طيبات اليمن السعيد
نافذة للمنتج اليمني
اليمن الزراعية – محمد حاتم
بهدف الترويج والتسويق للمنتج المحلي، وإعادة الثقة بين المزارع والمستهلك توجه الأخ عدنان الوزير إلى إنشاء مشروع تجاري لبيع المنتجات الزراعية اليمنية، والتي بدأها بالزبيب واللوز البلدي.
ظلت فكرة طيبات اليمن السعيد تراود عدنان الوزير لعدة سنوات، كونه يعرف قيمة المنتج المحلي وأهميته، والذي للأسف الشديد همش المنتج اليمني وتدهورت سمعته خلال العقود الماضية بسبب السياسات الخاطئة التي كانت تنتهجها الجهات المعنية، والتي دعمت وروجت للمنتجات الخارجية المستوردة، على حساب المنتج المحلي ذو الجودة العالية.
يقول عدنان الوزير: “يوجد في اليمن فرصة استثمارية واقتصادية كثيرة، ضائعة ومهدرة”.
ويضيف: “كنت استغرب من أصحاب المشاريع السلبية، ومن يهاجر خارج اليمن يغترب في دول الجوار، رغم وجود مشاريع كثيرة يمكن يستثمر فيها، وهي لا تحتاج رأس مال كثير، بمبلغ بسيط يمكن أن تنشئ لك مشروعاً، ومصدر دخل دائم ومستقر.
ولد عدنان الوزير في بني حشيش في بيئة زراعية، وكان يشتغل في الزراعة، وكانت لعبته المفضلة اخراج البطاط من وسط التراب، وكذا اللعب مع عناقيد العنب، وحبات الزبيب، هو يعشق الأرض، ويحب حراثتها، وتقليبها، لمعرفته بما تختزنه في باطنها من كنوز وما تحمله فوق ظهرها من ثروات ثمينة.
بدأ مشروعه طيبات اليمن السعيد قبل سنة ونصف تقريباً، عندما يئس من عمله في الرقابة على المحاكم، وفقد الثقة في تحديث وتطوير العمل القضائي، واصلاح القضاء، فتوجه لتحقيق حلمه وهو ايجاد عمل خاص به، يخدم بلده، ويدعم المنتح المحلي فكانت البداية بمبلغ 150ايجار البيت وقرض، اشترى بها زبيب ولوز بلدي، وكان يبيع فوق سيارته الخاصة في سوق الخميس.
استمر قرابة ستة أشهر، حيث كان عدنان يشتري الزبيب واللوز من المزارعين بالآجل، كونه من أبناء بني حشيش، مصدر الزبيب ومعرفته بالمزارعين، وكذلك مزارعي جبل اللوز مصدر اللوز البلدي، بدأت أبواب الرزق تتفتح، والزبائن كل يوم وهم أكثر وأكثر، والطلبات في تزايد.
لم يتوقف عدنان الوزير عند الزبيب واللوز بل بدأ مع نوى السدر، وكانت البداية بكمية 50 كيلوا من أحد أصحابه من بني عرجلة بمحافظة عمران، وكان عدنان الوزير يهتم بأدق التفاصيل عن كل منتج، وعن أهميته وقيمته الغذائية، وفوائده الصحية فكان دائم البحث في الانترنت.
عندما زادت الطلبات وكثر الزبائن، استأجر له محلاً في ميدان التحرير، وسماه طيبات اليمن السعيد لبيع الزبيب واللوز البلدي، والذي يتم تنظيف المنتجات الزراعية وتعبئتها وتغليفها في عبوات كرتونية محكمة الإغلاق، تحافظ على المنتج، وتظهره بمظهر لائق وجميل، يتناسب مع جودة المنتج اليمني.
زادت المنتجات التي يحتويها طيبات اليمن السعيد، فكان العسل البلدي أحدها، والذي يأتيه من مصادر ونحالين موثوق بهم، حيث يجري الفحص الحسي لما يأتي إليه من عسل، وكذلك الفحص المخبري، ومن ثم تعبئتها وتغليفها في عبوات عليها اسم طيبات اليمن السعيد.
يقول الوزير: “عندما اشتري لوزاً، أو عسلاً، أدون اسم المزارع، والنحال على المنتج، وكذلك أوقع اتفاقيات مع المزارعين في حال وقع غش، أو خلط للوز، أو العسل يتحمل المزارع والنحال كامل الخسائر، ويدفع تعويضاً للتاجر الذي فقد سمعته وشهرته عند زبائنه.
وللتمر قصة مع طيبات اليمن السعيد، ومن منطلق جهادي توجه عدنان لشراء كميات كبيرة من التمر، وبدأ ببيعها، وتواصل مع مختصين وخبراء ودكاترة في جامعة صنعاء لمعرفة طرق وأساليب حفظ التمر، وقد بدأ نقل طريقة حفظ الزبيب في براميل محكمة الاغلاق التي يقوم بها مزارعو العنب، ونفذها مع التمر والتي نجحت حتى الآن بعد مرور 4 أشهر، والتمر محتفظ بجودته وسلامته من التسوس.
والبن اليمني كان ضمن اهتمام وعناية طيبات اليمن السعيد، والتي تتواجد فيها معبأة ومغلفة بإحكام، والزيوت الطبيعية والسمن البلدي الذي سيتقدم من ملاك الأغنام ذو الخبرة والكفاءة في تحضير وتصنيع السمن البلدي، وتعبئتها في علب نظيفة ومعقمة ليحفظ له جودته ورائحته الزكية.
طيبات اليمن السعيد، وعدنان الوزير حكاية تحمل معها هم وطن، وعشق أرض، وحب المنتج الذي يعرف ما تجود به الأرض اليمنية.
فجمعت طيبات اليمن السعيد، بين البلدة الطيبة التي ذكرها الله في القرآن، وبين الاسم الذي عرفت به اليمن منذ القدم.