إرشاداتصحافة

الاستفادة من مياه الأمطار

اليمن الزراعية – م. قيس عبدالله الوجيه

تعد مياه الأمطار المصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه العديد من الدول في الشرب وريّ المزروعات خاصة تلك الدول التي تعاني من شح مصادر المياه البديلة كالأنهار، والبحار، والمحيطات، وكون موسم تساقط الأمطار محدود ومقتصر على فصل الفصل في بلادنا، يجب على العمل بشكل جادّ للاستفادة من كل نقطة من مياه الأمطار وعدم فقدانها، ولكي نستفيد من مياه الأمطار بالشكل المناسب ونحميها من الضياع يجب أن نعمل على استغلالها بالشكل الصحيح ويكون هذا الاستغلال عن طريق الدولة والأفراد على حد سواء، لكن يقع العبء الأكبر على الدولة لما تمتلكه من إمكانيات تسهل هذه العملية.
الأمطار هي أهم مورد طبيعي في البيئات الأكثر جفافاً، وانخفاض هطول الأمطار، وندرة المياه وتدهور الأراضي تمنع بشدة القدرات الإنتاجية للأراضي الزراعية في البيئات القاحلة وشبه القاحلة، لذلك يعد تحسين كفاءة استخدام مياه الأمطار أمرًا بالغ الأهمية في هذه المناطق الشحيحة حيث تتسع أعداد الفقراء بسرعة ويعيشون في بيئة هشة ويواجهون انعدام الأمن الغذائي وقواعد الموارد الطبيعية المستنفدة.
ويزداد أهمية جمع المياه لتحسين إدارة الموارد المائية في مثل هذه البيئات الجافة، وهناك طرق وتقنيات حصاد المياه لتوفير المزيد من المياه للبشر والحيوانات ولأغراض الري، وفي الأماكن التي تكون فيها مياه الأمطار هي المصدر الوحيد للمياه.
وللاستفادة من مياه الأمطار والسيول ومنها بلادنا لا بد من اتخاذ تدابير ومعالجات سنتناول البعض منها في هذا العدد.
تعرف عملية حصاد مياه الأمطار بأنها تلك التقنية التي تستخدم في حجز وتخزين مياه الأمطار والسيول في فترات سقوطها بطرق تختلف باختلاف الغاية من تجميعها ومعدلات تساقطها وإعادة استخدامها عند الحاجة إليها، سواء للشرب أو للري التكميلي أو لتغذية المياه الجوفية.
يمثل حصاد مياه الأمطار تكنولوجيا خضراء تؤمّن للمزارعين مصدراً بديلاً للمياه يُستخدم في ري المحاصيل، والاستخدام المنزلي، وإعادة تأهيل المراعي وغيرها من الاستخدامات، ما يخفّف الضغط على مصادر المياه التقليدية ويعزّز المحافظة على النُّظُم البيئية ويساعد المزارعين على تخطي فترات الجفاف.
وتكون أهداف حصاد المياه هي:
استعادة إنتاجية الأرض التي تعاني من الأمطار الغزيرة -زيادة غلات الزراعة البعلية (الزراعة الجافة) – التقليل إلى أدنى حد من خطر فشل المحاصيل في المناطق المعرضة للجفاف – مكافحة التصحر عن طريق زراعة الأشجار – توفير مياه الشرب للإنسان والحيوانات. والمكونات الرئيسية لنظام حصاد المياه هي منطقة مستجمعات المياه – مرافق التخزين – المنطقة المستهدفة.
إن أكبر تحد يواجه حصاد مياه الأمطار هو استبعاده في سياسات المياه في العديد من البلدان منها بلدنا، في كثير من الحالات، تعتمد إدارة المياه على المياه المتجددة من المياه السطحية والجوفية مع اعتبار ضئيل لمياه الأمطار. تؤخذ مياه الأمطار “كمصدر مجاني للجميع” وكانت هناك زيادة في استخدامها خلال السنوات القليلة الماضية، وقد أدى ذلك إلى الاستخدام المفرط، مما قلل بشكل كبير من المياه المتاحة للمستخدمين في مجرى النهر بما في ذلك النظم الإيكولوجية، من الأهمية بمكان إدراج حصاد مياه الأمطار كمصدر للمياه إلى جانب المياه الجوفية والسطحية
الزراعة في اليمن تعتمد على الأمطار:
وينتظر اليمنيون الأمطار في موسميها للاستفادة منها في ري المحاصيل الزراعية كون اليمن تقع ضمن حزام المناطق الجافة وشبه الجافة ويتميز بندرة موارده المائية بصفة عامة، وعدم كفاية موارده السطحية.. وتعتمد معظم المساحات المزروعة فيها على الري بمياه الأمطار .. الأمر الذي يتطلب التوسع في إنشاء السدود والحواجز المائية لحصاد أكبر قدر من مياه الأمطار للاستفادة منها في ري الأراضي الزراعية وتغذية أحواض المياه السطحية والجوفية التي تواجه عدد من المناطق اليمنية مخاطر نضوبها جراء الاستنزاف الجائر الذي يذهب معظمة لري المحاصيل محصول القات.
والسدود والحواجز هي إحدى المرتكزات التي قامت عليها الحضارات اليمنية القديمة والتي أدركها الإنسان اليمني بذكائه الفطري منذ فجر التاريخ الإنساني وكان اشهر ما شيده سد مأرب وصهاريج عدن التاريخية وذلك بغية حجز أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار لتلبية احتياجاته للزراعة نظرا لطبعيه اليمن الجغرافية الجبلية والتي لم تثنيه أيضا على نحت مدرجات زراعية على تلك الجبال .
من الاهمية الاستفادة من الامطار من خلال حصاد المياه لتغذية الموفور الجوفي منها، كون الاستفادة منها محدودة فالمزارع يكون مستعدا في مواسم الهطول المطري كونه يتوقع ان المطر سيهطل ولذلك يستعد مثلا في شهر مايو ويهيئ الأرض الزراعية.. مشيراً الى ان المزارعين وغيرهم من الناس لا يدركون انه يمكن حدوث امطار شتوية لذلك لا يتم الاستفادة من مياه هذه الامطار وبالتالي لا يأمنوا مخاطرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى