنية التحتية
ويبين المهندس حمود الرصاص أن المساحة الكلية للمشتل 14 هكتار، والمساحة المزروعة 12 هكتارات.
وعن البنية التحتية للمشتل يبين كذلك أن المشتل يمتلك 28 بيتاً محمياً، بالإضافة إلى اثنتين مظلات كبيرة للطقسية، كما يتوفر في المشتل 2 آبار مياه، منوهاً إلى أن الصعوبات والتحديات التي يواجها مشتل إب كثيرة ومتعددة ولكن أبرزها عدم وجود نفقات تشغيلية.
وعلى الرغم من الصعوبات والعوائق إلا أن الرصاص يؤكد أن لديهم طموحاً في المكتب للوصول بإنتاج 2 مليون شتله ما بين فاكهه وزينة وحراجية، اضافة إلى زراعة الخضروات بأنواعها إن شاء الله.
ويقول الرصاص: “نحتفل في كل عام في الثالث من مارس بموسم التشجر، حيث تحتفل به السلطة المحلية، والمكاتب التنفيذية والجمعيات، والاتحادات وصندوق النظافة، وطلاب المدارس والجامعات.
ويضيف: “يتم تدشين موسم التشجير برعاية محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي اللواء الدكتور عبد الواحد صلاح، والأخ وكيل أول المحافظة رئيس اللجنة الزراعية والسمكية بالمحافظة بغرس الشتلات في الحدائق، والمنتزهات والمدارس، والشوارع وكذلك توزيع شتلات إلى المديريات بالمحافظة، ويتم توزيع ونشر نشرات ارشاديه للمزارعين الذين يقومون بزراعة الحقول الارشاديه في جميع المديريات.
ويشير إلى أن هذا الموسم له طابع خاص حسب توجيهات القيادة الثورية من سماحة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي-يحفظه الله- بتوزيع وانتاج من مشتل إب الزراعي اثنين مليون ومائه وخمسة وستين ألف شتلة، منها مليون وخمسمائة ألف شتلة بن، والباقي شتلات فاكهه وحراجية، وشتلات زينة.
أنواع الشتلات
من جانبه يشير مدير المشتل المهندس محمد عبده صالح إلى أن المشتل يأتي اليه المزارعون من جميع المحافظات، وتوزع لهم الشتلات برسوم رمزية وبعضها مجاناً.
ويبين أن عدد الشتلات المتوفرة في المشتل مليون شتلة بن منها معدة وجاهزة للتوزيع، وبعضها ماتزال صغيرة، موضحا ً أن ما يتم توزيعه من شتلات يتم زراعة بديلاً عنها، ويبلغ عدد الشتلات الاخرى 500 ألف شتلة متنوعة.
ويذكر المهندس محمد عبده أن مشتل إب تتواجد فيه أنواع متعددة من الشتلات وهي:
-1 الفواكه ( بن- وجوافة، وتين، ورمان، ومشمش، وعنب الفلفل، وفراولة، ودنيا، وعنب، واليمون، ومورنجا، واوفوكادو، وحديثا تم انتاج التفاح).
-2 الشتلات الحراجية:( ورد جوري، بنت القنصل، مليسة، هيسكاس، إكليل الجبل، شيخ، نتنة، شاي زينة، رجل البط، بكرندة، قطيفة جاروينا متنوعة، ونكا، مستحية، سرو، دورنتا، فيكاس، كلفةحمراء، من جريت).
-3 الشتلات الحراجية:( ساج، طنب، فلفل كاذب، توعب.
ويقول إن المشتل يعتمد على التشغيل الذاتي، حيث يبلغ عدد الكادر 12 عاملا ً، ويتم تعبئة الأكياس بعد الدوام الرسمي، حيث يأخذ كل عامل أجرته في حينها، وكل كيس له سعر منها ب 50ريالاً، ومنها 20 ريالاً، وبعضها 10ريالات، ويشمل تعبئة الكيس مع زراعته.
ويشير إلى أن ما نسبته 90% من البذور من داخل المشتل، حيث يتواجد لدينا أمهات نأخذ منها البذور والعقل، وبعضها من خارج المشتل، مؤكداً أن البذور والشتلات يتم انتقاؤها بعناية، ومن مصادر موثوقة بحيث تكون خالية من الأمراض.
ويستعرض العمليات الزراعية والتي تبدأ بشراء البذور الخاصة بالبن من العدين من أشجار يتراوح أعمارها 70 عاما أو من أمهات قديمة، وهي بذور سليمة وخالية من الأمراض، ومن ثم يتم فصل القشرة عن البذرة وزراعتها بشكل جماعي لمدة 3 أشهر، ثم تنقل إلى أكياس منفردة، وبعد ذلك يتم سقيها، والاعتناء بها، ثم توزع على المزارعين، ويضيف بقية الشتلات منها البذور ومنها العقل كلاً في مواسم زراعته، مبيناً أن مشتل إب تتواجد فيه شتلات نادرة ومنها الافوكادو والمورنجا.
ويوضح أن المشتل يمتلك شبكة ري ممتازة، وتوجد مظلات متنوعة حرارية وتل، ويبلغ مساحة المظلة الكبيرة 100متر في عرض 50 متر، والبيوت المحمية مخططة ومنظمة إدارة مع مخازن.