الأخبارمتابعات

توطين صناعة المانجو باليمن.. خطوة استراتيجية نحو التصنيع المحلي

■ وزير الصناعة: الوزارة ستعمل على الاستفادة من تجربة توطين صناعة الألبان وتطبيقها في صناعة العصائر وغيرها من الصناعات الغذائية

■ الوكيل قطران: استخدام المانجو في عملية التصنيع ميزة إضافية لمنتجات العصائر اليمنية وسيمكنها من المنافسة في الأسواق الخارجية

اليمن الزراعية – خاص

دشنت وزارة الصناعة والتجارة الاثنين الماضي توزيع خام “لب المانجو” المحلي على مصانع العصائر في محافظة الحديدة، في إطار خطط تحويل مصانع العصائر والأغذية نحو استخدام المواد الخام الزراعية المحلية.
وخلال التدشين، أوضح وكيل وزارة الصناعة لقطاع التجارة الداخلية محمد قطران، أن توزيع لب المانجو الطبيعي على مصانع العصائر جاء وفق دراسات دقيقة حول كميات الإنتاج واحتياجات المصانع وفق طاقتها الإنتاجية للبدء بتصنيع عصائر من مزارع المانجو المحلية.
وذكر أن عملية تحول مصانع العصائر نحو استخدام المواد الخام الزراعية المحلية بدأت بخطى جيدة تحت إشراف وزارة الصناعة والتجارة، بعد نجاح عملية توطين صناعة الألبان وبدء تصنيع منتجات من حليب الأبقار الطبيعي.
ولفت الوكيل قطران، إلى أن المانجو يعد من أهم المنتجات الزراعية اليمنية ويمتلك مزايا وخصائص من حيث المذاق والجودة قلما توجد في العالم، معتبرا استخدامه في عملية التصنيع ميزة إضافية لمنتجات العصائر اليمنية وسيمكنها من المنافسة في الأسواق الخارجية نظرا للسمعة الجيدة للمانجو اليمني، مؤكداً أن الوزارة تعمل حاليا على إحلال المنتج المحلي بدلا من الخام المستورد في مصانع إنتاج الصلصة، مشيدا بتعاون وتجاوب المصانع المحلية مع خطط وزارة الصناعة.
من جهته أشار مدير مكتب الصناعة والتجارة في محافظة الحديدة صالح محمد، إلى أن المكتب سيباشر عملية الإشراف على تنفيذ الاتفاق الموقع بين وزارة الصناعة والتجارة ومصانع إنتاج العصائر.
وأشاد باهتمام قيادة وزارة الصناعة بتحويل مصانع الألبان والعصائر نحو استخدام الخام المحلي ضمن خطط واسعة لاستخدام المواد الخام المحلية في كافة الصناعات الغذائية.

اجتماع بالحديدة لمناقشة الاستراتيجية
وعلى صعيد متصل عقد اجتماع بمحافظة الحديدة الخميس الماضي برئاسة وكيل وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية محمد قطران لمناقشة سير تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة المانجو المحلي بمصانع إنتاج العصائر بالحديدة.
وأكد الوكيل قطران استعداد الوزارة للعمل على تذليل الصعوبات وحل الاشكاليات أمام الصناعات الوطنية ودعم الانتاج المحلي بكل السبل والإمكانيات المتاحة، مشدداً على أهمية البدء بالتحول في صناعة العصائر باستخدام المانجو المنتج محليا وفق الجدول الزمني المقر والمتفق عليه من الوزارة ومصانع العصائر.
ولفت إلى أن المعركة اليوم تتمثل في الزراعة والصناعة للحصول على الأمن الغذائي ما يتطلب تعاون ودعم من قبل الجميع.
من جانبه اعتبر مدير الغرفة التجارية، التوجه للمنتجات المحلية في الصناعة، جزءاً من النهضة الزراعية الكفيلة بتحقيق الأمن الغذائي وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي لمواجهة تحديات العدوان والحصار، لافتاً إلى أهمية الاعتماد على الإنتاج المحلي في الصناعات الغذائية.
ودعا التجار والقطاع الخاص الى دعم المنتج المحلي من المانجو والإقبال على شرائه في مواسم الحصاد، لافتا إلى أهمية استمرار التنسيق بين مكتب وزارة الصناعة والغرفة التجارية والمنتجين والمصنعين المحليين لاستكمال عملية التحول في إنتاج العصائر بمختلف أنواعه.
بدورهم استعرض ممثلو مصانع باجل للصناعات الغذائية ونانا ويماني وشركة درهم، الترتيبات الجارية من قبلهم لاستقبال المانجو المحلي وعملية التحول نحو إنتاجه في مصانعهم.
وأشادوا بتجاوب وتعاون وزارة الصناعة والتجارة في حل الإشكاليات والعراقيل التي تواجه نشاطهم الصناعي.

زيارة مجمع باجل وشركة ديكو
وفي السياق نفذ وزير الصناعة والتجارة أحمد الشوتري زيارة إلى مصنع باجل بمحافظة الحديدة وشركة ديكو، للاطلاع على مدى استيعاب المصنع للمنتجات الزراعية.
وناقش الوزير والوفد المرافق له إمكانية إدخال محصول المانجو ضمن صناعات الشركة كمنتج محلي والتخفيض من فاتورة استيراد لب المانجو الخارجي.
وبموازاة هذه التحركات ناقش اجتماع ضم وكيلا وزارة الصناعة والتجارة لقطاع التجارة الداخلية الأستاذ محمد قطران، والثروة السمكية لقطاع الاستثمار ممثل اللجنة الزراعية والسمكية العليا مصطفى حطبة آلية عمل عقود صناعة تعاقدية بين مجمع باجل للصناعات الغذائية ومصانع العصائر المحلية لاستيعاب المواد الخام الزراعية المحلية
وفي الاجتماع أكد قطران على ضرورة تدخل المصانع المحلية في استيعاب المنتجات المحلية، في عملية تصنيع العصائر، لما لذلك من أهمية في تخفيض فاتورة الاستيراد، ودعم المنتج المحلي، خاصة في ظل ارتفاع كميات الإنتاج وتدني أسعارها، وهو ما يكبد المزارع خسائر باهظة.
من جانبه أوضح وكيل وزارة الثروة السمكية مصطفى حطبة أن البداية تكون من خلال توقيع عقود صناعة تعاقدية بين مجمع باجل ومستوردي لب المانجو، وأن يتم إلزام التجار بضرورة استيعاب كميات محلية بما يتناسب مع الكميات التي يتم استيرادها.
بدوره أوضح المدير الفني والإنتاجي في مجمع باجل أن المصنع يشتغل على ورديتين بطاقة استيعابية أكثر من ثلاثة آلاف سلة في اليوم، منوها بدور المجمع في استقبال منتجات المزارعين سواء الطماطم أو المانجو، وبدءاً في انتاج لب الطماطم، وكذا لب المانجو وبجودة عالية.
من جانب آخر أشار نائب مدير عام التسويق والتجارة الزراعية الأستاذ علي الهارب إلى أن الكميات المتوفرة في الأسواق المحلية زادت عن الاحتياج للاستهلاك المحلي، مشدداً على ضرورة استيعاب الفائض من قبل المصانع المحلية، حتى لا يتعرض المزارعون للخسائر..

نجاح توطين صناعة الألبان
وتأتي خطوة توطين صناعة المانجو، بعد جهود كبيرة بذلتها وزارة الصناعة والجهات المعنية بتوطين صناعة الألبان، كما أكد ذلك وزير الصناعة والتجارة محمد شرف مطهر.
وأوضح الوزير مطهر أن بدء عملية تحويل الصناعات الغذائية نحو استخدام مدخلات الإنتاج المحلية يأتي في إطار ترجمة موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتوجيهات فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى.
وأشار إلى أن الوزارة تعتزم تنفيذ سلسلة من الإجراءات لدعم الصناعات القائمة على مدخلات الإنتاج المحلية بتقديم حزمة من التسهيلات لعملية التصنيع والإسهام في عملية التسويق والتوعية بأهمية استخدام المنتجات المحلية التي تستخدم مدخلات طبيعية مثل الألبان والعصائر والبقوليات وغيرها.
ولفت إلى أن الوزارة قامت بتكريم شركات مصانع الألبان التي بدأت بتصنيع منتجات من حليب الأبقار الطبيعي لتفاعلها مع خطط وزارة الصناعة في تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتوطين صناعة الألبان، وما حققته من نجاح في هذا المجال.
وبين الوزير المطهر أن الوزارة ستعمل على الاستفادة من تجربة توطين صناعة الألبان وتطبيقها في صناعة العصائر وغيرها من الصناعات الغذائية.
كما أكد أن لدى الوزارة خطط لتحويل الصناعات الغذائية نحو استخدام المواد الخام المحلية في إطار استراتيجية واسعة لدعم الصناعات الوطنية وحماية المنتج المحلي، وبما يسهم في خلق نشاط صناعي إنتاجي يعمل على دعم وتنمية الاستثمارات في المجالات الزراعية والثروة الحيوانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى