أكدوا أن المهرجان حمل في جعبته البشرى والأمل بإعادة الاعتبار لهذه الفاكهة
المهرجان جاء في وقته وسيعمل على الترويج لمنتجات زراعية أخرى
شهد المهرجان الوطني الأول للمانجو اليمني اقبالاً كبيراً من قبل الزوار على مدى خمسة أيام متتالية، حيث شارك فيه مؤسسات تصدير، وجمعيات تعاونية زراعية، ورسامين، وأسر منتجة.
وخرج الجميع بانطباعات إيجابية عن المهرجان، آملين أن تتكرر التجربة، بما يخدم المنتجات الزراعية اليمنية، لتساعد على وصول اليمنيين إلى الاكتفاء الذاتي.
اليمن الزراعية – الحسين علي
وتقول إحدى المشاركات في المهرجان إلهام علي، وهي رسامة إن رسم فاكهة المانجو بعد الحملة المسيئة لهذه الفاكهة أصبح واضح علينا كرسامين، لمواجهة هذه الحملة، والقضاء عليها.
وتضيف أنها وزميلاتها الرسامات شاركن بعدد من الرسوم المعبرة عن جودة المانجو، وارتباطه بالمزارع اليمني، والإنسان العادي، مؤكدة أن المهرجان أتاح لها فرصة للرسم، وعرض رسوماتها للزوار خلال أيام المهرجان، متمنية بسعادة غامرة استمرار المهرجانات الوطنية المشابهة.
من جانبه يقول المزارع هيثم حسن، وهو من المشاركين في المهرجان الأول للمانجو، ومن أبناء مديرية باجل إن “المشاركة في المهرجان ممتازة جداً، حيث وجد المزارع رواجاً وسوقاً للمنتج في هذه الفعاليات، التي مثلت بارقة أمل للمزارعين، وبرزت فيه جودة المنتج”.
ويرى أن الإقبال على المهرجان فاق التوقعات، فالمواطن متفاعل بشكل كبير مع المنتج، وهذا يمثل حافزاً كبيراً للمزارعين في الاستمرار بعزيمة عالية خلال المواسم القادمة”.
مهرجان مميز جداً
وعلى صعيد متصل يصف إبراهيم زيدي -ممثل جمعية عبس التعاونية الزراعية- المهرجان بالرائع والمميّز؛ وذلك لدوره في رفع معنويات المزارعين، خاصة مزارعي المانجو الذين كانوا يشعرون باليأس والخسارة.
ويقول: “هذا المهرجان رائع جداً وفي وقته.. لقد رفع معنويات مزارعي المانجو إلى عنان السماء، وأنا واحد من أولئك المزارعين، شعرنا بالاطمئنان بأن الدنيا لا تزال بخير، وإن شاء الله سنحقق أرباحاً من عائدات ثمار المانجو”، داعياً إلى إقامة مثل هذا المهرجان بشكل مستمر، واعتماده سنوياً من أجل دعم مزارعي المانجو ومزارعي الفاكهة الأخرى.
ويذكر أمين عام جمعية زبيد الزراعية، محمد الحداد، أن “المهرجان يخدم المزارع والجمعيات، ويكمن دوره في دحض الشائعات من خلال إبراز جودة المنتجات، وإقامة الندوات والفعاليات، التي تقدِّم معلومات علمية دقيقة”.
فيما يشير بلال الشرع -أحد مزارعي المانجو في مزارع الجر بالسهل التهامي- إلى أن “المهرجان رائع وجيّد، وفي وقته المناسب، وسيعمل على الترويج للمنتجات الزراعية”، معبراً عن
أمله في أن يصلح المهرجان ما أفسدته حملة الشائعات، ويعود الاعتبار للمنتج، وللمزارع الذي عانى الكثير من هذه الحملة المغرضة.
بارقة أمل
ويعتبر محمد الكدم، وهو أحد منتسبي “مؤسسة حمود الكدم للتصدير” أن “المشاركة في المهرجان ممتازة وفاعلة؛ من خلال تفاعل المشاركين من مختلف شرائح وفئات المجتمع، آملاً أن يدرك المجتمع القيمة الغذائية لهذا المنتج الوطني، الذي يتم بيعه بأسعار زهيدة لا تفي باحتياجات المزارعين في ظل جودة عالية ومنافسة”.
ويقول: “نحن نصدِّر للدول الخليجية وغيرها، وما يزال التصدير مستمراً رغم حملة الشائعات؛ لأن المستهلكين في الخارج يدركون قيمة وأهمية المنتج، ونتمنَّى استمرار تنظيم مثل هذه المهرجانات بشكل سنوي”.
من جانبه، يشير رئيس تحرير مجلة “مشاريع” الهندسية، الصحفي فؤاد الفتاح، إلى أن “المهرجان يعد من أفضل المهرجانات للترويج للمنتجات اليمنية الأصيلة؛ كونه أعاد الأمل إلى القلوب بعد الحملة الظالمة، التي استهدفت المانجو”.
وتوقَّع أن يكون المهرجان منطلقاً مهماً لتحسين مستوى المزارعين، والإقبال على شراء المنتج محلياً، وإيجاد أسواق جديدة حتى في خارج البلاد.
وقال: “لم أكن أتوقّع أن يكون المهرجان بهذه الحفاوة والإقبال والزّخم، من حيث الإعداد، وإقبال الناس على المنتج”.
ويضيف: “للأسف، كانت الأيام الماضية مظلمة لفاكهة المانجو حيث تعرَّضت لحملة شرسة من الشائعات، ألقت بظلالها المُخيفة على هذا المنتج، فالأنفاس البغيضة للشائعات انتشرت كالسموم المُهلِكة، إلا أن هذا المهرجان حمل في جعبته البشرى والأمل بإعادة الاعتبار لهذه الفاكهة”.
ويواصل: “المهرجان الوطني الأول للمانجو يجمع بين الحب للأرض، والتنوع الثقافي، والعراقة الزراعية، فقد شاهدنا فيه حكايات الجِد والاجتهاد للمزارعين، ورغبة المواطن في دعم كل المنتجات الوطنية التي تحقق الاكتفاء الذاتي”.
ويتابع: “يجب أن يكون لدينا وعي كافٍ لمحاربة الشائعات، ولا نكون كسُفنٍ تعبث بها الأمواج المضادة، نتّجه فوراً إلى أغوار الإشاعات الصَّغيرة، فنُحكم قبضتنا على شائعة مُلتفّة حول فاكهة لذيذة كالمانجو، ونُفرد جناحي الشكوك بدل أن نقوى على الحقيقة، هذا ما حدث للمانجو في اليمن، حيث شُنت عليها حربٌ ظالمة لتشوّه سمعتها، وتضر بالمزارع والاقتصاد الوطني”.
ويزيد قائلاً: “فلنهتف بصوتٍ واحد، رافعين شعار المحبة واليقين: لا للشائعات، نعم للمانجو؛ لأننا ندرك الآن أن المانجو ليست مجرد فاكهةٍ طيّبة الطعم، بل هي رمزٌ للقوة والصمود، تتحدَّى كل التحدّيات، وتعبِّر عن روح الشعب اليمني العزيز الداعم لمنتجاته الوطنية”.
ويشتهر اليمن بزراعة وإنتاج فاكهة متنوّعة ومميّزة، خاصة ثمار المانجو، التي تحظى بقبول واسع لدى المستهلك، سواء في السوق المحلية أو الخارجية؛ بسبب تفردها بطعم ونكهة مميّزة وجودة عالية.