الإسهالات فــي الأغنام وكيفية علاجهــــا

اليمن الزراعية – د. محمد الضوراني

الاسهال هو زيادة حجم وتكرار وسيولة المخرجات البرازية، وقد تحتوي على دم أو مخاط، وذي رائحة كريهة، ولون غير عادي، وهو من أحد الأمور المزعجة لمربي الأغنام خاصة عندما يصيب الحملان.

أسباب الاسهال
لا يمكن معرفة السبب من شكل قوام ورائحة الاسهال، بل يتم ذلك بالتحليل الميكروبى، حيث أن مسبب الاسهال قد يكون بكتيرياً، فيروس، طفيل أو سبباً غذائياً.

الاسهال في الحملان الصغيرة
على الرغم من تحسن الرعاية وتطور طرق الوقاية فإن الاسهال في الحملان هو الأكثر خطورة، والأكثر تكلفة في تربية الحملان، حيث أن الإسهال يعتبر عملية معقدة لتعدد أسبابه، ويعتبر المسبب الرئيس في حالات الاسهال ميكروبات(E. coli and Salmonellae) الايشيريشياكولاى والسالمونيلا وتنقسم أسباب الإسهال إلى:
-1 أسباب معدية:
أ) بكتيرية مثل الايشيريشياكولاى, السالمونيلا والكلوستيريديم بيرفرينجنز (E. coli and Salmonellae and Clostridium perfringens type A,B,C and D) حيث أن الايشيريشيا كولاى ميكروب انتهازى، ونشط فى الظروف البيئية السيئة وضعف الرعاية، ويمكن عزله من الحملان الصغيرة في عمر 10 أيام، أو أقل، كما أنه يتميز في عدواه بسرعة الانتشار وامكان عزله من الحملان عمر1-4 يوماً، ومن بعض الأعراض المصاحبة للإصابة بالإسهال نزول اللعاب بوفرة من فم الحملان المصابة، وفى هذه الحالات يجب اعطاء الحملان المصابة بعض السوائل التي تحتوى على فيتامينات، وأملاح معدنية لتعويض ما يفقده الحيوان من جسمه والمضادات الحيوية اللازمة، واعطاء الأغنام المصابة لقاح الايشيريشيا كولاى قبل الولادة لزيادة مناعة الأجنة قبل الولادة، كذلك اعطاء الحملان المصابة سلفات النيومايسين عن طريق الفم لوقف تقدم الحالة وانتشارها بين الحملان واعطائها كمية كافية من لبن السرسوب لتقليل حدوث العدوى.
السالمونيلا تسبب الاسهال في كل الأعمار، حيث أن الحملان في الأسبوع الأول تنفق دون ظهور أعراض واضحة وفى الأسابيع التالية نلاحظ الاسهال، ويجب التدخل السريع لعلاج الحملان المصابة، حيث أن السالمونيلا شديدة العدوى وسريعة الانتشار بين قطيع الحملان الصغيرة.
الكلوستيريديم بيرفرينجنز تصيب الحملان الكبيرة، وتسبب الاسهال خاصة النوع (D)الذى يسبب اسهالاً ثم أعراضاً عصبية قبل الموت مباشرة والعلاج في هذه الحالة نادراً ما يعطى نتيجة ويتمثل في اعطاء الحملان المصابة سوائل تحتوى على أملاح و فيتامينات ومضاد لسموم الميكروب (الانتى توكسين).
النوع ((C يؤثر على الحملان حديثة الولادة في الأسبوعين الأولين، ويتميز بالإسهال المدمم، والتهاب الأمعاء النزفى وللوقاية يتم تحصين الأمهات قبل الولادة بثلاثة أسابيع، ثم تحصين الصغار، بالإضافة إلى إعطائها كمية كافية من لبن السرسوب والانتى توكسين Clostridium perfringens antitoxin.
ب) فيروسية مثل فيروسات روتا و فيروسات كورنا حيث أن فيروسات الروتا فيروسات تسبب اسهالاً في العمر من 2-14 يوماً، مع ضعف وهزال الحملان المصابة وعلاجه يكون بإعطاء الحملان المصابة أدوية لزيادة المناعة وعلاجات تحتوى على فيتامينات و أملاح معدنية ومحاليل و تحصين الأمهات قبل الولادة.
ج) طفيليات مثل: الكربتوسبوريديا Cryptosporidium parvum وهي تسبب اسهالاً مشابهاً للإسهال الناتج عن الاصابة بفيروس الروتا في عمر من 5-10 يوم ويكون الاسهال غالباً ذي لون أصفر وأكثر سيولة.
ولا يوجد علاج فعال ضد الكربتوسبوريديا بل الوقاية عن طريق تطهير العنابر بالامونيا والفورمالين واعطاء الحملان الصغيرة كميات كافية من لبن السرسوب.
الكوكسيديا تسبب الاسهال في الحملان الكبيرة والديدان المعوية، حيث أن الاصابة بالكوكسيديا في العمر الصغير تؤدى إلى ضعف مناعة الحمل وعدم مقاومته للإصابة بالأمراض في العمر الكبير وهى تصيب الحملان في عمر شهر إلى أربعة أشهر.
الجيارديا Giardia تسبب اسهالاً في مراحل العمر الصغيرة مع نزول الحويصلات في البراز وتسبب عدوى لباقي أفراد القطيع ويتم علاجها بعقار الفينبندازولFenbendazole شراب.

-2 أسباب غير معدية:
وهى كثيرة ومتعددة مثل الديدان المعويةHaemonchus contortus, Ostertagia circumcincta,Trichostrongylus, Coopera sp. and Nematodirus sp.
وللوقاية من الاصابة بالديدان المعوية يجب اعطاء الحملان عليقة نظيفة وتكثيف الرعاية تجاه أسباب العدو واعطاء الحملان المصابة أدوية مضادة للديد قوية وفعالة.
اسهال غذائى: ونلاحظ ذلك خاصة في الحملان التي تعطى كميات من لبن السرسوب غير محسوبة أو ملوثة، أو اعطائها علائق تفوق معدلاتها المطلوبة للتغذية أو علائق غير المعتاد تقديمها له أو تحتوى على كمية مياه زائدة، وعموماً فان الحمل يحتاج إلى 2.5% من وزنه عليقة جافة يومياً، واعطاء علائق خضراء بها كمية كبيرة من الماء قد تسبب اسهالاً وفقدان الحمل المصاب الكثير من السوائل والأملاح، مما يؤدى إلى اصابته بالجفاف والنفوق، ونلاحظ الاسهال بعد تغير نوع العليقة، أو الفطام، أو النقل والترحال، والعلاج في هذه الحالة هو اعطاء الحملان المصابة كمية من السوائل التعويضية وأدوية مضادة للكوكسيديا ولمنع تكرار العدوى يجب تحسين الظروف البيئية للحملان.
حموضة الكرش: وهى ناتجة عن استهلاك كمية كبيرة من الحبوب أو المركزات والتي تحدث تغيراً في درجة حموضة الكرش، وتؤثر على البكتيريا المسؤولة عن هضم الألياف والموجودة به وموتها، بالإضافة الى التهاب الكرش وتتمثل الأعراض في امتناع الحملان عن الأكل والهبوط، وأعراض انتفاخ بالكرش، واسهال، وأحياناً النفوق، ويتم التغلب عليها بإعطاء الحيوان علائق تحتوى على ألياف، وإدخال العلائق المركزة والحبوب تدريجياً لإعطاء الكرش فرصة للتأقلم معها.
الاسهال في القطعان الكبيرة والبالغة: وهو قليل الحدوث بالمقارنة بالإسهال في الحملان، ومن أهم مسبباته الطفيليات المعوية، الكوكسيديا، وأحياناً نقص المناعة، أو استهلاك مادة سامة مع العليقة، ونادراً ما يحدث اسهالاً في القطعان التي تربى على الرعي.
مرض جونز Johne,s disease نادرا ما يحدث في الأغنام، وعند الإصابة به يحدث اسهالاً في حوالى 20% من الأغنام المصابة، وهو لا يستجيب للعلاج.

الخطوط العامة للعلاج

لابد من معرفة أسباب الاسهال قبل البدء في العلاج.
-1 اذا كان هناك ارتفاع في درجة حرارة الحيوان لابد من اعطائه مضادات حيوية وأدوية خافضة للحرارة ومضادات التهابات، بالإضافة الى مضادات حيوية عن طريق الفم، ويوجد العديد من الأدوية التي يمكن استخدامها في هذه الحالات، كذلك اعطاء الحيوانات المصابة فيتامينات، وبعض المحاليل التعويضية والعناصر الغذائية للإبقاء عليها نشيطة.. أيضاً يمكن اعطاء بعض البروبيوتك لتنشيط الكائنات الدقيقة بالكرش وتحسين الهضم.
-2 تجريع الحملان وقطعان الأغنام أدوية للديدان المعوية كل 4-6 أشهر.
-3 في حالات الاسهال الناتج عن العدوى الفيروسية يجب امداد الحيوان بالفيتامينات والمحاليل التعويضية المغذية حتى تنتهي فترة العدوى.
-4 في حالة الاصابة بالكوكسيديا يجب اعطاء الحملان أدوية مضادة للكوكسيديا.
من المهم الأخذ في الاعتبار أن مسببات الاسهال يمكن أن تنتقل الى الانسان، لذا يجب الحذر من العدوى.