إرشاداتصحافة

ارتفاع نسبة الأمية وتدهور التعليم .. وأهداف المستقبل للتنمية الشاملة!

الوعي التنموي

ماهر علي السيد *

لقد انتشرت الأمية في أوساط مجتمع الصيادين على طول الشريط الساحلي للجمهورية اليمنية نتيجة لعدم اهتمام النظام السابق بهذا المجتمع المنتج العامل على استخراج ثروة بحرية واعدة تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والرفاهية، لمجتمع سلسلة القيمة العامل فيها، ولكن الواضح جداً أن ذلك كان هدفاً سياسياً خطيرا، نتج عنه تدمير قطاع الصيد التقليدي والبحري والعاملين فيه ، وعدم قدرة الناس على مواجهة الظروف المعيشية، وهوامير المتنفذين والشركات والتجار المسيطرين على كافة حلقات سلاسل القيمة في قطاع الثروة البحرية الحية.
وهنا يجب أن نعلم أن الأمية ليست مقتصرة فقط على عدم قدرة الانسان على القراءة والكتابة أو استخدام التقنية والتكنولوجيا ، بل أن الأمية هي الجهل بواقع الحياة ومتطلباتها السليمة وغياب رؤية المستقبل وضعف في فهم المحيط المعيشي وعدم العمل على ما يحقق الرغبة في طبيعة المستقبل المنشود في عزة وكرامة وسيادة واكتفاء ورخاء اجتماعي واقتصادي واستقرار الدولة والشعب مع وجود وحدة منهجية وقيادة وأمة ناضجة وواعية ، تعرف من أعدائها وأهدافهم وممارساتهم التي يستهدفونهم بها، لأن ما يزيد من نسبة البطالة وضعف الاقتصاد هي الممارسات التي يقوم بها أعداء الأمة، وعملائهم ممن كانوا في السلطة.
يعتبر ارتفاع الأمية التعليمية والعلمية ومعرفة واقع الحياة وتدهور الاقتصادي للأسرة والدولة، نتيجة غياب دور الدولة، وما يتطلبه اليوم هو توفير التعليم السليم والحديث والواقعي وتسهيل الوصول إليه ولا يكفي فقط ان يكون التعليم مجاني فقط، بل يجب على الدولة أن تسن القوانين الضابطة والملزمة للمعلم وللمتعلم ولجهات التعليم وكذا عمل الشروط والمعايير لمستوى التعليم المطلوب للمرحلة الحالية والمستقبلية للبلد بما يحقق النهج السيادي للقرار والاقتصاد وبقية المجالات.
إن العمل على مكافحة الأمية في أوساط مجتمع الصيادين في السواحل اليمنية، ضرورة ملحة ويجب أن تتكاتف الجهود لرفع مستوى النشاط في هذا التوجه والعمل على دعمه مالياً وتقنياً وبوسائل مناسبة وفق الممكن والمتاح، حيث الواجب يدعونا للتحرك النوعي والدقيق الذي يحقق أعلى فائدة على مجتمع الصيد والعاملين في كافة حلقات سلاسل القيمة.
تعتبر مشكلة الأمية من أهم العقبات التي تواجه التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدول وما يتسبب بانتشارها، ضعف الاقتصاد للأسرة، وضعف مستوى التعليم وتقنياته ووسائله، وضعف إدارة الدولة لجهات التعليم وغياب سياسات التعليم التي ترتبط بواقع الاعمال والإنتاج.
حيث ضعف الكفاءات من معلمين غير اكفاء، او ليس لديهم افكار ابداعية للتعامل مع جميع المستويات الطلابية بشكل صحيح، يؤدي الى كره الطالب للتعليم، وبالتالي تسبب في عزوف الطلاب والمجتمع من طلب التعليم.

  • القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لأبحاث علوم البحار والأحياء المائية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى