لدينا خطة لدعم المزارعين وتحسين جودة البن اليمني ونعد بتعزيز سمعته وزيادة حصته في الأسواق الخارجية
قال رئيس المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن مانع العسل إن الهدف من إنشاء المؤسسة هو تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقق زيادة الإنتاجية والجودة والكفاءة والاستدامة.
وأضاف العسل في حوار خاص مع صحيفة “اليمن الزراعية” ان رسالة المؤسسة تكمن في تنمية البن اليمني وتسويقه لتحسين مستوى معيشة المزارعين والاسهام في تحقيق التنمية الشاملة.
وأشار إلى أنه يمكن أن نستفيد من تجارب الآخرين في تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقق الجودة والكفاءة والاستدامة.
حاوره / محمد صالح حاتم
يمكن أن نستفيد من تجارب الآخرين في تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقق الجودة والكفاءة والاستدامة
■ صدر القرار الجمهوري رقم 9 لسنة 1445هـ بإنشاء المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن.. ما هي أهداف إنشاء المؤسسة؟
شكراً على هذا السؤال المهم، وأهنئكم على ما تقومون به من جهود متميزة في نشر الوعي والثقافة الزراعية في اليمن.
بالنسبة للقرار الجمهوري رقم 9 لسنة 1445هـ بإنشاء المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن، فهو قرار تاريخي وحكيم من قبل القيادة السياسية الرشيدة، التي تولي اهتماماً كبيراً بقطاع البن، وتدرك أهميته وقيمته ودوره في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة للبلاد.
والهدف الرئيسي من إنشاء المؤسسة هو تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقق زيادة الإنتاجية والجودة والكفاءة والاستدامة، وتحسين دخل ومعيشة المزارعين والعاملين في قطاع البن، والاستفادة من القيمة المضافة والتنافسية للبن اليمني في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
وهذا الهدف سيحقق أهداف انشاء المؤسسة الخمسة التي وردت في قرار انشائها، والتي تشمل ما يلي:
-1 حماية البن اليمني من خلال العمل على كل ما من شأنه إعادة المكانة التاريخية له.
-2 التشجيع على التوسع في زيادة انتاج البن وتغطية احتياج السوق المحلي وتحقيق التوازن المستدام.
-3 الارتقاء بعملية الإنتاج والتسويق والتصدير للبن من خلال الإدارة المتكاملة له والحفاظ على مستوياته العليا في الأسواق المحلية والخارجية.
-4 تشجيع مزارعي محصول البن وتخفيض تكاليف الإنتاج.
-5 دعم الجوانب البحثية والارشادية ذات الصلة بمحصول البن.
ونحن في المؤسسة سنعمل بجد وإخلاص وتفاني لتحقيق هذه الأهداف، ونسعى إلى التعاون والتنسيق مع جميع الجهات المعنية والمسؤولة والمهتمة بقطاع البن اليمني، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الدولي، ونحمل رسالة وطنية وإنسانية وحضارية تعبر عن هوية وثقافة وتراث اليمن وشعبه.
■ من خلال الأهداف التي ذكرت.. ما هي رؤية ورسالة المؤسسة؟
رؤية المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن هي “نسعى إلى أن تكون اليمن المٌصدر الأفضل للبن عالمياً وفقاً لأعلى مواصفات الجودة ومتطلبات المتذوقين”، وهذه الرؤية تعبر عن الطموح والتميز والجودة التي نسعى فيها إلى إنتاج وتسويق البن اليمني، الذي يتميز عن غيره من أنواع البن في العالم.
أما رسالة المؤسسة، فهي “تنمية البن اليمني وتسويقه لتحسين مستوى معيشة المزارعين والاسهام في تحقيق التنمية الشاملة”
■ ماهي خطة المؤسسة التي وضعتها للعام الحالي؟
المؤسسة العامة لتنمية وتسويق البن هي مؤسسة حديثة الإنشاء تأسست في نهاية العام 2023م، وبالتالي فإن خطتها تتضمن أهداف وبرامج ومشاريع وأنشطة تهدف إلى تحقيق رؤيتها ورسالتها في تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقق الجودة والكفاءة والاستدامة، فبالإضافة إلى تجهيز مقر رئيسي لها فقد تضمنت اتجاهين:
الاتجاه الأول: خطة التأسيس والبناء المؤسسي والتي نسعى من خلال تنفيذ أهدافها إلى بناء كيان مؤسسي مؤتمت بما يحقق تطلعاتنا للوصول إلى التشغيل المثالي للمؤسسة، ورسم مسار وتوجه الإدارات التنفيذية وفقاً لخطط وبرامج ومشاريع.
الاتجاه الثاني: عملنا على إعداد خطة هذه العام آخذين بعين الاعتبار كافة المحاور التي يجب البدء بها حيث تتثمل في اتجاهين، تنموي يهدف إلى دعم المزارعين وتحسين جودة البن اليمني وتحديث وتطوير بعض التقنيات والأساليب الزراعية، إضافة إلى محور قيادة التكلفة.. أقصد هنا ما سيتم من إجراءات وأنشطة نسهم من خلالها في تخفيض كلفة سلسلة القيمة، كما شملت خطة هذا العام أهدافاً وإجراءات سنعمل من خلالها بإذن الله على رسم خارطة الطريق لعملية التسويق للمحصول ولن يتحقق التسويق الذي نتطلع اليه الا بتنفيذ إجراءات تخص العمليات الداخلية حتى نتمكن من معرفة العرض والطلب، وتحديد الأصناف التي تنتجها الأرض اليمنية وكمياتها ومواصفاتها.
إضافة إلى بعض المشاريع والتي أهمها متابعة السوق المركزي للبن وتنظيم العلاقة الخاصة بتداول المحصول، ولن يكون ذلك الا بتعاون الجميع من جهات حكومية والمزارعين والجمعيات والتجار.
■ شجرة البن ارتبطت بتاريخ وحضارة وهوية الشعب اليمني.. من وجهة نظركم ما السبب الذي جعل هذه الشجرة تتراجع من حيث المساحة والإنتاج عما كانت عليه قبل نصف قرن؟
هذا السؤال يتطلب تحليلاً موضوعياً وشاملاً للعوامل المؤثرة على زراعة وإنتاج البن اليمني، والتي تشمل العوامل الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتاريخية.
ولكن بشكل مختصر، يمكن أن نذكر بعض الأسباب الرئيسية التي أدت إلى تراجع زراعة وإنتاج البن اليمني خلال السنوات الماضية، وهي:
- انخفاض ملحوظ في موارد المياه المتاحة للري.
- انتشار زراعة القات، والتي تستهلك كميات كبيرة من المياه والأراضي والعمالة والأسمدة والمبيدات، مقارنة بزراعة البن.
- عدم وجود بنية تحتية وخدمات زراعية ومالية وتجارية منظمة، وبسبب العدوان والتدخلات الخارجية، والتي أثرت سلباً على حياة ومعيشة ومستقبل المزارعين والعاملين في قطاع البن كما بقية القطاعات.
- تغير العادات والتقاليد والاتجاهات لدى المستهلكين المحليين للبن، وزيادة العرض والتنوع والجودة والسعر والترويج والابتكار والتميز لأنواع البن المنتجة في بلدان أخرى، وعدم وجود بناء مؤسسي ينظم قطاع البن اليمني لعشرات السنين لمواكبة هذه التطورات والتحديات والفرص، وفقدان اظهار الميزة التنافسية والمقارنة والتفرد للبن اليمني.
- استهداف الوعي المجتمعي للمزارع اليمني خلال المراحل الماضية من خلال تكريس فكرة أن الأراضي اليمنية غير صالحة للزراعة ومنها زراعة البن.
هذه بعض الأسباب التي يمكن أن تفسر تراجع زراعة وإنتاج البن اليمني، ولكن هذا لا يعني أن الوضع لا يمكن تحسينه وتغييره، بل يمكن أن نستفيد من التجارب والدروس والنماذج الناجحة في بلدان أخرى، وأن نعمل على تنمية وتسويق البن اليمني بما يحقق الجودة والكفاءة والاستدامة، وتحسين دخل ومعيشة المزارعين والعاملين في قطاع البن، والاستفادة من القيمة المضافة والتنافسية للبن اليمني في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية.
■ التسويق يعد احدى الحلقات الضعيفة.. كيف يمكن النهوض بالتسويق وما دوره في تعزيز زراعة شجرة البن في اليمن؟
التسويق هو عملية تقديم وترويج وبيع المنتجات أو الخدمات للمستهلكين المحتملين، وهو عامل مهم في نجاح زراعة البن في اليمن ويمكن اتباع بعض الخطوات والإجراءات للنهوض بتسويق البن اليمني مثل:
- إجراء دراسات سوقية لمعرفة العرض والطلب والمنافسة للبن اليمني في الأسواق المحلية والدولية وفتح أسواق جديدة.
- تحديد الأهداف والاستراتيجيات والخطط والميزانيات والمؤشرات والمسؤوليات والجداول الزمنية لتسويق البن اليمني.
- تطوير وتحسين الإنتاج والترويج والتركيز على جودته وفرادته وتميزه وقيمته وفوائده وميزاته وتسجيل علامته التجارية وتغليفه وتعبئته وتخزينه ونقله.
- استخدام وسائل التسويق المختلفة والمناسبة للوصول إلى المستهلكين والموزعين والوسطاء والمؤثرين والشركاء، والاستماع إلى احتياجاتهم ورغباتهم، وزيادة الوعي والاهتمام والتوصية للبن اليمني.
- إقامة المعارض والمؤتمرات والمهرجانات والمسابقات والفعاليات المحلية والمشاركة في الدولية المتعلقة بالبن للتعريف بالبن اليمني وتقديم عينات وعروض وخصومات وهدايا وجوائز للزوار والمشاركين والإعلاميين.
- التعاون والتنسيق والتكامل مع الجهات والمؤسسات المحلية والدولية المعنية بزراعة وإنتاج وتصدير وتنمية وحماية وتطوير زراعة البن اليمني، وتبادل الخبرات والشهادات والمعايير والسياسات والتشريعات المتعلقة بالبن اليمني.
أما دور التسويق في تعزيز زراعة شجرة البن في اليمن فهو: - زيادة الطلب والاقبال على البن اليمني في الأسواق المحلية والإقليمية والدولية، بما يحقق الربحية والنمو والتنافسية والاستدامة للبن اليمني.
- تحسين معيشة المزارعين والعاملين في قطاع البن في اليمن، وتشجيعهم على الاستمرار والتوسع والتطوير والابتكار في زراعة البن.
- المحافظة على التراث والهوية والثقافة والتاريخ والسياحة المرتبطة بالبن اليمني، والتعريف بها ونشرها وتثمينها وحمايتها وتطويرها وتوثيقها.
- المساهمة في تعزيز الاقتصاد الوطني، وزيادة الإيرادات والعملة الصعبة والاستثمارات.
■ تمتلك اليمن عدة أصناف وأنواع من البن ولكنها لم تسجل وتوثق بطرق علمية حديثة.. ماهي رؤيتكم للحفاظ على الأصول الوراثية لشجرة البن اليمني؟
للحفاظ على الأصول الوراثية لشجرة البن اليمني، يمكن اتباع بعض الإجراءات والمبادرات، مثل:
- تسجيل وتوثيق الأصناف المميزة من البن اليمني، للحماية الفكرية والجغرافية والتسمية الأصلية لهذه الأصناف.
- إنشاء وتطوير مراكز ومختبرات وأماكن محمية وآمنة لحفظ الأصول الوراثية للبن اليمني وتطوير وتحسين الأصناف والسلالات والجينات المتعلقة بالبن اليمني.
- التعاون والتنسيق والتكامل مع الجهات والمؤسسات المحلية والدولية المعنية بحماية وتطوير البن، وتبادل المعايير والسياسات والتشريعات المتعلقة بالبن.
هذه بعض الإجراءات والمبادرات التي يمكن اتباعها للحفاظ على الأصول الوراثية لشجرة البن اليمني، والتي تمثل إرثاً ثميناً لليمن والعالم، وتساهم في تنمية وتسويق البن اليمني والارتقاء به إلى المستوى الذي يليق به وبتاريخه ومكانته.
■ تحتفل اليمن باليوم الوطني للبن الثالث من مارس كمناسبة وطنية سنوية .. حدثنا عن هذا اليوم وما سيرافقه من فعاليات وأنشطة؟
اليوم الوطني لزراعة البن هو يوم يحتفل به اليمنيون في الثالث من مارس من كل عام، لتكريم وتقدير وتثمين وتعزيز وتطوير قطاع البن في اليمن، وللاعتزاز والافتخار بالبن اليمني كمحصول وطني وتراثي وثقافي وحضاري واقتصادي واجتماعي.
اليوم الوطني لزراعة البن اليمني يرافقه عدة فعاليات وأنشطة متنوعة ومتميزة، تهدف إلى نشر الوعي والثقافة والمعرفة والمهارة والابتكار والتميز في مجال البن.
من بين هذه الفعاليات والأنشطة زراعة شتلات البن اليمني في مختلف المحافظات والمناطق والمرافق الحكومية وتنظيم وإقامة والمشاركة في الدورات والورش والندوات والمحاضرات والعروض والعينات والخصومات والهدايا والجوائز والتدريبات والإرشادات والإصدارات والوسائط المتعلقة بالبن اليمني.
ذكرت لك بعض الفعاليات والأنشطة التي ترافق اليوم الوطني للبن في اليمن، والتي تعكس الحب والاهتمام للبن اليمني في الداخل والخارج وهناك أنشطة متنوعة أخرى.
■ سؤال أخير ماذا تعني لكم شجرة البن وبماذا تعدونها؟
شجرة البن تعني لي الكثير، فهي جزء من تراثنا وهويتنا اليمنية. شجرة البن هي أول شجرة زرعت في اليمن قبل أكثر من ألف عام، ومنها انتشر البن في العالم.
شجرة البن هي مصدر للرزق والعزة والفخر للمزارعين اليمنيين، الذين يحافظون على جودة ونكهة البن اليمني الفريدة. شجرة البن هي أيضاً رمز للسلام والتآخي والضيافة.
نحن نعد شجرة البن بالحماية والاهتمام والرعاية والتطوير، فنحن نسعى إلى تحسين ظروف الإنتاج والتسويق والتصدير للبن اليمني، وسندعم المزارعين بالتدريب والتمويل والتقنيات الحديثة، وسنواجه التحديات التي تهدد شجرة البن مثل التغير المناخي وعدم التوثيق وقلة الوعي والأمراض. وسنعمل على إبراز قيمة البن اليمني وتعزيز سمعته وتنويع منتجاته وزيادة حصته في الأسواق العالمية.