اليمن الزراعية – م. قيس عبدالله الوجيه
إنتاج شتلات البن
يعرف المزارع اليمني بشكل جيد كيف ينتج شتلات قوية خالية من الأمراض وكيفية اختيار البذور من أشجار معروفة قوية انتاجها غزيز لا تصاب بالأمراض، وثمار كبيرة الحجم ناضجة بشكل كامل ملونة باللون الأحمر القاني وإزالة القشور الخارجية خلال فترة لا تتجاوز 24 ساعة من الجني، والتخلص من المادة السكرية اللزجة الموجودة على البذور من خلال غسلها بالماء وفركها جيداً.
ويعاملها معاملة خاصة بوضع البذور في الماء فإذا طفت على سطح الماء فهذه البذور غير صالحة، والسبب أنها تكون إما مصابة أو خفيفة الوزن.
أما البذور التي تترسب في أسفل الوعاء فهذه البذور التي يستخدمها المزارع في الإكثار وبعدها يقوم بخلطها بالرماد كونه مادة معقمة، وأيضاً امتصاص الرطوبة الزائدة من البذور.
ثم فردها على أرض في مكان مظلل لا تصله شمس مباشرة، وحفظها إلى ثلاثة إلى أربعة أشهر ثم زراعتها وتعطي شتلات ذات مواصفات جيدة.
كيفية زراعة البذرة
يختار المزارع مكاناً في أطراف الحقل مع تحديده بأحجام معينة كمشتل لزراعة بذور البن.. قبل الزراعة يقوم المزارع (الرعوي) بعمل خلط ترابية مكونة من تربة زراعية مع مواد عضوية (الذبل البلدي) المتحلل بشكل جيد مع النيس الخالي من الأملاح، وتترك لفترة لا تقل عن أسبوعين الى ثلاثة أسابيع تعقيم شمسي، بدون استخدام أي أنواع من المبيدات.
والتعقيم الشمسي ذو جدوى اقتصادية كبيرة مع التقليب باستمرار للخلطة للقضاء على الإصابات الحشرية، ثم فردها في المكان المخصص للبذور وتوضع البذور على عمق (1سم – 1.5سم) حتى تساعد على الإنبات. ويفضل أن تخلط الخلطة الترابية مع مادة اسمها مادة الخفان وفائدتها هي تسهيل انتزاع الشتلات دون التصاقها في التربة، وبشكل سليم ولا يحدث تقطع للجذور، ويكون عمر الشتلة 2-3 شهور (3-4) أوراق وتنقل الى أكياس تحتوي على الخلطة الترابية المعدة مسبقاً.
ويفضل أن يقوم المزارع بعمل رية خفيفة قبل القلع حتى لا يتأثر الجذر الوتدي المتعمق في الأرض لأن تضرر أو انقطاع هذا الجذر قد يسبب عدم نمو الشتلة بشكل صحيح عند نقلها الى الأرض المستديمة، ولا داعي أن يقوم المزارع بأي عمليات تسميد؛ كون الأرض خصبة، وأضيف لها السماد البلدي المتخمر.
ويقوم المزارع بالعمليات الضرورية كالري، ويجب أن تكون الرطوبة متوازنة في الأرض المستديمة حتى لا تنتشر الأمراض الفطرية والحشرية؛ لأن الرطوبة العالية مع ارتفاع درجات الحرارة تنتشر الأمراض الفطرية وإذا زادت الرطوبة بشكل كبير تنتشر القواقع والتي تلتصق بساق الشجرة والتي قد تؤدي الى آثار سلبية على الشتلة في هذا العمر.
تستمر الشتلة في المكان الذي زرعت فيه لمدة سنة، وبعدها تنقل الى الأرض المستديمة والتي قد أعدها، وجهزها المزارع بشكل كامل لاستقبال الشتلات والقيام بالعمليات الزراعية.
طرق تكاثـر محصول البن
تعتبر الطريقة البذرية (البذور) هي المستخدمة في انتاج شتلات البن في اليمن منذ القدم، وهناك طرق أخرى قد بدأ التفكير بها لإنتاج الشتلات من الاكثار الخضري بالتطعيم، أو بالقلم، وفي بعض مناطق يافع تستخدم طريقة انحناء الفرع وغرسه في الأرض، حيث يبدأ بتكون الجذور وفصله بعد فترة.
العمليات التي تسبق عمليات الغرس في الأرض المستديمة
غرس الشتلة في الأرض المستديمة تجهيز الأرض بشكل جيد، بحيث تكون محروثة حراثات متعددة طولية وعمودية مع إضافة الأسمدة العضوية المتحللة التي مر عليها فترة لا تقل سنة.
ومن المخاطر التي تتعرض لها شتلات وأشجار البن هي نقل السماد العضوي من تحت الحيوانات الى الأرض المستديمة مباشرة قبل تخميرها وهذا يؤثر بشكل كبير على الشتلات فتظهر أمراضاً حشرية منها الدودة البيضاء التي تسبب ضرراً كبيراً لجذور أشجار البن.. هنا يجب التنويه أنه يجب على المزارع نثر الأسمدة العضوية المتحللة تجنباً لحدوث الإصابة الحشرية والفطرية.
إعداد الحفر على مسافات معينة، ويكون عمقها بحدود 50- 60 سم مع إضافة السماد العضوي المتحلل في وسط الحفرة، ثم وضع الشتلة بطريقة سليمة والحفاظ على الجذور والضغط عليها قليلاً، وعند عمل الحفرة يفترض أن يضع التراب الذي تم إخراجه من أعلى الحفرة بحدود (10 -15سم) وهي الطبقة الخصبة في مكان منفصل عن التراب الذي تم إخراجه من أسفل الحفر وبعد وضع الشتلة في الحفرة يتم إعادة التراب الذي من الطبقة العلوية إلى أسفل الحفرة؛ كونه خصب والتراب الذي من أسفل الحفرة يكون في الأعلى ليكتسب خصوبة ، ثم يأتي دور الري والذي يجب أن يكون متوازناً حتى لا يسبب اختناق الجذور، أو أمراض الشتلة، وبعد فترة من زراعة الشتلة ستنمو بعض الحشائش، بالتالي يجب إزالتها.
المسافات الزراعية بين الأشجار
المسافة تعتمد على المساحة الزراعية التي يمتلكها المزارع، ففي المناطق الجبلية قصيرة، وتكون الأشجار متقاربة، بحيث لا تتجاوز بين الشجرة والآخر 50-70سم، في الوديان تزرع الشتلات على مسافة 2.5× 2.5سم 3×3سم وأحياناً 1.5×1.5 سم.
ويفضل أن تكون المسافة 3× 3سم أو 3× 2.5سم تكون ممتازة بسبب الظروف البيئة التي تُخلق حول الأشجار، حيث تساعد الشجرة في الحصول على التهوية والإضاءة، ولا تتأثر الأشجار بالأمراض، وكلما زادت الكثافة زادت الأمراض بسبب توفر الظروف البيئية المناسبة من الرطوبة وقلة التهوية وهذا يؤثر أيضاً على الإنتاج (قلة المحصول)، ففي المناطق التي لا تصلها الشمس لا تعطي أي شيء، وتكون الثمار صغيرة ذات مواصفات سيئة.
تقليم أشجار البن
تقليم شجرة البن يحتاج إلى خدمة مستمرة من التقليم والتعشيب والتسميد والري.
والتقليم أحد العمليات التي يجب أن يقوم به المزارع بعد آخر جنية، حيث يعمل على إزالة الفروع اليابسة والمتشابكة والفروع السفلية التي لا تنتج لأنها تأخذ غذاء ولا تنتج، وعمليات التقليم مختلفة، حيث منها تقليم التربية تبدأ من الشتلة عمر سنة، والسنة الثانية قص القمة النامية، وتقليم الاثمار يأتي بعد الجني، إزالة كل ما هو غير مرغوب في الشجرة، بمعنى كلما خدمة الشجرة كلما أعطتك أكثر.
ومن العمليات الزراعية التي يتبعها المزارع في حقول البن هي عمليات التظليل، خصوصاً في المراحل الأولى، أي بعمر الشتلات، أي يجب زراعة أشجار متخصصة في الظل، كأشجار الطنب؛ لأنها عريضة الأوراق وجذورها تمتد لمسافة طويلة، وبالتالي تبحث عن الرطوبة، وعندها تسحبها إلى منطقة جذور أشجار البن، ويجب أن تكون موزعة على الحقل لتعطي ظلاً مناسباً.
وكلما زاد الظل يعطي نمواً خضرياً للأعلى، وانتاجاً أقل، وجودة البن منخفضة، ويجب أن يكون الظل متوازناً للحصول على جودة ممتازة، حبة كبيرة، وسعر أفضل في السوق.
مقتبس من مقابلة مع الدكتور سعيد الشرجي – خبير اقتصاديات محصول البن