جودة عالية تنـــافـــــس المستـــورد
تعتبر خياطة المنسوجات من الصناعات التقليدية المهمة في اليمن، والتي ارتبطت بتاريخ وهوية الشعب اليمني، وتمتاز بجودتها، ودقتها، وبألوانها الزاهية، التي تتناسب مع البيئة اليمنية المتنوعة. ويشتغل في هذه الحرفة العديد من الأيادي العاملة، وقد اشتهرت اليمن بصناعة وحياكة الملبوسات ومنها البردة اليمانية.
اليمن الزراعية – صفية الخالد
ولكل محافظة لها لمسة خاصة تُعرف به من منسوجات تعكس إيجاباً لصانعيها ولابسيها.
وتستخدم خياطة المنسوجات في اليمن لإنتاج مجموعة كبيرة من الملابس التقليدية، بما في ذلك الملابس الرجالية والنسائية والأطفال، والحقائب والأغطية وغيرها، والكثير ممن ينتجون هذه المنتجات المتميزة هي الأسر المنتجة التي حملت على عاتقها هدف الاكتفاء الذاتي وتوفير مصدر دخل مستمر.
وعلى الرغم من أهمية خياطة المنسوجات في الثقافة الشعبية والاقتصاد الوطني، إلا أن هذه الصناعة تواجه تحديات عديدة، وتمر بظروف اقتصادية صعبة خصوصاً مع توقف حركة مصنع الغزل والنسيج بسبب العدوان على اليمن، وهو ما انعكس سلباً على الأسر المنتجة والتي تعاني منذ تسعة أعوام.
وفي هذا السياق تقول سميرة محمد صاحبة مشروع بيوتك إنها بدأت بشكل كبير في خياطة جميع أنواع الملبوسات والحقائب في عام 2020، وكان التسويق عبر وسيط خلال الفترة السابقة، وما إن تقبل الكثير من الزبائن جودة عملي استكفيت عن الوسيط، وأصبحت أنا من أبيع منتجي للزبون مباشرة بالسعر المناسب الذي يرضي عملي كجودة وخامة.
وتشير إلى أن أغلب مشاريعها ذاتية بدون أي داعم خارجي، وهذه هي أبرز العراقيل التي تواجهها، لكنها تتلقى التشجيع المستمر من قبل إدارة سوق الخميس الذي فتح أبوابه ليعمل على تسويق منتجاتها.
وتضيف: حالياً اكتفيت، وتركز مشروعي في خياطة ملابس الأطفال فقط، لأنني تمكنت فيه أكثر ولاقيت إقبالاً من المجتمع بشكل واسع.
من جانبها تقول مسؤولة سوق الخميس يسرى المطاع إن المنسوجات المحلية بمختلف صناعاتها تكون أكثر جودة وتدوم أكثر من المنسوجات التي موادها الخام صناعي، أو خارجي.
وتشير إلى أن تفعيل الإنتاج المحلي من المنسوجات المحلية سيسهم في دفع العجلة الاقتصادية.
وتوضح المطاع أن نسبة المبيعات لمشاريع المنسوجات بسوق الخميس تتغير بحسب المواسم، فحالياً نحن نمر بموسم أكثر مبيعاً من الملابس والحقائب، وفي الأيام غير المواسم تتساوى لدينا نسبة مبيعات المنسوجات بالمنتجات الأخرى.
وتبين أن سوق الخميس يضم أكثر من 10 أسر متنوعة ومتميزة بخاماتها، مواصلة كلامها بالقول: “حاولنا أن نقدم لهم التدريب المتكامل لعدة مشاريع ودورات توعية وإرشاد مختلفة يُستفاد منها، ونأمل أن يتم التعاون من الجهات لفتح أسواق دائم تضم مختلف المنتجات المحلية ومن بينها المنسوجات.
رؤية واسعة للتسويق
وفي السياق ذاته يشير رئيس الهيئة العامة لتنمية المشاريع الصغيرة والأصغر الأستاذ أحمد الكبسي إلى أن لدى الهيئة رؤية واسعة لتسويق الملبوسات المحلية ذات الجودة العالية والمنافسة، وتطوير وتحسين جودة المشاريع المبتدئة بهذا الإنتاج، وتدريبها باحترافية الجودة حتى تصبح منتجاتها منافسة.
بدورها أم شهاب احدى الزائرات لسوق الخميس تقول إنها أصبحت زبونة لملبوسات إنتاج محلي، رغم أنها كانت سابقاً تشتري ملبوسات خارجية مستوردة، ولكنها امتنعت عن ذلك بعد أن وجدت ملبوسات محلية ذات جودة عالية.
وتضيف: حالياً أقوم بالترويج للملبوسات المحلية المتواجدة لدى الأسر المنتجة، والمعامل الصغيرة لأن جودتها عالية، وأسعارها مناسبة.
الأخت ابتسام أحمد زائرة أخرى تقول: خضت تجربة رائعة عند شراء طقم متكامل من الحقائب، وكنت ابتعد عن الأسواق المحلية، واتجهت إلى الأسواق التي تستورد الملبوسات والحقائب من الخارج، إلا أنني أدركت أن الإنتاج المحلي أفضل وأجود خامة، وفعلاً تم الاستغناء عن المنتجات الخارجية، واكتفيت بشراء حقائبي من المنتوجات المحلية.