قصص نجاح

الطيار علي جار الله وشركة أصل العنب.. عنوان للنجاح

اليمن الزراعية – محمد حاتم

شاب في العقد الرابع من عمره، يحمل أفكاراً تنموية واقتصادية من شأنها أن تسهم في دعم الاقتصاد الوطني.
ينتمي لأسرة ميسورة، يحب وطنه، يصعب عليه أن تظل أسواقنا مفتوحة للمنتج الخارجية.
كان يحلم منذ الصغر أن يكون طياراً، فسنحت له الفرصة في عام 2011م، وسافر إلى الفلبين ليعود منها طياراً مدنياً تجارياً.. درس كذلك في جامعة صنعاء، وتخرج منها بشهادة بكالوريوس انجليزي.
علي محمد جارالله من مواليد صنعاء، والتي يعيش فيها حتى الآن.. ينتمي إلى مديرية بني حشيش مسقط رأسه، والتي تشتهر بزراعة أجود أنواع العنب، والتي تعد سلة اليمن من العنب، كان يزورها في الأعياد والمناسبات.
يقول علي جارالله: “لم أكن أعرف قيمة شجرة العنب، ولم اهتم بها حتى أسست شركة أصل العنب، وعندها اكتشفت أننا نمتلك ثروة وطنية كبيرة.
وخلال فترة كورونا بدأ الشاب علي جارالله التفكير في مشروع يسهم في بناء الوطن، فبدأ البحث في الانترنت عن مشروع جديد وفكرة جديدة، فصادف أحد الاعلانات لإحدى الشركات العالمية المختصة في تغليف الزبيب، وعندها بدأ الطيار علي جارالله يفكر أن يكون مشروعه هو شركة مختصة في تغليف وتسويق الزبيب والعنب بطرق حديثة.
وفي العام 2022م، بدأ علي جارالله اجراءات تنفيذ الفكرة من خلال دراسة الجدوى، وتقديم الأوراق للجهات الرسمية، والتي يشكو منها، في عدم تفاعلها مع المشاريع الاستثمارية، بل أنها -للأسف الشديد- تعد عائقاً أمام طموحات الشباب اليمني، الذي يمتلك الطموحات والمشاريع والتمويلات، ولكن تظل الجهات الرسمية كما يصفها علي جارالله إحدى المعيقات والصعاب أمام التنمية.
يواصل الشاب علي جار الله الحديث عن شجرة العنب، وعندما تسمعه يتحدث عن هذه الشجرة، وكأنك أمام ثروة، وكنز ثمين لو تم استغلاله واستخراجه لأصبحت واحداً من أهم الموارد الاقتصادية، فما نعرفه عن هذه الشجرة ثمارها ومنتجاتها هو العنب والزبيب فقط.
لكن مع طموح أصل العنب تصبح أكثر من 20 منتجاً، من خلال الصناعات التحويلية مثل خل العنب، ومربى العنب، وعصائر العنب المتنوعة، والصابون والكريمات التي تحضر من العنب، حتى الأوراق يتم استغلالها، وهذا ما يعرف بالقيمة المضافة للسلعة.
هذا جزء بسيط من حديث علي جارالله عن قيمة وأهمية شجرة العنب اقتصادياً، والتي أصبحت علاقته معها، علاقة عشق وغرام وحب وتفاني، يقضي جل وقته معها، وتفكيره حول هذه الشجرة المباركة.
كان علي جارالله أحد المعجبين بثورة البن، وما تحقق من انجازات، وهو أحد المشاركين في معرض صنعاء للقهوة ومهرجان البن، الذي أقيم مؤخراً في العاصمة صنعاء.
يقول علي جارالله: ” أسعى لإيجاد كيان يهتم بشجرة العنب أسوة بوحدة البن والتي استطاعت أن تعيد لشجرة البن قيمتها وأهميتها عالمياً ومحلياً.
من ضمن أهداف اصل العنب هو تنظيم مهرجانات ومعارض لبيع العنب والزبيب وكذلك اللوز، حتى يصل المنتج من المزارع إلى المستهلك مباشرة، بعيداً عن الوسطاء والدلالين، وإيجاد تسويق منظم وحديث، يحظى من خلاله العنب والزبيب بالاهتمام بمعاملات ما قبل وما بعد الحصاد، من قطف وفرز وتنظيف وتعبئة وتغليف تليق بقيمة وجودة هذا المنتج.
كما يطمح الطيار جار الله أن يكون للعنب يوماً وطنياً يتم الاحتفال فيه، وغرس شتلات العنب، والتي يعتبرها من أقدم وأهم الأشجار التي زرعت في اليمن منذ قرون عديدة، واشتهرت اليمن بزراعتها وإنتاج أجود أنواع العنب والزبيب، وبها ضرب المثل العربي «لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن» وجعل الحصول على العنب اليمني من المستحيلات والأمنيات.
اليوم أصبحت شركة أصل العنب أولى الخطوات في طريق ايجاد تسويق حديث، واستثمار ناجح ورأس مال وطني مساهم في التنمية الاقتصادية، وكذلك ستكون نموذجاً رائداً ومحفزاً للشباب ورجال المال والأعمال للتوجه نحو تأسيس شركات ومؤسسات تسويقية للمنتجات الزراعية، فنجاحها يعد باكورة الأمل التي ستشرق معها عملية البناء والتنمية والنهوض بالقطاع الزراعي.
فالطيار علي جارالله وشركة أصل العنب قصة عشق، و نموذج رائد للشاب الطموح الذي يسعى لتحقيق الحلم وتحويلية إلى واقع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى