تجار: لا نبيع أي مكسرات أو منتجات أمريكية أو إسرائيلية وبريطانية، ونمتنع عن بيع اللوز الأمريكي نهائياً
اليمن الزراعية – الحسين اليزيدي
يستحضر حامد جغمان وهو مالك محل في شارع هايل بأمانة العاصمة أهمية الزبيب المحلي، والإقبال المتواصل عليه من قبل المتسوقين خاصة خلال شهر رمضان، والاقتراب من عيد الفطر المبارك.
ويقول جغمان: “أبيع من الزبيب خلال موسم التسويق في شهر رمضان أضعاف ما أبيعه طيلة السنة”، مشيراً إلى أن الزبيب المحلي ذو جودة عالية بطعم لذيذ وفيه من الفوائد الصحية التي لا تحصى.
أما أحمد الحملي من ريف محافظة حجة وهو بائع مكسرات فيقول إن المنتجات المحلية بشكل عام، والزبيب واللوز على وجه الخصوص يزداد الطلب عليهما بشكل كبير.
ويذكر أبرز الصعوبات المتمثلة في طرق ومواصلات الحمولة، حيث يقول: “نشتري الزبيب من صنعاء وتكلفنا المواصلات لنقل البضاعة من 130 ألف إلى 160 ألف ما يجعل تكاليف النقل تدخل ضمن التسويق، وهو الأمر الذي لاحظناه خلال مناسبتي شهر رمضان هذا العام والعيد القريب انخفاض ملحوظ في الاقبال عليهما ربما بسبب ارتفاع أسعارهما وضعف القوة الشرائية للمستهلكين.
تقاليد وعادات شعبية متوارثة
ويبدأ التحضير لمناسبة العيد في وقت مبكر أوساط المجتمعات الريفية والحضرية على حد سواء بشراء الملابس العيدية والمكسرات والحلويات.
ويتميز كل مجتمع عن آخر بطقوس وعادات وتقاليد بدءاً من الزيارات بين الأقارب والجلسات العائلية والخروج للتنزه في الهواء الطلق، وانتهاءً بتلك العادات والتقاليد الشعبية المتوارثة عن الآباء والأجداد في مناسبات الأعياد والمناسبات الدينية المختلفة.
وبينما تحدث تلك الأشياء لا بد أن تحضر أطباق الحلويات، والزبيب المحلي والمكسرات في كل اجتماع عائلي كرمزية للترحيب وبشرى بقدوم الضيف أو الزائر.
ويرى التاجر خالد اليريمي الذي يشتغل في بيع المكسرات بسوق الملح بأمانة العاصمة منذ عقود طويلة وورثها عن أبيه وجده أن العيد في صنعاء لا يحلو إلا بالمكسرات وجعالة العيد والتي تعد متوارثة ومرتبطة بالمناسبات الدينية.
ويؤكد أن الزبائن يطلبون المكسرات المحلية أكثر من الخارجية، نظراً لجودتها وكذلك أسعارها، مبيناً أن الأسعار لا تختلف عن العام الماضي، بل أن بعضها أسعارها أرخص عن الأعوام السابقة.
من جانبه يؤكد محمد الجبلي تاجر الجملة أن المنتج المحلي أفضل من الخارجي وخاصة الزبيب واللوز، والقرع، والدخيش وحب العزيز (الفول السوداني) وهناك طلب عليهن كبير من قبل المواطنين ما عدا اللوز، لأن سعره مرتفعاً.
ويضيف: “نتمنى أن تكون كل المكسرات محلية ونطالب بزراعة الجوز والفستق والكاجو في اليمن لنكتفي ذاتياً، ونقاطع كل المكسرات المستوردة، موضحاً أنهم لا يبيعون أي مكسرات أو منتجات مقاطعة أمريكية أو إسرائيلية وبريطانية، ويمتنعون عن بيع اللوز الأمريكي نهائياً.
ويشير إلى أن القوة الشرائية لدى المواطنين هذا العام ضعيفة بسبب الأوضاع الاقتصادية التي أوصلنا لها العدوان والحصار.
بدوره يقول ياسر منصور صاحب محل بهارات وعطارة روزين في الدائري بأمانة العاصمة، أن اللوز البلدي أهم وأجود اللوز في العالم، بالإضافة للزبيب البلدي والرازقي والبياض والعتر والقرع المحلي.
ويضيف أن من الصعوبات التي تواجه المزارعين هي عدم توفر آلات لديهم للتصفية وتنقية البضاعة ما يزيد ذلك من صعوبة تنقيتها وتصفيتها بالطرق التقليدية.
وعن محله التجاري يقول: اشتري للموسم من 5 إلى 6 أقداح زبيب (القدح 33 كيلو جرام) ولكل نوع من الزبيب سعر محدد، فالبياض أغلى أنواع الزبيب، حيث يصل سعر الكيلو الواحد من 4500 إلى 15ألف ريالاً، بينما يتراوح سعر الرازقي من 3000 إلى 10 آلاف للكيلو الواحد.
حلول مشتركة
وعلى صعيد متصل يؤكد نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية في وزارة الزراعة الأستاذ علي الهارب على أهمية المنتجات المحلية وضرورة الاقبال على شرائها واعتمادها للمناسبات، بديلاً عن الخارجي المستورد، والذي يكلف فاتورة الاقتصاد الوطني ملايين الدولارات.
ويشير إلى أن إدارته تبذل جهوداً مضاعفة في تنمية الإنتاج المحلي بشكل عام لتسهيل طرق الإنتاج والتسويق، الحلقة الأصعب أمام المنتج المحلي بجهود مشتركة حكومية مجتمعية.
وعن المكسرات والحلويات التي يقبل الناس على شرائها في المناسبات يقول الهارب إن بلادنا تنتج الزبيب واللوز، والجهود تتجه في المرحلة القريبة القادمة لإنتاج حب العزيز (الفول السوداني)، وبعض الأصناف الأخرى من المكسرات.
ويؤكد أن قرار منع استيراد الزبيب كان في صدد حماية المنتج المحلي من تدفق الزبيب المستورد، لافتاً إلى أنه تم خفض فاتورة الاستيراد من اللوز، وتم تقليص نسبة شراء اللوز الخارجي.
ويضيف أن الإدارة تنفذ برامج الإرشاد التسويقي التي تؤدي لتحسين معاملات ما بعد الحصاد وبالتالي التسويق الناجح لتلك المنتجات.
كما تم توجيه التجار وبعض الشركات بحسب نائب مدير عام التسويق- لشراء المنتج المحلي من الزبيب واللوز وتشجيع نسبة الصادرات المحلية من المكسرات واستغلال فرصة الطلب المتزايد عليها من الخارج نظراً لجودتها العالية المتميزة.