تقاريرصحافة

ركـيـــزة للـتنميــة الـزراعيــة المستـدامـة

المشــاتــل الــزراعيـــة

تلعب المشاتل الزراعية دورًا حيويًا في التنمية الزراعية المستدامة؛ كونها مصادر حية للنباتات التي تُستخدم في زراعة الأشجار المثمرة والخضروات والزهور.
وتعتبر المشاتل مراكز إنتاج الشتلات والبذور، وتُعد حجر الزاوية للتنمية الزراعية والتحسين الوراثي وتحقيق الأمن الغذائي.

اليمن الزراعية – أيوب أحمد هادي

ويقول مدير عام الهيئة العامة لتطوير تهامة المهندس فواز العذري ” تُعرف المشاتل الزراعية على أنها منشآت تهتم بإنتاج وتربية الشتلات والبذور، وتعتمد على تقنيات متقدمة لتوفير بيئة مثلى لنمو النباتات، تتضمن تنظيم درجة الحرارة والرطوبة وتوفير الإضاءة المناسبة وتوفير التغذية اللازمة، وتتميز المشاتل الزراعية بتوفير نباتات ذات جودة عالية ومقاومة للأمراض والآفات”.
ويشير العذري إلى أن لمشاتل الزراعية أهمية كبيرة في التنمية الزراعية تتمثل في الآتي:

  1. توفير الشتلات عالية الجودة: تعمل المشاتل الزراعية على إنتاج شتلات ذات جودة عالية ومتنوعة، وتلعب هذه الشتلات دورًا حاسمًا في زراعة المحاصيل وتحسينها وزيادة الإنتاجية الزراعية.
  2. التحسين الوراثي: تساهم المشاتل الزراعية في تطوير وتحسين الأصناف النباتية بواسطة تقنيات التلاقيح والانتقاء والهجينة، وهذا يؤدي إلى تطوير محاصيل تتمتع بمقاومة أعلى للأمراض والظروف البيئية القاسية.
  3. توفير الأمن الغذائي: تعزز المشاتل الزراعية الأمن الغذائي من خلال زيادة الإنتاج الزراعي وتوفير مصادر موثوقة للغذاء، وتساهم في تنويع المحاصيل وتوفير الخضروات والفواكه طوال العام.
  4. الحفاظ على التنوع البيولوجي: تساعد المشاتل الزراعية في الحفاظ على التنوع البيولوجي من خلال الحفاظ على الأصناف النباتية النادرة والمهددة بالانقراض. وبفضل المشاتل الزراعية، يتم الحفاظ على التنوع الوراثي والبيولوجي للنباتات.
    ويلف العذري إلى أن الهيئة العامة تمتلك للعديد من المشاتل النموذجية في كافة المناطق الزراعية الشمالية والوسطى والجنوبية والتي تأثرت بفعل العدوان على بلادنا منذ العام ٢٠١٥م، وخرجت عن العمل بسبب توقف أنشطة الهيئة بعد أن كانت تنتج مختلف الشتلات من الفواكه والخضروات والنباتات الحراجية، مشيرا إلى أن الهيئة العامة لتطوير تهامة سعت و بكل جهد لإعادة تأهيل وتشغيل هذه المشاتل بكل الإمكانات المتاحة والمتوفرة.
    ويوضح أن هناك تقدم ملحوظ في إنتاج الشتلات، ومن المتوقع أن تبلغ إنتاجية مشتل الحسينية في المنطقة الزراعية الجنوبية من ثمانين ألفا إلى مئة وعشربن ألف شتلة خلال الدورة الإنتاجية الواحدة من أشجار الفواكه والحراجيات المتنوعه، مضيفاً أن هناك مشتل في المنيرة تم الانتهاء من تنفيذه، وبصدد بدء تشغيله والانتاج فيه وسعته ثمانين ألف شتلة في الدورة.
    ويؤكد أن ذلك سيخدم المنطقة والمديريات المجاورة بشتلات الخضروات والحراجيات، منوهاً إلى أنه خلال الستة الأشهر القادمة تم تنفيذ وانشاء ثلاثة مشاتل جديدة في ثلاث مديريات بتمويل من وحدة التمويل الزراعية في محافظة الحديدة.
    ويبين العذري أن ذلك يهدف إلى ما يلي:
    *توفير شتلات زراعية مرغوبة في مجتمع المزارعين مثل فواكه وخضروات وأشجار حراجيه.
    *توفير شتلات حراجية ومصدات للرياح والتصحر.
    *المساهمة في صيانة التنوع الحيوي وأكثر النباتات النادرة والمهدده بالانقراض.
    *توفير بيعة للتدريب والتعليم.

تحقيق الأمن الغذائي

ويدعو العذري إلى أهمية الاستثمار في هذا القطاع وتعزيز التطور التكنولوجي بهدف تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، مضيفاً أن الاستثمار في المشاتل الزراعية يلعب دورًا حاسمًا في تحقيق الأمن الغذائي، وذلك لعدة أسباب:

  1. زيادة الإنتاج الزراعي: المشاتل الزراعية تسمح بتكاثر النباتات بشكل سريع وفعال. ويمكن إنتاج عدد كبير من الشتلات والبذور ذات الجودة العالية في فترة زمنية قصيرة، و هذا يؤدي إلى زيادة إمكانية توفير المحاصيل الغذائية بكميات أكبر ومنتجات أفضل جودة.
  2. تنوع المحاصيل: المشاتل الزراعية تسمح بتربية مجموعة متنوعة من المحاصيل الغذائية، ويمكن زراعة الخضروات، والفواكه، والبذور، والنباتات الطبية، والعديد من المحاصيل الأخرى في المشاتل، و هذا يساعد على توفير مجموعة متنوعة من المواد الغذائية الضرورية لتلبية احتياجات السكان.
  3. توفير الموارد الزراعية: المشاتل الزراعية تعتبر مصدرًا مهمًا للشتلات والبذور والنباتات الأم للمزارعين، و يمكن للمزارعين الحصول على مواد زراعية عالية الجودة من المشاتل لاستخدامها في زراعتهم، و هذا يضمن توفر الموارد اللازمة للمزارعين ويزيد من إنتاجيتهم.
  4. مقاومة الأمراض والآفات: يمكن للمشاتل الزراعية أن تلعب دورًا هامًا في مكافحة الأمراض والآفات التي تؤثر على المحاصيل الزراعية، فعندما تتم تربية النباتات في بيئة محكمة الإغلاق ومحمية من العوامل البيئية الضارة، فإنها تكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض والآفات المحتملة، و هذا يساعد على تقليل فقدان المحاصيل ويحسن الأمن الغذائي.
  5. تقليل الاعتماد على الواردات: بفضل الاستثمار في المشاتل الزراعية وتعزيز الإنتاج المحلي، يمكن تقليل الاعتماد على واردات المنتجات الزراعية من الخارج، و هذا يقلل من التبعية عن الأسواق العالمية ويحمي البلدان من التقلبات في الأسعار والتوافر.
    وينوه إلى أهمية تعزيز الوعي بفوائد المشاتل الزراعية وتشجيع المزارعين في تهامة على اعتمادها في ممارساتهم خصوصاً وأن تهامة تمتلك مساحات زراعية واسعة وهي بحاجة إلى إزدهار هذا القطاع ليتناسب مع الجهود التي تسعى إلى تحقيق التنمية الزراعية.
    من جانبه يقول المهندس محمد يحيى الجرادي أحد أصحاب المشاتل الزراعية في تهامة إن المشاتل الزراعية لها أهمية كبيرة وبالغة في رفد المزارعين بالشتلات الهامة والتي تتميز بمناعة قوية ومقاومة لمختلف الأمراض.
    ويضيف: نحن في مشاتل الثقة نقوم بإنتاج شتلات متنوعة ونقوم برعايتها رعاية سليمة، حتى يتم بيعها للمزارعين، لافتاً إلى أنه يتم إستخدام البذور المحلية في الكثير من الأحيان في انتاج الشتلات وفي بعض الأحيان يتم استخدام الفسائل كي لا يتم فقد الصنف المحلي، وغالباً ما يتم استخدام بذور خارجية، مشيراً إلى أن أكثر الشتلات التي يتم إنتاجها وتباع بشكل كبير في تهامة هي شتلات المانجو والجوافة والتين والنخيل والطماطم والباباي إلى جانب النباتات الحراجية مثل البزرومي والمورنجا وبعض أشجار الزينة والورود، وباقي الشتلات يتم بيعها ولكن بشكل قليل، والبعض نادرا ما يتم الطلب عليها.
    ويؤكد أننا نطمح بمشيئة الله أن نعمل على مواكبة كل التطورات في القطاع الزراعي وتقديم أقصى ما يمكن تقديمة في سبيل خدمة المزارعين وتلبية رغباتهم حتى نحقق تنمية زراعية شاملة.

تحديات وصعوبات

ويضيف الجرادي: ” على الرغم من الفوائد الكبيرة التي توفرها المشاتل الزراعية، إلا أنها تواجه بعض التحديات والصعوبات من بينها:

  1. التلوث البيئي الناتج عن استخدام المبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية والذي قد يتسبب في تلويث المياه الجوفية والتربة المحيطة بالمشاتل.
  2. التغيرات المناخية التي يمكن أن تؤثر التغيرات على إنتاجية واستدامة المشاتل الزراعية، مثل زيادة درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه.
  3. قلة توفر التكلفة اللازمة لإنشاء وتشغيل المشاتل الزراعية النموذجية والتي تتطلب استثمارات كبيرة في التجهيزات والتقنيات الحديثة، وهو ما يمكن أن يكون تحديًا للمزارعين والمستثمرين ذوي الامكانات المحدودة.
    4.ضعف إهتمام الجهات الرسمية ذات العلاقة بتوفير بيئة مناسبة للاستثمار في هذا المجال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى