صحافةمقالات

زراعة الفرسك في اليمن.. بيئة مناسبة تنتظر التوسع

مزارعون يشكون من غياب الارشاد وضعف التسويق

تمتلك اليمن بيئة مناسبة لزراعة معظم المحاصيل الزراعية، ومنها محاصيل الفاكهة، والتي تجود بها اليمن، وتشتهر بجودتها العالية، ومنها فاكهة الفرسك، والتي تتواجد في بعض المحافظات اليمنية بأصناف محلية، وبمساحات قليلة، وكميات إنتاج تتواجد فترة قصيرة ثم تختفي من الأسواق.
وبحسب كتاب الاحصاء الزراعي للعام 2021م، فقد بلغت المساحة المزروعة بالفرسك حوالي 3028 هكتاراً، وبلغت الكميات المنتجة حوالي 14825 طناً، وجاءت محافظة صنعاء في المركز الأول بمساحة 1497هكتاراً، وكميات الإنتاج 6287طناً، وتلتها محافظة صعدة بمساحة 447هكتاراً، والكمية المنتجة 2628طناً، واحتلت محافظة عمران المركز الثالث بمساحة 280 هكتاراً، وبلغت الكميات المنتجة 1900، وجاءت محافظة ذمار في المركز الرابع بمساحة 241 هكتاراً، وبلغت الكميات المنتجة 1567طناً.

اليمن الزراعية – محمد حاتم

وفي هذا السياق يقول المهندس أحمد الهزبر، وهو باحث مشارك في المحطة الشمالية إن اليمن تشتهر بزراعة الفرسك، سواء في إقليم المرتفعات، أو المناطق الجنوبية المرتفعة، كجبل صبر في محافظة تعز، والذي مازال موجوداً فيه أصناف بلدية تحت مسميات الشامي، وكذلك في مناطق حوض صنعاء والتي تزرع كمحصول أساسي، واعتمدت زراعته في الكثير من المناطق، فعلى سبيل المثال في بني حشيش منطقة سعوان، والمعمر، وهمدان ، وفي بعض مناطق محافظة اب.
ويشير إلى أن المحطة الشمالية عند انشائها في بداية الثمانينيات قامت بدراسة أصناف متعددة من الفاكهة متساقطة الأوراق، واستقدمت ما بين 100ـ 120 صنفاً من الفاكهة المتنوعة، وتم تقييم هذه الأصناف من الناحية بومولوجي، ومنها الفرسك أصناف (الكنج ، ديزرنت ، سن، برنس) وبعد ثبوت تأكيدها من الناحية النوعية والإنتاجية تم نشرها في محافظات: (صعدة ـ حجه ـ ذمارـ حوض صنعاء في بني مطر وهمدان) قائلاً إن الدور المناط للمحطة الشمالية بنشرها وأعطت نتائج جيدة في مناطق زراعتها.
ويضيف أنه في السبعينيات والثمانينيات اعتمدت زراعته على الأصناف المحلية وتحت مسميات متعددة منها:
● الفرسك الخلاسي الأبيض، ويتميز بعدم التصاق اللب بالنواة، وكذلك الفرسك الأحمر.
● الفرسك الحميري، وتكون النواة ملتصقة باللب، وهذه الأصناف تمتاز بطعمها الجيد والمرغوب عند الكثير من الناس، ويتمتعان برواج كبير، وعائد اقتصادي وفير.

بيئة مناسبة:
ويؤكد المهندس أحمد أن زراعة الفرسك تجود في المناطق الجبلية المرتفعة الدافئة الخالية من الصقيع، لأن الفرسك يتطلب درجة برودة خلال الشتاء لكسور طور السكون، أو ما يعرف بدور راحة للبراعم الزهرية والخضرية.
وأوضح الهزبر أن زراعة الفرسك تعتمد على عوامل كثيرة، منها: (درجة الحرارة، والضوء، الرطوبة، الأمطار، والتربة) مؤكداً على أن التربة من أهم العوامل التي تؤدي لنجاح زراعة الفرسك؛ لما تحتويه من عناصر غذائية، وقابليتها على تحويل العناصر الموجودة من هيئة غير قابلة للامتصاص إلى شكل جاهز للامتصاص حتى يستفيد منه النبات، بحيث تكون التربة عميقة، جيدة الصرف والتهوية، وأن تكون خصبة محتوية على العناصر الغذائية الصغرى والكبرى، وأن تحتوي على المادة العضوية (مخلفات نبات وحيوان).

العمليات الزراعية:
أولاً: التقليم
من العمليات الأساسية للفرسك، هي التقليم والتي يقصد بها إزالة الأفرع الجافة واليابسة، وتكمن أهميته في تنظيم النمو والإنتاج، ويقلل من ظهور الآفات والأمراض، ويعمل كذلك على التوازن بين النمو الخضري والثمري.
ثانياً: التسميد: من العمليات المهمة هي التسميد قبل الزراعة لإصلاح التربة، وامدادها بمدخرات سمادية كافية لضمان جودة ونمو أثمار جيدة، حيث تحتاج شجرة الفرسك من 5 ـ 8 سطول سماد عضوي ينثر حول محيطها.
والتسميد الكيماوي: يوريا 500جم/شجرة ثلاث مرات ، وسوبر فوسفات 200ـ 250جم/شجرة مرتين قبل الرية الأولى وبداية ابريل ، وسلفات البوتاسيوم 250ـ 300جم/شجرة مرة واحدة قبل الرية الأولى.
ويؤكد على أهمية الخدمة الشتوية، والتي تعتبر 50ـ 70% من إنتاجية الموسم القادم، حيث تقوم الأشجار بتخزين الكربوهيدرات المسؤول على إنتاجية العام القادم.
ويوضح مراحل تصاحب النبات وهي:
1ـ أعطي الأشجار فوسفور لضمان التزهير.
2ـ أعطي الأشجار كالسيوم بورون المسؤول على تجانس الأخصاب والعقد في النبات.
3ـ أعطى الأشجار نترات البوتاسيوم وبمعدل 7ـ 8مم / لتر ماء رشاً من أجل تكبير الثمار وتلوينها ومذاقها الحلو، بالإضافة إلى رش الأشجار بالكالسيوم عند الازهار؛ وذلك لتثبيت العقد
بالإضافة لبقية العمليات الزراعية الري، والتعشيب، ومعاملات ما قبل، و ما بعد الحصاد.
ويدعو الباحث أحمد الهزبر المزارعين للاهتمام بالعمليات الزراعية، كي يقوا محاصيلهم من الأمراض والآفات، ويحصلوا على منتج وفير ذي جودة عالية.

الصعوبات والعوائق
بدروه يقول المزارع بلال جبر القيسي أحد مزارعي الفرسك في محافظة ذمار بمديرية ميفعة عنس: “بدأ الوالد في زراعة الفرسك، وأيضاً التفاح في عام 1985م، ولكن بسبب استخدام مواد كيماوية في التسعينيات انتهت الأشجار.
ويضيف أنه في العام 2007م تم إعادة غرس الفرسك ، حيث تم أخذ الشتلات من محافظة إب وتطعيمها، وتلقيحها بصنف الخوخ الأمريكي، مبيناً أن مساحة المزرعة الخاصة بهم حوالي 4 إلى 5 هكتار، وتتواجد فيها 600 شجرة.
ويؤكد جبر القيسي أن زراعة الفرسك أفضل من زراعة القات، رغم الصعوبات والعوائق التي تواجههم، ومنها ارتفاع أسعار المدخلات الزراعية مثل الأسمدة، والمبيدات، وضعف التسويق، والارشاد الزراعي، مشيراً إلى أن أغلب المزارعين لا يستشيرون المهندسين الزراعيين عند شراء المبيدات، أو ظهور مرض، والسبب هو عدم تواجد مراكز ارشادية، أو مرشدين زراعيين في المنطقة، وهو ما يجعل المزارع يضطر للشراء من محل المبيدات مباشرة.

ضعف التسويق
ويشكو المزارع بلال جبر القيسي من ضعف التسويق، وغياب دور وزارة الزراعة، موضحاً أن المزارعين يقومون ببيع منتجات الفرسك، ونقلها إلى الأسواق البعيدة في صنعاء وتعز وإب، وهذا يكلفهم الكثير، حيث لا تغطي تكاليف الإنتاج، وبالمقابل يكون تدني في الأسعار، حيث يصل سعر السلة ما بين 3000 إلى 7000 ريال، وهو ما تسبب في عدم التوسع في المساحات المزروعة عما كانت عليه في عام 2016م.

غياب الارشاد
أما المزارع سليم مظفر من مديرية همدان منطقة لولوة والتي تشتهر بزراعة الفرسك والبرقوق
فيقول إن تراجع زراعة الفرسك في لولوة بشكل كبير عما كانت عليه سابقاً، والسبب تدني الأسعار، وانتشار الأمراض.
ويشير إلى أن الأصناف المزروعة حالياً هي أصناف خارجية، ويشكو سليم من غياب الارشاد الزراعي، وضعف التسويق، ويطالب الدولة بأن تقوم بعمل دراسات، وأبحاث حول الأمراض والآفات التي تصيب الفرسك، وأن تقدم لهم شبكات الري الحديثة بالتقسيط.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى