أيمن أحمد الرماح
تحتل شجرة القات مساحة واسعة من الأراضي الزراعية اليمنية، وزاد توسعها منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ووصلت زراعتها إلى المناطق التي تزرع فيها المحاصيل الزراعية مثل البن والعنب والحبوب وعدداً من المحاصيل الأخرى في الوديان والقيعان وغيرها من المناطق.
تسبب هذا التوسع إلى ضعف إنتاج المحاصيل، بل حتى إلى اختفاء بعضها من السوق ومتناول الناس.
ويعزو خبراء مختصون سبب توسع شجرة القات إلى عوامل اقتصادية أهمها إنه يعود بدخل مالي ونقدي شبه يومي على المزارعين، وإلى عوامل أُخرى سياسية كعدم اتخاذ تدابير احترازية وخطط تمنع انتشاره وتغظ الطرف عما كان يحدث من التوسع الجنوني الذي حدث نتيجة زراعة القات، وكذلك اجتماعية خاصة مع نقص الوعي لدى المتعاطين بأضراره واتخاذه كجزء من الهوية الاجتماعية بين المواطنين، وعلى مرحلة زمنية طويلة بين الأجيال كشيء طبيعي يتوارثه الأبناء من الآباء.
إن المشكلة قائمة، ويجب أخذ كافة التدابير اللازمة في مكافحة انتشاره، وذلك بعمل مجموعة من الإجراءات التي تحد من الزحف المخيف الذي يحدث كإقامة الجهات المعنية خطط وبرامج تحد من انتشار شجرة القات وتبني وتشجيع المزارعين على استبدالها بزراعة الحبوب والبقوليات، وكذلك الفواكه والخضروات، التي تتمتع أو تشتهر كل منطقة بما تزرع والعمل على نشر الوعي المجتمعي وتكوين رؤية حول استنهاض المجتمع نحو السير إلى الاكتفاء الذاتي.