تقاريرصحافة

اللـوز اليمني مـورد اقتصادي … يحتاج إلـى اهتمام

يعد محصول اللوز من المحاصيل الزراعية النقدية التي اشتهرت اليمن بزراعتها، والذي يمتاز بجودته العالية ومذاقه الفريد، نظرا لاحتوائه على العديد من الألياف والعناصر الغذائية الهامة، ونكهته المشبعة بالزيوت الطيارة، حيث يزرع اللوز في المناطق الجبلية وخاصة في جبل اللوز، وجبل الطرف بمديرية الطيال محافظة صنعاء، وهي الموطن الأول لزراعة اللوز في اليمن والتي ترتفع أكثر من 3000 متر فوق سطح البحر.

اليمن الزراعية -محمد صالح حاتم

وتعتبر شجرة اللوز من الاشجار المقاومة للجفاف، فهي لا تحتاج إلى مياه كثيرة، ويمكن زراعة اللوز في مختلف الترب، ويتحمل اللوز التربة الفقيرة والجافة، ولكنه يجود في التربة الصفراء والمزيجية والعميقة بما لا يقل عن 1.5متر، حتى يمكنها أن تحتفظ بأكبر كمية من الماء، وتحتاج لساعات بردوة كافية ما بين 150- 500 ساعة.
وبحسب كتاب الاحصاء الزراعي الصادر عن الإدارة العامة للإحصاء والمعلومات الزراعية للعام 2021م فقد بلغت المساحة المزروعة باللوز 7474 هكتارا، واحتلت المركز السادس بين محاصيل الفواكه وهو ما يمثل نسبة ٪6.8، وبلغت كميات الإنتاج 13445طناً، وتتركز زراعة اللوز في محافظة صنعاء بنسبة تزيد على ٪98، وذلك بمساحة تقديرية 7448 هكتارا، وبكمية إنتاج 13406 طنا، وتتواجد زراعة اللوز في مديريات الطيال، وبني مطر، والحيمة الداخلية، والحيمة والخارجية.
محمد على جابر أحد مزارعي اللوز في جبل اللوز بمديرية الطيال يقول إن شجرة اللوز شجرة معمرة قد يصل عمرها إلى قرابة 200 عام، وهذا ما دلت عليه البصائر التي ذكرت اشجار اللوز، ويضيف أن منطقة جبل اللوز تعتبر أشهر منطقة في اليمن تزرع اللوز ومنها توزعت إلى بقية المناطق، وقد سمي الجبل بإسم هذه الشجرة
ويوضح محمد جابر أن زراعة محصول اللوز ليست متعبة ولا مكلفة كبقية المحاصيل ولا تحتاج إلى عناية كثيرة او عمليات زراعية فما يحتاجه هو حراثة واحدة في السنة، مضيفا ً أن شجرة اللوز تحتاج اهتمام في بداية التشتيل عند نقل الشتلة إلى مكان الزراعة الدائم، والتي تبقى سنتين حتى تبدأ بالإثمار.
ويشير أن شجرة اللوز تحتاج مسافات متباعدة بينها وبين الشجرة الاخرى والتي تصل إلى 10 أمتار، حتى تنمو بشكل طبيعي، ويستعرض المزارع محمد علي جابر مراحل نمو شجرة اللوز والتي تبدأ في فصل الربيع من منتصف يناير والبعض إلى شهر فبراير بتكون براعم النمو الخضري والتي يخرج منها اغصان وأوراق، وبراعم البذور التي يخرج منها الأزهار وتبقى قرابة شهرين فتتساقط، بينما البذرة الداخلية التي تنمو منها الثمار تبقى، وبعد ستة أشهر يتم جني المحصول وهو مايسمى «الهرور»

الأصناف
ويذكر جابر اصناف اللوز وهي ثلاثة أصناف:
-اللوز العجمي وهو الاكثر انتشارا والذي يمتاز بقشرة قوية.
-الرازقي وهو نادر ويمتاز بقشرة خفيفة يمكن كسرها بسهولة ولها مذاق حلو وجودته عالية.
-والصنف الثالث وهو الشحطي ويكون طعمه مر نوعا ما.
-والصنف الرابع وهو نادر وهو اللوز المر والذي يكون طعمه مر بشكل كبير
لا يستساغ ويستخدم كعلاج.

الصعوبات
واشتكى المزارع محمد علي جابر من ضعف التسويق، ومنافسة اللوز الخارجي، وطالب الجهات المختصة بالقيام بتنظيم تصدير اللوز البلدي إلى الخارج نظرا لما يتمتع به من مذاق فريد وجودة عالية، وهو مطلوب في الاسواق الخارجية والذي سيكون له مردود اقتصادي كبير للمزارع والدولة، ومنع دخول اللوز الخارجي والذي يؤثر على سمعة اللوز البلدي.
ويضيف أن من ضمن الصعوبات هي انتشار آفة المن الاسود والتي تؤثر بشكل كبير على نمو اشجار اللوز، وعدم فعالية المبيدات المتواجدة في السوق.
وطالب محمد علي وزارة الزراعة والري بدعم المزارعين بشتلات، وايجاد مركز ارشادي في المنطقة.
اما المزارع عبدالعزيز العروسي احد مزارعي اللوز في مديرية بني مطر فيقول بدأت ازرع اللوز قبل 25 عاما، وقد توسعت زراعتها بشكل كبير، ويضيف مع بداية الحرب والعدوان عانينا كثير بسبب ارتفاع اسعار الديزل
ويشير العروسي أن الآفات والامراض التي تظهر على شجرة اللوز تعد من الصعوبات، وطالب الدولة بالتدخل في المكافحة الامراض، وتقديم شبكات ري بالتقسيط بدون ارباح.
كما اشتكي من ضعف التسويق واستغلال التجار للمزارعين مبينا أن قدح اللوز يباع بسعر 90 ألف ريال.
اما التاجر ياسين الجعدبي صاحب محل أصل اللوز البلدي يقول: إن اللوز البلدي يمتاز بجودته العالية ومذاقة الفريد وطعمه الحلو، والذي يميزه عن اللوز الخارجي، ويشير أن زراعة اللوز تعتبر مشروع وطني يدعم الاقتصاد اليمني، والتجارة فيه ناجحه إذا وجدت الامانة عند التاجر.
ويقول الجعدبي أن الاسعار يحكمها السوق وما مدى توفر المنتج، فعندما يكون الإنتاج كثير تنخفض الاسعار، وعندما يكون الإنتاج قليل ترتفع، ويبين أن متوسط سعر الكيلوجرام من اللوز البلدي تتراوح ما بين 18 إلى 32 ألف ريال، وإن السبب في ارتفاع سعره هو جودته العالية، وقلّت كميات الإنتاج.

مرغوب خارجيا
ويؤكد ياسين الجعدبي أن اللوز اليمني مطلوب ومرغوب في جميع دول العالم نظرا لجودته العالية ومذاقة الفريد.
وعن آلية شراء اللوز يوضح الجعدبي أن التجار يخرجوا إلى عند المزارع في موسم الحصاد ويشتروا منهم، وبعض المزارعين يفضل الدخول إلى عند التجار وعرض محصوله من اللوز عليهم والبيع لهم عند الحصول على أفضل سعر.

خطورة اللوز الخارجي
وحذر الجعدبي من خطورة اللوز الخارجي والذي يؤثر على سمعة وسعر اللوز اليمني، مشيرا إلى أن الاوضاع الاقتصادية التي تمر بها اليمن جراء الحرب والعدوان أثرت بشكل كبير على القوة الشرائية لدى المواطن اليمني والذي
لا يستطيع شراء اللوز البلدي حتى في المناسبات الدينية والاجتماعية مثل الاعراس، ويفضل شراء اللوز الخارجي، وهذه من التحديات التي يواجها اللوز البلدي وهي غزو اللوز الخارجي للأسواق المحلية..

المساحة المزروعة 7474هكتارا، وكميات الإنتاج 13445طنا

تتركز زراعة اللوز في محافظة صنعاء

تعد منطقة جبل اللوز في مديرية الطيال الموطن الأول لزراعة اللوز في اليمن

اللوز الخارجي يشكل تهديدا على زراعة اللوز البلدي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى