عمر سالم مشرع- باحث زراعي
شهر نيسان هو الشهر الرابع في ترتيب اشهر السنة الميلادية أما ترتيبه في اشهر السنة الرومية فياتي السابع، وهو أول شهر من اشهر فصل الصيف ويمتاز عن سابقية بارتفاع درجة الحرارة، وتناقص ساعات الليل، وتزايد ساعات النهار حتي يوم ٢٦ منه، حيث تختفي الثرياء عن الأنظار فلا تراء في كبد السماء، وهذه علامة لتغيرات جوية قادمة وتتمثل في قلة حركة الرياح وارتفاع درجة حرارة الطقس في المناطق الحارة، وظهور تصبب العرق من الأجسام والبحث عن اماكن الظل وشرب الماء البارد
رغم هذه التغيرات الجوية إلا أن الفلاح التهامي يستبشر بدخول شهر نيسان، فتجده يتجه إلي حرث الأرض وتقليب التربة استعداداً للموسم الزراعي المقبل بعد أن ترك العمل في الحرث خلال شهري شباط وآذار.
والتي تكون لها تأثير على التربة وانتشار الأعشاب الضارة بزرع الذرة البيضاء، والحمراء، والدخن الرفيع والمشهور بالدخن السوداني، وللوقاية من انتشار تلك الحشائش الضارة مثل حشيشة المزولة (العدار) والتي تتطفل على جذور الزرع وتنقص المحصول، لذلك يتروكون الحرث خلال الشهرين السابقين ويعودون للحرث خلال شهر نيسان استعدادا ً للموسم الزراعي المقبل والذي سيأتي خلال الشهر القادم فإذا ظهرت سحب شهر نيسان زاد من استبشارهم لهذا السبب تجد الفلاح التهامي يقف مادا يده نحو السحاب وهو يقول « ظهرت قلوص نيسان» تشبها لها باسنمة الجمال الصغيرة عندما تتقارب في وقوفها، ثم يقف متعجبا من تصاعدها نحو السماء بشكلها الابيض كأنها قصور متقاربة ناصعة البياض لذلك قالوا من لايعرف وصف قصور الجنة فلينظر إلى قلوص نيسان حتى أن الشاعر التهامي قال في وصفها:
بشر نيسان بقلصه
قموا انظروا ياغبي
كأنها قصور جنات ربي انظر اليها قربيين
فإن منّ الله سبحانه وتعالى على عباده بالامطار في شهر نيسان فإن تلك الأمطار بها خاصية لا توجد في غيرها من الأمطار
ماهي تلك الخاصية ؟ يقول المرتضى الزبيدي (نيسان هو الشهر السابع من اشهر السنة الرومية ومن خاصية مطره أنه يخمر العجين دون استعمال أي مواد ),تاج العروس ولكن ماهو الدليل المشاهد على صحة هذا الكلام من واقعنا في الحياة ؟
لاحظ هذه الخاصية المدّار اليمني وهو يصنع الأواني الفخارية لتبريد الماء فضاعف من الإنتاج وضمن للمشتري تبريدها للماء نتيجة لتخلخل أجزاء التربة بعد نزول المطر عليها لذلك تجد الباعة في الأسواق ينادون للمشتري: مدر نيسان… مدر نيسان .
كذلك لاحظ الفلاح اليمني تلك الخاصية فقال مطر نيسان يبرد الأرض أي يفتر التراب ويجعله سهلة الحرث والتلقيب نتيجة لتخلخل أجزاء التربه فتكسبها خصوبة عالية فهذه الخاصية كأنها مصداقا لقول الله تعالى (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وانبتت من كل زوج بهيج ) صدق الله العظيم سورة الحج الآية ٥ .
فسبحان من جعل في كل شىء أية دالة على رحمته بعباده..